إرهابيون مدججون بالسلاح يقتلون عشرات القرويين في مالي

الهجمات حملت طابعاً عرقياً حين استهدفت أربع قرى من قبائل «الدوغون»

TT

إرهابيون مدججون بالسلاح يقتلون عشرات القرويين في مالي

قُتل 32 قروياً على الأقل في هجوم إرهابي استهدف أربع قرى يقطنها مزارعون من قبائل «الدوغون» في وسط مالي، وفق ما أكد مسؤولون محليون أول من أمس (الخميس)، في حصيلة أولية للهجمات التي وقعت بشكل متزامن.
وقال مسؤولون محليون إن منفذي الهجمات كانوا على متن سيارات رباعية الدفع وشاحنات، بالإضافة إلى عدد كبير من الدراجات النارية، وكانوا مدججين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ما مكنهم من القضاء بسرعة على ميليشيات محلية مسلحة ببنادق الصيد، شكلها السكان المحليون للدفاع عن أنفسهم، في ظل غياب سلطة الدولة عن هذه المنطقة من البلاد.
واستهدف منفذو الهجوم قرى: جواري، ودجيندو، وفانجادجو، في منطقة موبتي، بوسط مالي، وهي المنطقة التي شهدت خلال السنوات الأخيرة عشرات المذابح العرقية المتبادلة بين قبائل «الدوغون» وقبائل «الفلاني»، بينما تؤجج الجماعات الإرهابية الصراع العرقي وتستغله لصالحها.
وقال مسؤولون بالمنطقة إنهم يعتقدون أن الهجمات من تنفيذ جماعة إرهابية تقول في الغالب إنها تدافع عن قبائل «الفلاني» الرعاة في وجه خصومهم من «الدوغون» المزارعين. وتتعايش هذه القبائل منذ عدة قرون، ولكن في السنوات الأخيرة دخلت في معارك طاحنة تستغل من طرف تجار السلاح.
وذكر مسؤول محلي عبر الهاتف، الخميس، طالباً عدم نشر اسمه لدواعٍ أمنية: «هاجم كثير من الرجال المسلحين قرية جواري، وأطلقوا النار على الناس. جرى دفن 15 جثة هذا الصباح. ويوجد مصابون أيضاً. لقد هاجموا قرية دجيندو في بادئ الأمر». وقال مسؤول آخر طالباً عدم نشر اسمه، إن المهاجمين قتلوا 11 قروياً في دجيندو، وشخصاً واحداً في قرية فانجادجو المجاورة، ولكن هذه الحصيلة لا تزال أولية.
وتأتي هذه الهجمات الإرهابية في ظل اتهامات موجهة لجنود الجيش المالي بالتورط في تصفيات عرقية في المنطقة نفسها ضد قبائل «الفلاني». وسبق أن أعلنت الحكومة المالية أنها ستفتح تحقيقاً في التهم الموجهة للجنود، ومعاقبة من تثبت عليه التهمة.
كما يتزامن تصاعد وتيرة تأجيج الصراع العرقي من طرف الحركات الإرهابية، مع أزمة سياسية خانقة تضرب العاصمة باماكو، واحتجاجات المعارضة.


مقالات ذات صلة

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو.

علي بردى (واشنطن )
أميركا اللاتينية شرطة فنزويلا (متداولة)

السلطات الفنزويلية تعتقل أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب

أعلن وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيلو، الاثنين، أن السلطات اعتقلت أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب، عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس )

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.