أنقرة تستأنف ترحيل «الدواعش} الأجانب... وترسل 9 إلى بلجيكا

TT

أنقرة تستأنف ترحيل «الدواعش} الأجانب... وترسل 9 إلى بلجيكا

أعلنت السلطات التركية ترحيل 9 إرهابيين من عناصر تنظيم «داعش» يحملون الجنسية البلجيكية إلى بلدهم، بعد استئناف عمليات الترحيل، بعد توقف لأكثر من 3 أشهر بسبب تفشي فيروس «كورونا»، ووقف رحلات الطيران الدولي.
وقالت وزارة الداخلية التركية، في بيان أمس (الأربعاء)، إن إعادة البلجيكيين المذكورين تندرج في إطار ترحيل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم، وبذلك يرتفع عدد المقاتلين الأجانب المرحلين منذ عام ونصف عام إلى 338، منهم 113 إرهابياً من أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا.
وكانت تركيا قد أطلقت في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 عملية لترحيل عناصر «داعش» الأجانب إلى بلدانهم التي أتوا منها، بعد أن قال وزير الداخلية سليمان صويلو، آنذاك، إن تركيا «ليست فندقاً لعناصر (داعش) من مواطني الدول الأخرى». وأعلنت السلطات التركية أن هناك نحو 1150 من عناصر «داعش» سيجري ترحيلهم، تم ترحيل نحو 200 منهم ولا يزال الباقون ينتظرون في مراكز الترحيل.
في السياق ذاته، قالت مجموعة الأزمات الدولية، إن عدد المواطنين الأتراك المنتسبين إلى «داعش» والذين عادوا إلى بلادهم من سوريا والعراق يقدر بالآلاف، وإن من بينهم عناصر شاركت في تنفيذ عمليات داخل تركيا، تسببت في مقتل أكثر من 300 شخص.
وذكر التقرير الذي أصدرته المجموعة حول تنظيم «داعش»، ونشر في تركيا أمس، أن جزءاً من التنظيم الإرهابي كان تحت الرقابة الصارمة، عندما كانت السلطات التركية تكثف جهودها لمحاربة التنظيم؛ حيث تم اتخاذ إجراءات قانونية ضد بعضهم، وتم القبض على البعض الآخر؛ لكن أصبح هناك احتمال كبير لعدم القدرة على تتبع العائدين أمنياً بشكل مبكر الآن.
ووفقاً للتقرير، فإنه نتيجة للتدابير الأمنية المتخذة في تركيا، لم تشهد البلاد أي حادث إرهابي لـ«داعش» منذ يناير (كانون الثاني) 2017، ولكن في مقابل ذلك فإن المعلومات عن عناصر «داعش» العائدة إلى تركيا لا تزال محدودة.
ولفت إلى أن بعض الأشخاص الذين ذهبوا إلى سوريا والعراق من أجل الحرب، عادوا مجدداً إلى أوساطهم الاجتماعية دون الانضمام إلى التنظيم، ولكن جزءاً منهم تم الإبلاغ عن أنهم اختفوا في المدن التركية الكبرى.
وبحسب التقرير، فإن إدراك السلطات التركية لخطر «داعش» تطور أيضاً بمرور الوقت. فالتهديد الذي يشكله أعضاء التنظيم الذين عادوا إلى تركيا، لم يؤخذ على محمل الجد بما فيه الكفاية. وبين عامي 2014 و2015 كانت السلطات غير مبالية إلى حد كبير بأنشطة الانضمام للتنظيم.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.