اكتمال منظومة الربط الكهربائي لدول الخليج العربية بانضمام سلطنة عمان

وكيل وزارة الكهرباء السعودية لـ («الشرق الأوسط»): مصر و7 دول أخرى ستستفيد من المشروع

الربط الكهربائي الخليجي يُعد من أنجح وأهم المشروعات الاستراتيجية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية («الشرق الأوسط»)
الربط الكهربائي الخليجي يُعد من أنجح وأهم المشروعات الاستراتيجية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية («الشرق الأوسط»)
TT

اكتمال منظومة الربط الكهربائي لدول الخليج العربية بانضمام سلطنة عمان

الربط الكهربائي الخليجي يُعد من أنجح وأهم المشروعات الاستراتيجية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية («الشرق الأوسط»)
الربط الكهربائي الخليجي يُعد من أنجح وأهم المشروعات الاستراتيجية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية («الشرق الأوسط»)

كشف رئيس مجلس إدارة هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن اكتمال منظومة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي، بمراحله الثلاث. بعد انضمام سلطنة عمان، في الـ20 من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى هيئة الربط الكهربائي بصورة كاملة.
وقال الدكتور مطر النيادي رئيس مجلس إدارة هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: «الربط الكهربائي الخليجي يُعد من أنجح وأهم المشروعات الاستراتيجية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، باعتبار أن الطاقة هي المحرك الرئيسي والفاعل في جميع العمليات التنموية الحيوية».
وأوضح خلال حديثه لوسائل الإعلام، أمس، في مدينة الدمام شرق السعودية، أن أهمية هذا الربط تأتي من كونه يتيح تبادل وتجارة الطاقة على أسس تجارية لتحقيق قيمة اقتصادية مضافة للدول الأعضاء، فضلا عن أنه يقدم الدعم المتواصل خلال أي طارئ، ونجح في تجنب الانقطاعات بنسبة 100 في المائة.
وأضاف: «هذا ما جعلنا نعمل وفقا لاستراتيجيات تواكب النمو الاقتصادي والسكاني بدول المجلس لتطوير أنشطة وأعمال هيئة الربط الكهربائي الخليجي لتدخل بعد نحو 14 عاما من إنشائها مرحلة جديدة، وهي تفعيل تجارة الطاقة وإنشاء سوق خليجية مشتركة للكهرباء، تتيح للدول خيارات للاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة المختلفة».
وأبان الدكتور النيادي: «لعل أهم قيم هذا الربط أنه يسهل إدماج مصادر الطاقة النظيفة في الشبكات الخليجية من خلال إمكانية تصدير الفائض من إنتاج الكهرباء في أي دولة إلى شبكات الدول الأخرى، مما يتطلب وضع التصور المستقبلي للهيئة ومواكبة التطورات السريعة التي تدور في العالم، ولذلك جرى إعداد خطة استراتيجية للهيئة حتى عام 2020».
وعن أهداف هذا الربط، قال النيادي: «نسعى على المدى المتوسط إلى تحفيز إنشاء سوق خليجية مشتركة للكهرباء قابلة لأن تتطور إلى سوق إقليمية، حيث تدرس الهيئة فرص الربط مع الشبكات المجاورة، وقد تلقت طلبات للربط مع بعض الدول المجاورة التي لا تزال قيد الدراسة».
وتشارك الهيئة في وضع وثائق الحوكمة لمشروع الربط العربي، كما جرى قبول انضمام هيئة الربط إلى مجموعة كبار مشغلي الشبكات، لتصبح ضمن أكبر 17 مشغلا لشبكات الكهرباء في العالم وتغطي 80 في المائة من مجمل الطلب العالمي على الطاقة.
واعتبر أن كل تلك الاستراتيجيات والمزايا، أصبحت جاهزة لانطلاق واسع بعد استكمال المنظومة بانضمام سلطنة عمان إلى هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وشدد على أن تلك النتائج العملية التي تتمتع بها الدول الأعضاء وسلطنة عمان، يجعلها في حالة توازن خدمي متميز وذلك يعزز قيمة التعاون الذي ترتكز عليه دول المجلس وتنطلق به في جميع مشروعاتها التنموية، فالهيئة معنية أيضا بتحقيق الوفر الاقتصادي في استثمارات محطات توليد الكهرباء والناتج من تخفيض احتياطي قدرات التوليد والقدرة المركبة الذي يتجاوز 6 مليارات دولار خلال 25 سنة، وإمكانية تحقيق الدول الأعضاء مجتمعة لوفورات في الكلفة التشغيلية باستيراد وتبادل الطاقة الأقل كلفة بما قد يصل إلى 1.8 مليار دولار خلال الفترة ذاتها، والاختيار الأنسب لحجم مولدات الكهرباء، مما يقلل تكلفة رأس المال لكل ميغاواط من القدرة المركبة.
وأضاف: «سلطنة عمان بعد انضمامها إلى شبكة الربط الكهربائي الخليجي، تتمكن تلقائيا من مشاركة باقي الدول الأعضاء في الاستفادة من تلك المزايا الاستراتيجية، إلى جانب مشاركتها في إنشاء سوق خليجية مشتركة لتجارة الطاقة».
وفي ختام حديثه، كشف النيادي عن تعيين رئيس تنفيذي جديد لهيئة الربط الكهربائي للمرحلة المقبلة، ابتداء من 25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وهو المهندس أحمد بن علي الإبراهيم الذي سيخلف المهندس عدنان بن إبراهيم المحيسن الرئيس التنفيذي الحالي للهيئة، مقدما شكره للمهندس عدنان على جهوده الكبيرة في العشر سنوات الماضية خلال إنشاء المشروع والتشغيل المبدئي للشبكة.
وبين أن المهندس أحمد الإبراهيم الرئيس التنفيذي الجديد للهيئة في المرحلة المقبلة التحق بهيئة الربط الكهربائي منذ عام 2007، وشارك في عملية تنفيذ المشروع وتشغيله مديرا لإدارة العمليات والصيانة ثم نائبا للرئيس التنفيذي، ولديه خبرة تزيد على 28 عاما في مجال الطاقة الكهربائية.
وفي سياق متصل، كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور صالح العواجي وكيل وزارة الكهرباء السعودية أن «اتفاق الربط الكهربائي بين المملكة ومصر، سيستفيد من الربط الخليجي، حيث إن مصر لديها ارتباطات كهربائية مع 7 دول أخرى، من بينها الأردن، مما سيحول الربط الكهربائي الخليجي إلى ربط إقليمي مكون من 14 دولة في هذا الإقليم».
وأشار العواجي إلى أن الربط مع مصر سيكون عبر استخدام تقنية جديدة هي الربط اللاسلكي «خط هوائي»، مع وجود ربط سلكي كذلك عبر البحر بمسافة 20 كيلومترا، يصل إلى شمال القاهرة، يبدأ من المدينة المنورة مرورا بتبوك.
وأكد وكيل وزارة الكهرباء السعودية أن الاتفاقية التي وقعتها السعودية مع مصر بهذا الشأن ستطرح للمنافسة للفوز بهذا المشروع قريبا من أجل إنجازها، مشددا على أن هذا المشروع يأتي بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمجلس الوزاري العربي.
جدير بالذكر أن مشروع الربط الكهربائي الخليجي بدأت فكرته في الثمانينات بعمل بعض الدراسات الأولية، حيث صدرت دراسة جدوى مبدئية عام 1986. وشكلت لجنة الربط الكهربائي في أواخر الثمانينات تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون، وضمت ممثلين من الدول الست، وأصدرت دراسة الجدوى الفنية الاقتصادية الأولى في 1990.
وأوكل المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي في دورته الـ18 (1999). للجنة التعاون الكهربائي والمائي المشكّلة من الوزراء المعنيين بشؤون الكهرباء في دول المجلس، متابعة خطوات تنفيذ مشروع الربط الكهربائي، وإعداد النظام الأساسي، والاتفاقيات العامة، واتفاقيات الربط مع الأنظمة الكهربائية وتفويضها بالتوقيع على الاتفاقيات واعتماد النظام الأساسي للهيئة، وأُسست هيئـة الربـط الكهربائـي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بموجب مرسوم ملكي في 28/ 7/ 2001 (شركة مساهمة).
وجرى تحديث دراسة الجدوى الفنية الاقتصادية الأولى في 1990 وإصدار دراسة الجدوى الفنية الاقتصادية الثانية في 2004 التي اعتمدت الأسس نفسها التي بُنيت عليها الدراسة الأولى، واعتمدت نسب المشاركة في رأس مال الهيئة، حسب نسب الاستفادة من المشروع وتقسيم رأس المال الذي قدر بمبلغ 1.407 مليار دولار، حيث كان نصيب الإمارات المتحدة 15.4 في المائة، البحرين 9.00 في المائة، السعودية 31.6 في المائة، عُمان 5.6 في المائة، قطر 11.7 في المائة، الكويت 26.7 في المائة.



التوترات الجيوسياسية الخطر الرئيسي على التجارة العالمية

سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)
سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)
TT

التوترات الجيوسياسية الخطر الرئيسي على التجارة العالمية

سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)
سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)

قال كبير الاقتصاديين في منظمة التجارة العالمية، رالف أوسا، إن التوترات الجيوسياسية، ولاسيما تلك المندلعة في الشرق الأوسط، ما زالت الخطر الرئيسي على التجارة العالمية.

وقال أوسا، وفق وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، إن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى نقص الإمدادات وارتفاع أسعار النفط، مضيفاً: «ارتفاع أسعار النفط سيؤثر على النشاط الاقتصادي الكلي، وكذلك على التجارة الدولية». وهبط برنت بأكثر من 7 في المائة خلال الأسبوع الماضي، بينما خسر خام غرب تكساس نحو 8 في المائة، وهو أكبر انخفاض أسبوعي لهما منذ الثاني من سبتمبر (أيلول)، وذلك بعد أن خفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية، توقعاتهما للطلب العالمي على النفط في عامي 2024 و2025.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.39 دولار أو 1.87 في المائة إلى 73.06 دولار للبرميل عند التسوية، كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.45 دولار أو 2.05 في المائة إلى 69.22 دولار للبرميل. ونما الاقتصاد في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، في الربع الثالث بأبطأ وتيرة منذ أوائل 2023، لكن البيانات المتعلقة بالاستهلاك والإنتاج الصناعي فاقت التوقعات في سبتمبر.

وقال جون كيلدوف، الشريك في «أجين كابيتال» في نيويورك: «الصين مهمة في المعادلة فيما يتعلق بالطلب، لذا يؤثر ذلك بشدة على الأسعار هنا اليوم». كما انخفض إنتاج مصافي التكرير في الصين للشهر السادس على التوالي إذ أثر ضعف استهلاك الوقود وتراجع هوامش التكرير سلباً على عمليات المعالجة.

وقال نيل أتكينسون، محلل الطاقة المستقل المقيم في باريس، والرئيس السابق لقسم النفط في وكالة الطاقة الدولية: «لا يمكننا تجاهل أثر المركبات الكهربائية في الصين». وأضاف: «هناك عوامل عدة مؤثرة هنا، الضعف الاقتصادي في الصين، ولكن أيضاً التحرك صوب تحويل قطاع النقل إلى العمل بالكهرباء». وقفزت مبيعات المركبات الكهربائية في الصين 42 بالمائة في أغسطس (آب)، وسجلت مستوى قياسياً مرتفعاً بما يزيد على مليون مركبة. وطرح البنك المركزي الصيني خطتين للتمويل، ستضخان مبدئياً 800 مليار يوان (112.38 مليار دولار) في سوق الأسهم من خلال أدوات سياسة نقدية تم إطلاقها حديثاً.

وقال ريشي راجانالا، الشريك في «إيجس هيدجنج»: «تظهر البيانات الصينية علامات مؤقتة على التحسن، لكن الإحاطات الأحدث عن التحفيز الاقتصادي الإضافي جعلت المشاركين في السوق يشعرون بالإحباط».

وفي تقرير صادر في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، توقعت منظمة التجارة الدولية أن ينمو حجم تجارة السلع العالمية بنسبة 2.7 في المائة في عام 2024، بزيادة طفيفة عن توقعاتها في أبريل (نيسان) الماضي، التي أشارت إلى نموه بنسبة 2.6 في المائة.

وكانت التوقعات الإقليمية تحديثاً مهماً في التقرير الجديد. في ضوء ذلك، قال أوسا: «نرى أن أداء آسيا أقوى مما توقعنا، بينما كان أداء أوروبا أضعف مما توقعنا»، مضيفاً: «تظل آسيا المحرك الرئيسي للتجارة الدولية، سواء في الاستيراد أو التصدير».

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تزيد الصادرات في آسيا بنسبة 7.4 بالمائة في عام 2024، وذلك مقارنة بزيادة وارداتها بـ4.3 في المائة.

وأردف أوسا: «كنا نتوقع انتعاش التجارة في أبريل الماضي، وما زلنا نتوقع انتعاشها اليوم، يرجع ذلك بشكل كبير إلى عودة التضخم إلى طبيعته والتخفيف المقابل للسياسة النقدية».

وقال إن الصين تظهر أداءً قوياً في التصدير، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تعزز سياسة التحفيز الأخيرة التي نفذتها الحكومة الصينية، الطلب المحلي داخلها، وتساعد على إعادة التوازن في التجارة الدولية.

ومن أجل معالجة التحديات المتعددة، دعا أوسا إلى الدفاع عن نظام التجارة متعدد الأطراف، بحيث تمثل منظمة التجارة العالمية نواته، مؤكداً أهمية تكييف منظمة التجارة العالمية لتناسب متطلبات القرن الحادي والعشرين.

وفيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي، سلط أوسا الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في خفض تكاليف التجارة والتغلب على الحواجز اللغوية وتوسيع الخدمات المقدمة إلكترونياً.