لقاءات للمراقبين لحسم الخلاف في مفاوضات «سد النهضة»

القاهرة تؤكد حرصها على التوصل لاتفاق

دعا السودان إلى «ضرورة» التوافق على (آلية شاملة) لحل الخلافات حول «سد النهضة» (غيتي )
دعا السودان إلى «ضرورة» التوافق على (آلية شاملة) لحل الخلافات حول «سد النهضة» (غيتي )
TT

لقاءات للمراقبين لحسم الخلاف في مفاوضات «سد النهضة»

دعا السودان إلى «ضرورة» التوافق على (آلية شاملة) لحل الخلافات حول «سد النهضة» (غيتي )
دعا السودان إلى «ضرورة» التوافق على (آلية شاملة) لحل الخلافات حول «سد النهضة» (غيتي )

في وقت تتواصل فيه مفاوضات «سد النهضة» الذي تبنيه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، بعقد لقاءات ثنائية للمراقبين مع مصر والسودان وإثيوبيا، الكل على حدة لحسم «النقاط الخلافية». أكدت مصر مجدداً «حرصها على التوصل إلى اتفاق يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث»، فيما دعا السودان إلى «ضرورة التوافق على (آلية شاملة) لحل الخلافات».
ويواصل الاتحاد الأفريقي، برئاسة دولة جنوب أفريقيا، اجتماعات المفاوضات الثلاثية لوزراء الموارد المائية والري في مصر وإثيوبيا والسودان عبر «الفيديو كونفرنس» للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، مع اضطلاع مجلس الأمن الدولي بالنتائج. وقالت وزارة الري المصرية مساء أول من أمس، إن «وزراء المياه من الدول الثلاث واصلوا أمس الاجتماعات الوزارية الثلاثية بخصوص (سد النهضة) برعاية جنوب أفريقيا، وبحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا وممثلي مكتب الاتحاد الأفريقي ومفوضية الاتحاد الأفريقي، والخبراء القانونيين من مكتب الاتحاد الأفريقي»، مضيفة في بيان لها أن «كل دولة استكملت رؤيتها بخصوص ملء وتشغيل السد، والتي أظهرت أنه حتى (مساء أول من أمس) لا يوجد توافق بين الدول الثلاث على المستويين الفني والقانوني».
ومنذ عدة أشهر، سعت إثيوبيا للدفع بدور للاتحاد الأفريقي، في النزاع، بعدما رفضت الوساطة الأميركية، واتهمتها بـ«الانحياز» لصالح القاهرة. وأكد محمد السباعي، المتحدث باسم «وزارة الري» المصرية أن «جلسات مفاوضات (سد النهضة) تتناول الدراسات المتعلقة بالآثار البيئية أو المجتمعية أو الآثار المتعلقة بأمان السد وغيرها، والتي لم تستكمل حتى الآن»، مضيفاً أن «أهم النقاط الحيوية للجانب المصري، والتي إذا تم التوصل لاتفاق بخصوصها، سيكون تم حل نسبة 95 في المائة من التخوفات المصرية، هي النقطة المتعلقة بالتعامل مع حالات الجفاف»، مؤكداً أن «الجانب المصري وضع سيناريوهات عديدة وواضحة ومرنة جداً للتعامل مع تلك النقطة»، موضحاً في تصريحات متلفزة له الليلة قبل الماضية أن «الخلاف المتعلق بالجانب الفني للسد يخص السودان في المقام الأول، وهو أمان السد»، مشيراً إلى أن «عدم الوصول لاتفاق حول هذا الجانب يعرض السدود السودانية لآثار سلبية، على حد قوله»، لافتاً إلى أنه «لم يتم الوصول لاتفاق حول آلية فض المنازعات، والجهة المحتكم لها، حال حدوث منازعات بين الدول». و«لم تسفر المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان طوال السنوات الماضية عن اتفاق لتنظيم تشغيل إثيوبيا للسد وملء خزانه». ويجري بناء «سد النهضة» على بعد حوالي 15 كيلومتراً من الحدود مع السودان على النيل الأزرق، الرافد الأساسي لنهر النيل. واكتمل بناء السد بأكثر من 70 في المائة، وتقول إثيوبيا إنها «لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الطاقة الكهربائية». وأكدت «الري» المصرية «حرص القاهرة على الوصول إلى حل لأزمة (سد النهضة) عن طريق التفاوض»، مشيرة إلى أن «المفاوضات التي استؤنفت الجمعة الماضي شهدت استمرار الخلافات نفسها بين الدول الثلاث». وقال متحدث «الري» في هذا الصدد إن «مصر لديها حُسن نية كاملة، وإرادة سياسية حقيقية للوصول إلى اتفاق يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، لذلك تحرص على المشاركة في أي مبادرة عندما تسنح الفرصة لذلك»، مضيفاً أن «المفاوضات الجارية حالياً هدفها تقريب وجهات النظر، حتى لو تم تغيير آلية التفاوض حول (النقاط الخلافية)». وأوضح متحدث «الري» أنه «لم يتم التطرق لكمية المياه منذ بدء التفاوض... فالمفاوضات تدور حول آلية التشغيل والملء، وخاصة خلال فترة الجفاف». في سياق متصل، أكدت وزارة الري والموارد المائية السودانية، «تمسكها بالمطالب الإلزامية بأي اتفاق بشأن (سد النهضة)؛ وألا يتم ربطه باتفاقات تقاسم حصص المياه، وضرورة التوافق على (آلية شاملة) لحل الخلافات حول الاتفاق»، مضيفة في بيان صحافي مساء أول من أمس، أنه «جرى في جلسة التفاوض (أي جلسة أول من أمس) استعراض وجهات نظر الدول الثلاث بشأن القضايا الخلافية بشقيها القانوني والفني، وملاحظات كل طرف على ما قدمته الدولتان الأخريان». وأكد البيان السوداني أنه فيما يتعلق بالجوانب الفنية، يرى السودان أن «الخلافات التي تبقت محدودة، ومن الممكن التوصل إلى اتفاق بشأنها، وأن إبرام اتفاق يتطلب مزيداً من الجهد والإرادة السياسية».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».