الذكاء الصناعي لفك تشفير كتابات {باني الإمبراطورية الروسية}

من مخطوط مدونة القيصر
من مخطوط مدونة القيصر
TT

الذكاء الصناعي لفك تشفير كتابات {باني الإمبراطورية الروسية}

من مخطوط مدونة القيصر
من مخطوط مدونة القيصر

أثبت الذكاء الصناعي جدارته في تقديم المساعدة للإنسان، لا سيما في تلك المجالات التي تتطلب درجة عالية من الدقة في العمل أو التقييم، ومطابقة البيانات، والربط فيما بينها، للتوصل إلى استنتاجات منطقية، بسرعات عالية، تلغي الحاجة إلى هدر وقت طويل لإنجاز هذه المهمة أو تلك. وإلى جانب دخوله مجالات بحثية وعلمية وإنتاجية كثيرة في روسيا، أطلق مصرف «سبير بنك» أخيراً مبادرة للاستفادة من الذكاء الصناعي في «فك تشفير» أو «قراءة» الكم الهائل من المخطوطات التي خلفها «باني الإمبراطورية الروسية» القيصر بطرس الأكبر، أو بيتر الأول، الذي حكم روسيا منذ عام 1682 وحتى وفاته عام 1725؛ أي إن عمر مخطوطاته يزيد على 300 عام، وكتب بعضها بأسلوب غريب، بينما تآكلت أجزاء من صفحاتها مع الزمن، وهو ما يجعل قراءتها مهمة معقدة.
ويستعد «سبير بنك» لتنظيم «هاكاثون»؛ أي منتدى أو لقاء يجتمع فيه مبرمجو الكومبيوتر وخبراء تطوير البرمجيات، ويشكل منصة يتبادلون خلالها المعرفة والخبرات، ويعرض كل منهم ما لديه من أفكار جديدة للتطوير. وخلال هذا اللقاء يخطط المصرف الروسي للاستفادة من الابتكارات التي سيطرحها الباحثون والعلماء من جيل الشباب في مجال الذكاء الصناعي، للمساهمة في عمل ضخم يقوم به علماء تاريخ، لقراءة مخطوطات القيصر بطرس الأكبر. وقال القائمون على هذا المشروع إن «القيصر بطرس ترك إرثاً كبيراً من المخطوطات التي كتبها طيلة 20 عاماً. لكنه كتب بطريقة غريبة، ولهذا تبدو قراءة مخطوطاته وفك تشفيرها مهمة غاية في الصعوبة. هذا الأمر ألهم الباحثين في مجال قواعد البيانات، وحفزهم على مساعدة المؤرخين في إتمام فك تشفير وقراءة جميع النصوص في تلك المخطوطات. ونعتقد أن الذكاء الصناعي يمكن أن يسهم بصورة فعالة في تنفيذ هذه المهمة العلمية».
ويُنتظر أن يبدأ الذكاء الصناعي العمل على تحليل وقراءة المخطوطات هذا العام. وسيكون بوسع جميع الراغبين من العلماء وخبراء البرمجيات الشباب المساهمة في هذه المهمة، عبر طرح برمجياتهم لذكاء صناعي جدير بالعمل مع مخطوطات القيصر الروسي.



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.