شيّع الجزائريون أمس رفات 24 من كبار قادة الثورات الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي خلال القرن التاسع عشر، وذلك بعد أيام من وصول بقاياهم الآدمية، وهي عبارة عن جماجم، إلى البلاد. وقد تسلمت الجزائر رفات هؤلاء المقاومين بعد مفاوضات أجرتها مع باريس منذ 2011، العام الذي اكتشف فيه باحثان جزائريان وجود الجماجم في متاحف فرنسا.
ونظمت السلطات أمس، جنازة رئاسية لرموز المقاومة في يوم صادف مرور 58 سنة على استقلال البلاد. وشارك في التشييع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، وأعضاء الحكومة وقادة المؤسسة العسكرية ومسؤولو «المنظمة الوطنية للمجاهدين» وتنظيمات ما تعرف بـ«الأسرة الثورية». وتنقل المئات من أحفاد المقاومين إلى «مقبرة العالية» بالعاصمة، قادمين من مناطق داخلية يتحدر منها الشهداء ومنها ما شهدت معاركهم التاريخية التي مهَّدت لاندلاع ثورة التحرير (1954 - 1962)، غير أن منظّمي الجنازة لم يسمحوا لهم بدخول المقبرة لأسباب صحية مرتبطة بأزمة وباء «كورونا».
وانطلق الموكب الجنائزي من «قصر الثقافة» بأعالي العاصمة، حيث ألقى مئات الأشخاص خلال يومين، نظرة على نعوش المقاومين المسجاة بالعلم الوطني، وسار الموكب باتجاه المقبرة بالضاحية الشرقية وسط زغاريد كانت تصدر من شرفات العمارات.
وكانت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الجزائرية، قد نقلت أول من أمس (الجمعة)، رفات شهداء المقاومة الشعبية من باريس، حيث احتفظت بها فرنسا في متاحفها لمدة 170 سنة.
رفات مقاومي الجزائر يوارى الثرى أخيراً
بعد عرضهم 170 عاماً في متاحف فرنسا
رفات مقاومي الجزائر يوارى الثرى أخيراً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة