القضاء على خلية حوثية مختصة بتهريب قطع «الباليستي» و«المسيّرة»

مقتل 8 بينهم قائدها باشتباكات شرق صنعاء

صورة تداولها ناشطون يمنيون على «تويتر» لإحدى عربات الخلية بعد تدميرها في موقع الاشتباك
صورة تداولها ناشطون يمنيون على «تويتر» لإحدى عربات الخلية بعد تدميرها في موقع الاشتباك
TT

القضاء على خلية حوثية مختصة بتهريب قطع «الباليستي» و«المسيّرة»

صورة تداولها ناشطون يمنيون على «تويتر» لإحدى عربات الخلية بعد تدميرها في موقع الاشتباك
صورة تداولها ناشطون يمنيون على «تويتر» لإحدى عربات الخلية بعد تدميرها في موقع الاشتباك

أفادت مصادر عسكرية يمنية في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بأن قوات الجيش مسنودة برجال القبائل، تمكنت، أمس (الاثنين)، من القضاء على خلية حوثية في مديرية الوادي شمال المحافظة بعد مواجهات أسفرت عن مقتل 8 من أفراد الخلية؛ بينهم قائدها.
وقالت المصادر إن الخلية الحوثية تحصّنت في منطقة الخشعة بوادي عبيدة بقيادة شخص يدعى محسن سبيعان، حيث كانت تتولى استقبال الأسلحة المهربة للجماعة الحوثية من السواحل الجنوبية لليمن وتقوم بتهريبها إلى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية في صعدة وصنعاء، مروراً بمحافظة الجوف المجاورة.
وكشفت المصادر عن قيام وحدة من الجيش مسنودة برجال القبائل في منطقة عبيدة بدهم المنطقة التي تتحصن بها الخلية قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة انتهت الاثنين بالقضاء على الخلية ومقتل 8 من عناصرها بينهم زعيمها محسن سبيعان، وأغلب القتلى من المنتمين إلى صعدة حيث معقل الجماعة الرئيسي. وتتولى الخلية الحوثية - بحسب المصادر نفسها - تهريب القطع الخاصة بصناعة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة وغيرها من المعدات ذات الاستخدامات العسكرية؛ حيث عثر على بعضها في المنطقة بعد القضاء على الخلية.
كما اتهمت المصادر العسكرية اليمنية الخلية الحوثية بأنها كانت تقوم بزرع الألغام والعبوات الناسفة في الطرق التي يستخدمها الجيش والقوات الأمنية، إلى جانب قيامها بإرشاد الطائرات الحوثية المسيّرة التي تستهدف مأرب ومواقع القوات الحكومية.
واعترف مصدر أمني في مأرب تحدث إلى «الشرق الأوسط» بعثور القوات على أسلحة ومتفجرات وذخائر كانت بحوزة مسلحي الخلية، إضافة إلى كميات من الوثائق الخاصة بأفكار الجماعة الحوثية وزعيمها، فضلاً عن شعاراتها التي تغطي مباني المنطقة. وأكد المصدر مقتل جنديين خلال الاشتباكات التي استمرت من مساء الأحد حتى نهار الاثنين، وإصابة آخرين.
وكانت تقارير أمنية يمنية وأخرى دولية أشارت إلى وجود شبكات لتهريب الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية حيث تنطلق من عرض البحر العربي على متن قوارب إلى مناطق على السواحل الجنوبية والغربية لليمن قبل أن تتولى هذه الشبكات توصيل الأسلحة وقطع الصواريخ والمعدات العسكرية؛ خصوصاً ما يتعلق بالطائرات المسيرة، إلى المناطق الخاضعة للجماعة الحوثية سالكة طرقاً في الصحراء مروراً بشمال مأرب.
وتضغط الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران منذ أسابيع باتجاه مأرب من 3 محاور، خصوصاً بعد أن تمكنت من السيطرة أخيراً على مديرية ردمان شمال محافظة البيضاء المجاورة والتوغل في أطراف مديريتي العبدية وماهلية بعد التقدم في جبهة قانية المجاورة.
وزعم المتحدث باسم ميليشيات الحوثي محسن سريع، أمس، أن جماعته استطاعت السيطرة على 400 كيلومتر مربع في المناطق الجديدة بمحافظتي البيضاء ومأرب بعد اقتحام مديرية ردمان في البيضاء بالكامل وقانية وصولاً إلى مناطق ماهلية وأجزاء من مديرية العبدية بمحافظة مأرب.
واتهم المتحدث الحوثي الزعيم القبلي والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي (جناح صالح)» ياسر العواضي بـ«الخيانة والتنسيق من القوات الشرعية» في معرض تبريره قيام ميليشيات الجماعة بالهجوم على مديرية ردمان حيث مسقط رأس العواضي وأتباعه من قبائل آل عواض.
وتقول مصادر الجيش اليمني والقبائل المساندة له إن الجماعة الحوثية دفعت بالمئات من مسلحيها خلال الأسبوع الأخير في محاولة لتحقيق مكاسب جديدة باتجاه محافظة مأرب من جهة الجنوب، غير أنها واجهت ضربات موجعة من قبل الجيش وطيران تحالف دعم الشرعية.
وبحسب مصادر أمنية في محافظة مأرب، تسعى الجماعة الحوثية إلى استقطاب أتباع لها في المحافظة ومن مسلحي القبائل من أجل زعزعة استقرارها، بالتزامن مع الأعمال العسكرية التي تشنها من أكثر من محور، والقصف العشوائي بالصواريخ، على الأحياء السكنية في مركز المحافظة (مدينة مأرب).


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».