إثيوبيا: الاضطرابات لن تعطل ملء «سد النهضة»

اعتقال خمسة أعضاء كبار بحزب يمثل أكبر قومية في البلاد

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (رويترز)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (رويترز)
TT

إثيوبيا: الاضطرابات لن تعطل ملء «سد النهضة»

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (رويترز)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (رويترز)

أكّد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الثلاثاء، أنّ الاضطرابات السياسية الأخيرة في بلاده لن تعطل خططه لبدء ملء «سد النهضة» العملاق على النيل الأزرق، رغم اعتراضات دولتي المصب مصر والسودان.
واندلعت احتجاجات عنيفة في العاصمة أديس أبابا وإقليم أورومو المحيط بها بعد مقتل المغني الشعبي هاشالو هونديسا، الذي أشعل توترات إثنية. وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل 166 شخصاً في صدامات إثنية واشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن، حسب آخر حصيلة رسمية أوردتها السلطات نهاية الأسبوع الماضي.
كان آبي قال الأسبوع الماضي إنّ مقتل هاشالو والاضطرابات التي تلته جزء من مؤامرة لإثارة اضطرابات في إثيوبيا بدون أن يوضح ما هي الجهات المتورطة. لكنه قدم تفاصيل أكثر (الثلاثاء) قائلاً، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ الاضطرابات ترمي لتعطيل خطط إثيوبيا بشأن سد النهضة.
وأبلغ أعضاء البرلمان في جلسة أسئلة وأجوبة، أنّ «الهدف من الأخبار العاجلة هو جعل الحكومة الإثيوبية تغض النظر عن السد»، بدون أن يقدم دليلاً.
وتقول إثيوبيا إنّ الكهرباء المتوقّع توليدها من «سد النهضة» لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنموية في البلد الفقير البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة.
لكنّ مصر تقول إنّ السد يهدد تدفّق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق حيث بني السدّ، وقد تكون تداعياته مدمّرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية. وتستقي مصر 97 في المائة من حاجتها من المياه من النيل.
وقالت إثيوبيا مراراً إنها ترغب في ملء خزان السد هذا الشهر، في منتصف موسم الأمطار الموسمية في البلاد، لكن مصر والسودان يدفعان للتوصل لاتفاق أولاً حول كيفية تشغيل السد العملاق.
واستأنفت الدول الثلاث المفاوضات الأسبوع الفائت.
ولم تعلن أديس أبابا اليوم الذي ستبدأ فيه ملء السد. لكنّ آبي أكد (الثلاثاء) موقف إثيوبيا بأن عملية ملء السد هي عنصر أساسي في بنائه. وقال «إذا لم تقم إثيوبيا بملء السد فهذا يعني أن إثيوبيا وافقت على هدم السد». وتابع: «بشأن نقاط أخرى يمكننا التوصل إلى اتفاق ببطء مع مرور الوقت، ولكن لملء السد يمكننا التوصل وتوقيع اتفاق هذا العام».
وندّد آبي بمحاولة بعض السياسيين المحليين الاستفادة من مقتل هاشالو لإسقاط حكومته. وقال، «لا يمكن أن يصبح المرء في السلطة عبر إسقاط الحكومة وعبر تدمير البلاد وعبر إثارة فوضى إثنية ودينية». وأضاف: «إذا أصبحت إثيوبيا سوريا، إذا أصبحت إثيوبيا ليبيا، فإن الخسارة ستطول الجميع».
والاثنين، اعتقلت السلطات الإثيوبية خمسة أعضاء كبار في حزب يمثل أورومو؛ أكبر قومية في البلاد، في إطار حملة أعقبت الاحتجاجات الأخيرة.



360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
TT

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)

أعلنت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أنّ عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024، مشيرة إلى أنّ إسرائيل احتلّت، للمرة الأولى في تاريخها، المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين.

وقالت جودي غينسبيرغ رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأميركية المتخصصة في الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، إن هذا التقدير لعدد الصحافيين المسجونين هو الأعلى منذ عام 2022 الذي بلغ فيه عدد الصحافيين المسجونين في العالم 370 صحافياً. وأضافت أنّ هذا الأمر «ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار».

وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تحتجز 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي عدّت هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».

وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنّ «الرقابة الواسعة النطاق» في الصين تجعل من الصعب تقدير الأعداد بدقة في هذا البلد، لافتة إلى ارتفاع في عدد الصحافيين المسجونين في هونغ كونغ، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أمّا إسرائيل التي تعتمد نظام حكم ديمقراطياً يضمّ أحزاباً متعدّدة، فزادت فيها بقوة أعداد الصحافيين المسجونين منذ بدأت الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكّدت المنظمة غير الحكومية ومقرها في نيويورك أنّ «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».

وأضافت اللجنة أنّ هذا الاستهداف «يشمل منع المراسلين الأجانب من دخول (غزة) ومنع شبكة الجزيرة القطرية من العمل في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة».

وتضاعف عدد الصحافيين المعتقلين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام واحد. وأفادت المنظمة بأنّ إسرائيل التي تعتقل حالياً 43 صحافياً جميعهم من الفلسطينيين تجاوزت عدداً من الدول في هذا التصنيف؛ أبرزها ميانمار (35)، وبيلاروسيا (31)، وروسيا (30). وتضمّ قارة آسيا أكبر عدد من الدول التي تتصدّر القائمة.

وأعربت جودي غينسبيرغ عن قلقها، قائلة إن «ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين يسبق دائماً الاعتداء على حريات أخرى: حرية النشر والوصول إلى المعلومات، وحرية التنقل والتجمع، وحرية التظاهر...».