إصابات غير مسبوقة في الضفة وغزة تنجو من موجة جديدة

TT

إصابات غير مسبوقة في الضفة وغزة تنجو من موجة جديدة

فيما سجلت الضفة الغربية أعلى نسبة إصابات في ليلة واحدة مند انتشار وباء كورونا في الأراضي الفلسطينية في مارس (آذار) الماضي، سجل قطاع غزة نسبة صفر في عدد الإصابات أمس.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه تم تسجيل 255 إصابة جديدة بفيروس كورونا منذ التحديث المسائي يوم الاثنين وحتى صباح أمس الثلاثاء، بينهم 53 في محافظة القدس، و2 محافظة رام الله والبيرة، و181 محافظة الخليل، و1 محافظة طولكرم، و5 محافظة بيت لحم، و11 محافظة نابلس، و2 محافظة أريحا والأغوار. وقالت الوزارة إنه يوجد 13 حالة في العناية المكثفة، بينها 3 حالات موصولة بأجهزة التنفس الاصطناعي ووضعها حرج.
أما العدد الإجمالي للإصابات فوصل إلى 2698 منها 2065 حالة نشطة فيما بلغ عدد حالات التعافي 625 وعدد حالات الوفاة 8.
وانتشر كورونا في الضفة الغربية بشكل كبير في موجته الثانية التي بدأت هذا الشهر، ما أثار الكثير من القلق، واضطر السلطة الفلسطينية إلى اتباع سياسة الإغلاقات وفرض العقوبات على المخالفين.
وأغلقت الشرطة الفلسطينية ووزارة الصحة 42 محلا تجاريا في مدينة بيت لحم لعدم التزام أصحابها بقرار الإغلاق.
وتعاني السلطة هذه المرة من صعوبة في تتبع الخارطة الوبائية بسبب اكتظاظ الأسواق ورصد وزارة الصحة بؤرا لا تحصى للمرض بما في ذلك دخول قطاعات جديدة على خط المصابين.
ومنذ انتشار فيروس «كورونا» سجلت نحو 41 إصابة بين صفوف الكوادر الطبية وفق معطيات وزارة الصحة، كان آخرها صباح الأمس لطبيب من طولكرم يعمل في قسم الولادة بمجمّع فلسطين الطبي برام الله، حيث تجري فحوصات للعاملين والمخالطين هناك.
وقال الدكتور عبد الفتاح الدرك مدير صحة طولكرم إنه تقرر إغلاق مديرية الصحة بمدينة طولكرم بشكل كامل لمدة يومين بسبب أن الطبيب المصاب بفيروس كورونا زار مديرية الصحة من أجل إنهاء بعض المعاملات.
وهذا ليس أول إغلاق لمجمع طبي في الموجة الثانية. لكن في قطاع غزة يبدو الوضع الوبائي مختلفا. ونجا القطاع من هذه الموجة بحسب الإحصاءات هناك.
وأكدت وزارة الصحة في قطاع غزة، عدم تسجيل أي إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الـ24 ساعة الماضية حتى الأمس بعد إجراء المختبر المركزي فيها فحصا لـ48 عينة مشتبه بها من مراكز الحجر الصحي وكانت نتائجها جميعا سلبية.
وقالت الصحة في بيانها اليومي إن عدد العينات التي جرى فحصها منذ مطلع مارس بلغ 12645 عينة جميعها سلبية باستثناء 72 عينة إيجابية توفيت، حالة منها فقط وبقيت 13 حالة نشطة تتلقي العلاج في مشفى الصداقة التركي.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.