الديوان الأميري الكويتي يضع قوته للتصدي لمحاولات استقطاب «الأزمات»

الديوان الأميري الكويتي يضع قوته للتصدي لمحاولات استقطاب «الأزمات»
TT

الديوان الأميري الكويتي يضع قوته للتصدي لمحاولات استقطاب «الأزمات»

الديوان الأميري الكويتي يضع قوته للتصدي لمحاولات استقطاب «الأزمات»

كان استثنائياً البيان الذي صدر أول من أمس (الأحد) عن الديوان الأميري الكويتي، مجمع السلطات في الدولة الخليجية، التي يمثلها رأس الهرم في البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. كان خطاباً يحمل رداً على «محض تقوّل وافتراء» من برلماني سابق يتبع لحركة تنتهج خطاب «الإخوان المسلمين».
هذا الرد من الديوان الأميري الكويتي، وضع رداً قوياً، هو الأول بعد أن كان لا يخرج عن إطارات وزارة الخارجية، أو مجلس الأمة (برلمان البلاد). ولو ندر؛ إلا أن بيان الديوان، حمل لغة قوية ومفردات تضع المسؤولية القانونية أمام مدعيها.
نائب كويتي سابق، يدعى مبارك الدويلة، حاول وضع أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في موقف يستدعي الاستقطاب للأزمة التي يعيشها الدويلة، حيث ظهرت تسريبات تصدرت المشهد في شبكات التواصل، بينه وبين الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، دار فيها حديث عن «استخدام القبائل لنشر الفوضى في دول الخليج».
ادّعى الدويلة أنه نقل الحديث إلى أمير الكويت، مفيداً في ظهور تلفزيوني فضائي قبل أيام، بأن زيارته إلى ليبيا كانت «بعلم وزارة الخارجية بهدف التوصل لاتفاق سلام بين الأسود الحرة والخرطوم».
بيان الديوان الأميري الكويتي جاء فيه نصاً: «أكد وزير شؤون الديوان الأميري الكويتي، الشيخ علي الجراح، أن ما جاء في لقاء مبارك الدويلة مع برنامج حديث البلد مع الإعلامي محمد طلال السعيد بتاريخ 23-6-2020، وما ادعاه في تغريدة له بتاريخ 25-6-2020 من أنه نقل لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ما دار بينه وبين الرئيس السابق معمر القذافي، غير صحيح البتة ومحض تقوّل وافتراء».
وشدد وزير شؤون الديوان الأميري على أنه «لا يجوز أن ينسب لأمير البلاد أي حديث أو قول، سواءً في مقالة أو لقاء، من دون الحصول على موافقة رسمية وصريحة من الديوان الأميري بذلك، وأن الديوان الأميري يحذر من اللجوء إلى مثل هذه الأساليب التي توقِع فاعلها تحت طائلة المساءلة القانونية».
الكويت، وبقيادة أميرها، تضع عبر هذا الخطاب الأمر في نطاقه الضيق، قبل استقطاب يريده النائب «الإسلامي» الدويلة، ووضعه مع تزايد تكشف خطط الفوضى عبر «إسلاميين» من الكويت. وذلك آخذ في ازدياد منذ سقوط «حكم الإخوان» في مصر العام 2013.
الدويلة، هو أحد قيادات «الحركة الدستورية الإسلامية»، وهي فرع سياسي لتنظيم «الإخوان المسلمين» في الكويت. والكويت من دون أحزاب سياسية، لكن هذه الحركة حاولت النهوض بخطاب «الإخوان» للوصول إلى مجلس الأمة الكويتي، ونجحت للمرة الأولى في إيصال أحد أعضائها إلى البرلمان في عام 1981.
مبارك الدويلة، موضوع القصة، كان ممن يحاولون الدمج بين القبلية و«الإخوانية»، ونجح لمرات في الدخول إلى مجلس الأمة، بداية في عام 1985، واستمر لأربع دورات متتالية، مع تزايد مقاعد حركته الإسلامية التي لم تتجاوز ستة مقاعد منذ بواكير الطلعة «الإخوانية» السياسية في الكويت.
«الحركة الدستورية» التي تضع لها اسماً مختصراً «حدس» سبق لعضوها الدويلة أن كان متلقياً لضربة قانونية، ذلك في 2014، حين نقلت وسائل إعلام كويتية في ديسمبر (كانون الأول) 2014، أن الخارجية الكويتية تقدمت بشكوى جزائية للنائب العام في الكويت ضد النائب السابق مبارك الدويلة على خلفية تصريحاته المسيئة لدولة الإمارات في مقابلة تلفزيونية (كانت في الإطار الحزبي ذاته حين ينتقص من أي دولة تحارب الإخوان أو تضعهم ضمن قوائم الإرهاب)، والشكوى استندت إلى مادة في القانون الكويتي تتعلّق بأمن الدولة وتجرّم تعريض المصالح القومية للبلاد للخطر.
وتلقت تصريحات الدويلة آنذاك، موجة انتقاد عبر مسؤولين كويتيين. حينها، وصرح مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، بأن الإساءة لدولة الإمارات «مرفوضة جملة وتفصيلاً، مرفوضة مبدئياً في سياقها السياسي وفي كونها تجنياً وتجريحاً لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال».
منتقدو خطاب وحضور مبارك الدويلة، يرون أن تنظيم «الإخوان المسلمين»، يجد مصلحته في «خلق حالة خلاف ولا يود للتوافق حضور».
الكويت، تضع الخطاب التحريضي كما يوضحه بيان الديوان الأميري، في ارتكاز مختلف، حيث تحرص على عدم خلق أي حالة شقاق، مستندة لقانونها ودستورها. وهو ما يفسر رد الفعل الغاضب.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».