الخرطوم تخفف إجراءات حظر كورونا بدءا من الأربعاء

عودة تدريجية للحركة والعمل

أحد أفراد القطاع الصحي يقيس درجة الحرارة  للمشتبه في إصابتهم بالكورونا بالخرطوم (إ.ب.أ)
أحد أفراد القطاع الصحي يقيس درجة الحرارة للمشتبه في إصابتهم بالكورونا بالخرطوم (إ.ب.أ)
TT

الخرطوم تخفف إجراءات حظر كورونا بدءا من الأربعاء

أحد أفراد القطاع الصحي يقيس درجة الحرارة  للمشتبه في إصابتهم بالكورونا بالخرطوم (إ.ب.أ)
أحد أفراد القطاع الصحي يقيس درجة الحرارة للمشتبه في إصابتهم بالكورونا بالخرطوم (إ.ب.أ)

بعد أشهر من الإغلاق الشامل الذي فرضته السلطات السودانية على كل ولايات البلاد لمحاصرة تفشي فيروس كوفيد - 19. تبدأ العاصمة الخرطوم غداً (الأربعاء) العودة التدريجية للحركة والعمل ورفع القيود أمام حركة المواطنين لممارسة حياتهم العادية.
وشددت السلطات في بيان اليوم (الثلاثاء) على ضرورة الالتزام التام بلبس الكمامات والتعقيم المستمر والتباعد الاجتماعي، وناشدت المواطنين أهمية اتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة لتنجب الإصابة بالمرض.
أثناء ذلك أعلنت وزارة الصحة تسجيل 127 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد (السبت) الماضي، و8 وفيات، وتعافي 226 حالة وذلك حسب التقرير الوبائي للوزارة.
وقاربت أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في السودان منذ بدء الجائحة إلى 10 آلاف حالة، فيما بلغت الوفيات 622، والمتعافين 5034.
وبحسب تقارير إدارة الوبائيات بوزارة الصحة خلال الأسبوعين الماضيين، فإن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد بدأت بالتراجع بشكل ملحوظ، فيما تتراجع حالات الوفيات، وارتفاع حالات التعافي.
وحددت الغرفة المركزية المشتركة لطوارئ كورونا بالخرطوم، ساعات تحرك المواطنين من الساعة الخامسة صباحا وحتى الساعة السادسة مساءً.
وأوضحت السلطات أن تخفيف الإغلاق وحظر التجوال سيخضع للتقييم وفقا للمؤشرات الصحية ومدى التزام المواطنين بالإرشادات الوقائية، حتى لا تضطر للعودة للإغلاق التام مرة أخرى.
ووجه بيان الغرفة رؤساء الوحدات الحكومية والقطاع الخاص بترتيب أوضاع العمل داخل وحداتهم بحيث لا تتجاوز نسبة الحضور لتسيير دولاب العمل اليومي 50 في المائة، وتطبيق نظام التناوب في حضور العاملين.
وشددت السلطات على توفير الكمامات والتعقيم المستمر بمواقع العمل وإلزام جمهور المتعاملين بالتعقيم والكمامة، تسري هذه الإجراءات في الأنشطة التجارية والخدمية التي ترتادها أعداد كبيرة من المواطنين، بجانب مراقبة الأسواق.
واستقبلت البلاد خلال الفترة الماضية بعد فتح المطارات المعابر البحرية والبرية الآلاف من السودانيين العالقين بعدد من الدول العربية، فيما تتواصل رحلات الطيران لإكمال تفويج كل الراغبين في العودة.
وكانت السلطات السودانية فرضت حالة الطوارئ الصحية في كل ولايات البلاد، استمرت لأكثر من شهرين، وأوقفت العمل بالكامل في مؤسسات الدولة عدا المرافق الخدمية، وتشددت في إجراءات إغلاق الجسور والمعابر، كما عزلت الولايات عن العاصمة لمجابهة تفشي جائحة كورونا.
ومددت سلطة الطيران المدني إغلاق مطار الخرطوم الدولي أمام حركة الطيران حتى 12 يوليو (تموز) الحالي.
واستثنى القرار كلا من رحلات إعادة السودانيين العالقين بالخارج، ورحلات البضائع المجدولة والإضافية، ورحلات المساعدات الإنسانية والدعم الفني والإنساني، ورحلات الشركات العاملة في حقول البترول، ورحلات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان.
وأغلق السودان مطاراته أمام حركة الطيران منذ مارس (آذار) الماضي بقرار من اللجنة العليا للطوارئ الصحية في إطار إجراءات مجابهة جائحة كورونا.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».