توهج أحمر غريب في قلب مجرة درب التبانة

توهج أحمر خافت يُرى من سطح كوكب الأرض
توهج أحمر خافت يُرى من سطح كوكب الأرض
TT

توهج أحمر غريب في قلب مجرة درب التبانة

توهج أحمر خافت يُرى من سطح كوكب الأرض
توهج أحمر خافت يُرى من سطح كوكب الأرض

استعان علماء الفلك بتلسكوب عملاق يوجد في دولة تشيلي للوقوف على ذلك الاكتشاف الكبير والغريب، وهو عبارة عن توهج أحمر خافت لا يُرى إلا من على سطح كوكب الأرض فقط، ويبلغ ذروة توهجه البعيد من خلال ثقب بعيد في الغبار الكوني. ويشع هذا التوهج الخافت من قبل منطقة تُعرف لدى علماء الفلك باسم «القرص المائل»، ويمكن أن يسلط الأضواء على المصدر الرئيسي لقوة مجرة درب التبانة الحلزونية، حسب صحيفة «ميرور» البريطانية. ولقد استعان علماء الفلك بالتلسكوب «وهام» (التلسكوب ويسكونسن إتش ألفا راسم الخرائط)، والموجود في دولة تشيلي، في ذلك الكشف الكبير.
ولا يمكن رؤية ذلك التوهج الأحمر الخافت إلا من على سطح الأرض - وهو يبزغ من خلف ثقب بعيد في الغبار الكوني. ويقول فريق علماء الفلك الأميركيون إن هذا التوهج يمثل دلالة قوية على وجود غاز الهيدروجين المتأين، المنبعث عن النجوم البعيدة حديثة التكون. ولقد عكفوا على تحليل المصدر بمقارنته بالألوان الأخرى المرئية الصادرة عن النيتروجين والأكسجين المتأين. وتستقر منطقة «القرص المائل» - والتي تتخذ اسمها من اتجاهها المداري - في قلب منطقة الشريط المركزية في مجرة درب التبانة.
وقال الدكتور لورانس هافنر، من جامعة إيمبري ريدل لعلوم الطيران في ولاية فلوريدا: «من دون وجود مصدر مستمر للطاقة، تقابل الإلكترونات الحرة بعضها بعضاً ثم تتجمع مرة أخرى لتعود إلى الحالة المحايدة في فترة زمنية قصيرة نسبياً. والمقدرة على رؤية الغاز المتأين من هذه المسافة بوسائل جديدة من شأنه مساعدتنا على اكتشاف أنواع المصادر التي ربما تكون مسؤولة عن إمداد الغاز المتأين بالطاقة طيلة هذا الوقت».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.