البيضاء تستنزف حشود الانقلابيين وسط تصاعد للخروق جنوب الحديدة

البيضاء تستنزف حشود الانقلابيين وسط تصاعد للخروق جنوب الحديدة
TT

البيضاء تستنزف حشود الانقلابيين وسط تصاعد للخروق جنوب الحديدة

البيضاء تستنزف حشود الانقلابيين وسط تصاعد للخروق جنوب الحديدة

تواصل قوات الجيش اليمني، بإسناد من المقاومة الشعبية وتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، معركتها لاستكمال تحرير محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) من قبضة ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، بالتزامن مع استمرار المواجهات في جبهات الجوف (شمال) ونهم (شرق صنعاء).
جاء ذلك في وقت أدى فيه القصف الحوثي المستمر على القرى السكنية جنوب الحديدة (غرب) إلى إجبار عشرات الأسر على النزوح من مناطقهم، خصوصاً في مديرية التحيتا.
في هذا السياق، أكدت قيادات عسكرية رسمية أن الميليشيات الحوثية تكبدت الخسائر البشرية والمادية الكبيرة في جبهات القتال بمديرية نهم (شرق صنعاء) والبيضاء خلال معاركها مع الجيش.
وقال قائد المنطقة العسكرية السابعة في الجيش اليمني اللواء الركن أحمد حسان جبران، إن «الجيش ورجال القبائل، مسنودين بطيران تحالف دعم الشرعية، يسددون ضربات قاسية لميليشيا الحوثي الانقلابية المتمردة المدعومة من إيران في جبهات نهم، وإن ميليشيا الحوثي تكبدت خلال الأسبوع الماضي عشرات القتلى والجرحى والأسرى في صفوفها أثناء محاولاتها اليائسة والفاشلة في التسلل إلى بعض المواقع العسكرية في جبهة نجد العتق بميسرة جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء».
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي للجيش «سبتمبر. نت» عن اللواء جبران تأكيده أن «ميليشيا الحوثي تواصل الزج بحشود من الأطفال والمغرر بهم إلى محارق الموت والهلاك، وتغطي على تلك الجرائم والهزائم التي تتكبدها كل يوم بالشائعات والترويج لانتصارات كاذبة ووهمية».
من جهته، قال قائد اللواء 117 مشاة العميد أحمد حسين النقح، إن «ما خسرته ميليشيا الحوثي، من خسائر بشرية ومادية كبيرة، في جبهة قانية (شمال البيضاء) خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي يوازي خسائرها خلال الفترة الماضية».
وأضاف: «الحوثي يراهن على الوهم، وسيأتي يوم ويفقد كل ما لديه، سواء من المخزون البشري أو من العتاد»، مؤكداً أن «قوات الجيش لديها معرفة دقيقة بنقاط ضعف الانقلابيين، وأن قيادات ومشرفي الحوثي يفرون من الجبهات، ويتركون جثث قتلاهم وعناصرهم الجرحى على الأرض دون أن يلتفتوا لصرخاتهم وتوسلاتهم».
من جهته، أكد قائد اللواء 159 مشاة العميد سيف عبد الرب الشدادي، أن «المعركة ضد ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً مستمرة، ولن تتوقف إلا بتحرير تراب الوطن كاملاً دون استثناء»، وقال: «الأيام المقبلة سوف تحمل العديد من بشائر النصر على العدو (الميليشيات الحوثية)».
ونقل الموقع الإلكتروني للجيش عن الشدادي، قوله إن «واجبنا لا يقتصر على جبهة معينة في البيضاء أو صرواح، بل أداء أي مهمة تُسند إلينا من قيادتنا العسكرية، نحن جاهزون لتنفيذ الأوامر، وخوض معركة الوطن الكبرى ضد ميليشيا الحوثي المتمردة، وتحرير كل شبر من أرض الوطن».
وأضاف: «ميليشيا الحوثي تكبدت خسائر بشرية كبيرة في جبهة قانية، ورجال القوات المسلحة ورجال القبائل ثابتون ثبات جبال اليمن الشامخة، وهم في جاهزية عالية لتنفيذ الأوامر العليا بالتقدم ومنتظرون ساعة الصفر». ودعا الشدادي «الصليب الأحمر إلى انتشال جثث عناصر الميليشيا المتناثرة في الشعاب والجبال في الخطوط الأمامية لأرض المعركة».
وفيما تواصل الميليشيات الحوثية انتهاكاتها في المديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة الساحلية بالقصف على الأحياء السكنية والأسواق والمساجد، علاوة على زرع المزيد من العبوات الناسفة والألغام في الطرقات ومزارع المواطنين والقرى السكنية، أُجبر أهالي حي الجروبة، شرق مديرية التحيتا بجنوب الحديدة، على النزوح الجماعي القسري من منازلهم جراء القصف الهستيري والعشوائي الذي تشنه ميليشيات الحوثي عليهم.
وتحدث الأهالي في حي الجروبة بأنهم «يتعرضون لاستهداف بشكل متواصل من ميليشيات الحوثي بقذائف الهاون الثقيل وسلاح (م. ط 23) وعيار (14.5)».
ونقل المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» عن السكان قولهم إن «حي الجروبة أصبح خالياً تماماً بعد أن أغلق المواطنون محلاتهم، ونزح جميع الأهالي إلى مناطق أخرى، وذلك بسبب اشتداد القصف الحوثي على الحي».
وذكر الأهالي أنهم «نزحوا بأرواحهم هرباً من الموت، ولم يتمكنوا من أخذ شيء من منازلهم التي غادروها وسط ظروف معيشة صعبة».
في غضون ذلك، أثنى مجلس الوزراء اليمني على تضحيات الجيش، ووجه في اجتماع الحكومة الأخير «بمضاعفة الاهتمام بأفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل، بما في ذلك في الجوانب المعيشية والعدة والعتاد ومعالجة الجرحى ورعاية أسر القتلى، واعتبار ذلك أولوية قصوى في خطط وبرامج الحكومة».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

10 قتلى بجنوب الخرطوم في غارة نفذها الجيش

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى بجنوب الخرطوم في غارة نفذها الجيش

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30 في غارة جوية نفذها الجيش جنوب الخرطوم.

وقالت غرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، الأحد، استهدفت «محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام، للمرة الثالثة في أقل من شهر».

وقالت المجموعة إن القتلى قضوا حرقاً، وإن بين الجرحى الثلاثين خمسة في حالة حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.

ونُقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى بشائر الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.

وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج، للمرة الثالثة في أقل من شهر، «ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة تدحض ادعاءات أن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات «الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها، قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وشهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات «الدعم السريع».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن ما يقرب من ثلث النازحين داخل السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، فرُّوا من العاصمة.

واتُّهمت قوات «الدعم السريع» والجيش مراراً باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية دون تمييز.