فك لغز الأمواج الساطعة في البحار

الأمواج الزرقاء في كاليفورنيا
الأمواج الزرقاء في كاليفورنيا
TT

فك لغز الأمواج الساطعة في البحار

الأمواج الزرقاء في كاليفورنيا
الأمواج الزرقاء في كاليفورنيا

تزدهر كل بضع سنوات في السواحل حول العالم، كائنات دقيقة مجهرية تسمى {دينوفلاجيليت} أو ما يعرف بـ {السوطيات الدوارة}، تتسبب في منح الأمواج سطوع أزرق غريب، كان مذهلاً هذا العام في جنوب كاليفورنيا.
والسؤال الذي شغل اهتمام العلماء لفترة طويلة، هو كيف تتسبب هذا الكائنات في إنتاج هذا الوهج الأزرق الغريب، وجاءت الإجابة أمس في دراسة نشرتها دورية {فيزيكال ريفيو ليترز}.
وخلال الدراسة طوّر فريق بحثي دولي قاده باحثون من جامعة كامبريدج البريطانية، أدوات تجريبية فريدة من نوعها تعتمد على المعالجة الدقيقة والتصوير عالي السرعة لتصوير إنتاج الضوء على مستوى الخلية الواحدة، وأظهروا أن أحد أنواع السوطيات الدوارة وتسمى {بيروسيستيس ليونولا}، تنتج وميضاً من الضوء عندما يتشوه جدار الخلية بواسطة القوى الميكانيكية، ومن خلال التجارب المنهجية ، وجدوا أن سطوع المويض يعتمد على عمق التشوه ومعدل حدوثه.
ويُعرف هذا السلوك باسم الاستجابة «اللزجة المرنة»، وهو موجود في العديد من المواد المعقدة مثل السوائل ذات البوليمرات المعلقة، وفي حالة الكائنات الحية مثل (بيروسيستيس ليونولا)، ترتبط هذه الآلية على الأرجح بقنوات الأيونات، وهي بروتينات متخصصة موزعة على غشاء الخلية، وعندما يتم الضغط على الغشاء بواسطة الأمواج، تفتح هذه القنوات، مما يسمح للكالسيوم بالتنقل بين الأجزاء في الخلية، مما يؤدي إلى سلسلة كيميائية حيوية تنتج الضوء.
وكان هذا التلألؤ البيولوجي مفيداً للبشرية منذ آلاف السنين، حيث يمكن رؤيته كوهج يكسر حدة ظلام الليل في المحيط، وكتب عنه العديد من المؤلفين والفلاسفة من أرسطو إلى شكسبير، الذي كتب في هاملت عن {النيران غير الفعالة»}للدودة المضيئة، إشارة إلى إنتاج الضوء بدون حرارة.
ويقول ريمون غولدشتاين، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كاليفورنيا: {على الرغم من عقود من البحث العلمي، خاصة في مجال الكيمياء الحيوية، فإن الآلية الفيزيائية التي من خلالها يتسبب تدفق السوائل في إنتاج الضوء كان لا يزال غير واضح، وكشفت النتائج التي توصلنا إليها عن الآلية الفيزيائية التي من خلالها يحدث ذلك}.



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.