توقعات بتعافي الاقتصاد الألماني تدريجياً رغم زيادة العاطلين عن العمل

ثلث الأسر يعيش من دون مدخرات

يتوقع «معهد إيفو الاقتصادي» أن يعود الاقتصاد الألماني إلى المستوى الذي كان عليه بحلول نهاية 2021 (رويترز)
يتوقع «معهد إيفو الاقتصادي» أن يعود الاقتصاد الألماني إلى المستوى الذي كان عليه بحلول نهاية 2021 (رويترز)
TT

توقعات بتعافي الاقتصاد الألماني تدريجياً رغم زيادة العاطلين عن العمل

يتوقع «معهد إيفو الاقتصادي» أن يعود الاقتصاد الألماني إلى المستوى الذي كان عليه بحلول نهاية 2021 (رويترز)
يتوقع «معهد إيفو الاقتصادي» أن يعود الاقتصاد الألماني إلى المستوى الذي كان عليه بحلول نهاية 2021 (رويترز)

قال «معهد إيفو الاقتصادي»، الأربعاء، إن الاقتصاد الألماني سيتعافى تدريجياً بعد تراجع تاريخي بسبب جائحة فيروس «كورونا»، وسيعود على الأرجح إلى المستوى الذي كان عليه العام الماضي بحلول نهاية 2021.
ويتوقع «إيفو» أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي 11.9 في المائة في الربع الثاني من العام، مقارنة مع الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار)، قبل أن ينمو 6.9 في المائة في الربع الثالث، و3.8 في المائة في الربع الأخير هذا العام. وقال رئيس «التوقعات» في المعهد، تيمو فولمرشويزر: «الأمور ستبدأ في التحسن مجدداً الآن». ومع ذلك، جاءت هذه التوقعات مع تحذير من أنها «تقوم على افتراضات حول المسار الوبائي والاستجابات السياسية له، والتي ترتبط بدرجة عالية من عدم اليقين». ويتوقع «المعهد» أن ينكمش الاقتصاد الألماني هذا العام بنسبة 6.7 في المائة، قبل أن يعاود النمو العام المقبل بنسبة 6.4 في المائة، مما يعيد الناتج الاقتصادي إلى المستويات نفسها التي شهدها في نهاية عام 2019. وقال إيفو: «من الآن فصاعداً؛ تتحسن الأمور تدريجياً مرة أخرى»، لكنه أضاف أن الوضع ضبابي بسبب الجائحة ورد الفعل السياسي تجاهها.
يأتي ذلك؛ بينما أظهرت بيانات، أمس، زيادة أقل كثيراً من المتوقع لعدد العاطلين بألمانيا في يونيو (حزيران) الماضي، مما يقلل مخاوف من أن جائحة «كورونا» ستقوض سوق العمل الألمانية.
وقال مكتب العمل إن 69 ألف شخص آخرين صاروا بلا عمل بعد التعديل في ضوء العوامل الموسمية، مما رفع معدل البطالة إلى 6.4 في المائة من 6.3 في المائة خلال الشهر السابق.
يعني هذا أن ثمة 2.943 مليون عاطل في يونيو الماضي. وكان استطلاع لـ«رويترز» توقع زيادة بمقدار 120 ألفاً، مما من شأنه رفع معدل البطالة إلى 6.6 في المائة. وأعلنت «الوكالة الاتحادية للعمل» في مقرها بمدينة نورنبرغ أن عدد الموظفين الذين يعملون بدوام جزئي بلغ في أبريل (نيسان) الماضي 6.83 مليون موظف. وبحسب البيانات، كان بلغ عددهم في مارس الماضي 2.49 مليون موظف. وذكر المكتب أن عدد العاملين بدوام جزئي في أبريل الماضي هو الأعلى على الإطلاق في تاريخ ألمانيا الاتحادية.
في غضون ذلك، كشف استطلاع أوروبي للرأي عن أن نحو ثلث الأسر في ألمانيا لا تتوفر لديها مدخرات، رغم شهرة الألمان بالحرص على الادخار.
وأظهر الاستطلاع الدوري لمجموعة «إي إن جي» للخدمات المصرفية، الذي شمل نحو ألف فرد في ألمانيا، أن نحو 29 في المائة من الألمان ذكروا أنه ليست لديهم مدخرات. ومقارنة بمعظم الدول الأخرى التي شملها الاستطلاع، فإن نسبة غير المدخرين أقل من ذلك بوضوح. وأعلن فرع «إي إن جي» في ألمانيا أن نسبة الأسر التي ليس لديها أي مدخرات في ألمانيا انخفضت إلى حد ما مقارنة باستطلاع سابق أجري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي بلغت فيه نسبة من ذكروا أنه ليست لديهم مدخرات 31 في المائة. وعزا الخبراء هذا التراجع إلى أن الخوف من التداعيات الاقتصادية لأزمة «كورونا» دفع بالأفراد إلى ادخار أموال في حال استطاعتهم ذلك. وبحسب الاستطلاع، فإن نصف الألمان تقريباً لديهم مدخرات تزيد قيمتها على صافي الدخل لأكثر من 3 أشهر. وإذا تم استبعاد أولئك الذين لم يتمكنوا أو لم يرغبوا في تقديم معلومات حول هذا السؤال، فستزداد النسبة وفقاً للبيانات إلى نحو 59 في المائة. والتي تتفوق عليها فقط بريطانيا ولوكسمبورغ. وأجرى الاستطلاع معهد «إيبسوس» لقياس مؤشرات الرأي. وشمل الاستطلاع 14 دولة؛ من بينها بلجيكا وفرنسا وتركيا والولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.