تنامي الاستثمار في تقنيات الاتصالات الرقمية السعودية

تنامي الاستثمار في تقنيات الاتصالات الرقمية السعودية
TT

تنامي الاستثمار في تقنيات الاتصالات الرقمية السعودية

تنامي الاستثمار في تقنيات الاتصالات الرقمية السعودية

في ظل توقعات باستمرار التحول نحو التجارة الإلكترونية والمدفوعات عن بعد في السعودية، تتنامى أعمال الاستثمار في التقنيات الرقمية في خطوة تمهد لمستويات متقدمة من عمليات الربط الهائلة لتعزيز التوجه نحو رقمنة الاقتصاد في البلاد.
وأعلنت شركة الاتصالات السعودية - المشغل الوطني لكل وسائل الاتصالات - وشركة «كومسكوب» أمس عن نشرها لهوائيات ذات 30 منفذاً، ما يمكّن مزود خدمات الاتصالات من جلب وتبني الحلول المبتكرة لتقنيات الجيل الخامس ليس في السعودية بل التوسع في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتعرض شركة الاتصالات السعودية حالات الاستخدام والتبني للجيل القادم من تقنيات الاتصالات اللاسلكية، من أجل مواكبتها لمتطلبات المجتمع الحديث وخططها الرامية إلى التوسع في أسواق جديدة.
وقال المهندس هشام العبدلي، المدير العام لتصميم البنى التحتية لدى شركة الاتصالات السعودية، إن هذا التحرك يأتي تماشياً مع التطورات العالمية، لافتاً إلى أن السوق السعودية تتغير بسرعة بفعل التقدم الحاصل في الثورة الصناعية الرابعة، كما أن طرح وتطوير العديد من التكنولوجيا الناشئة مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء هي بحاجة إلى الدعم من خلال البنية التحتية لتقنية الجيل الخامس.
ووفق العبدلي، فإنه بالتطلع إلى الرؤية السعودية 2030، يمكن لكل من قطاعات السياحة والصناعات التحويلية والدفاع أن تكون مركز المرحلة الاقتصادية القادمة في المملكة، ما يجعل من الأهمية تطبيق تقنيات جديدة تمكن الخدمات الرقمية من الوصول إلى مستويات أعلى من الكفاءة والإنتاجية.
وأوضح العبدلي أن التنوع الاقتصادي الموجود في السعودية يفرض الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في التقنيات الرقمية المتقدمة لتمهيد الطريق لمستقبل واعد من عمليات الربط الهائلة، منوها بأن تبني التقنيات الحديثة والمتطورة لخدمة الجيل الخامس سيمكن «الاتصالات السعودية» من قيادة تقدم المجتمع الحديث مع تسخير كل التقنيات الجديدة والناشئة، بالإضافة إلى توفير قدرات شبكة غير محدودة لخدمات الفيديو والعديد من الصناعات الحديثة ذات التقنيات العالية.
من جهته، أوضح الاقتصادي الدكتور خالد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، أن مؤشرات النمو في قطاع الاتصالات السعودية إيجابية للغاية، بفعل الإقبال غير المسبوق في الوقت الراهن على خدمات البيانات وباقات الاتصال في ظل تواصل ممارسة الأعمال عن بعد في الكثير من شركات القطاع الخاص، الأمر الذي يدفع بالشركات لزيادة سرعات الإنترنت لتغطي حجم النمو المطرد في الطلب وتنامي خدمات منظومة الألياف البصرية.
وأضاف رمضان أن هناك عناصر أخرى تعزز نمو قطاع الاتصالات في السعودية، منها اعتماد معظم الجهات الحكومية والقطاع الخاص على شبكات الإنترنت لعقد الاجتماعات خلال فترة منع التجول، بالإضافة إلى استفادة القطاع من التوجه الحكومي نحو تسريع الاقتصاد الرقمي، ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) خلال خمسة أعوام، في ظل بنية تحتية ممتازة تمكن من تقديم خدمات عالية الجودة مع قرابة 40 ألف برج بحجم استثمار يتخطى 4.5 مليار دولار.
ورجح رمضان أن يؤدي استثمار شركات الاتصالات في تقنية الجيل الخامس إلى زيادة التكاليف والمصروفات الرأسمالية، مما قد يؤثر على توزيعات الأرباح، مشيراً إلى دور البنية التحتية الرقمية المتميزة في احتواء بعض التداعيات الاقتصادية جراء الإغلاق خلال الفترة الماضية، ودعم خطط التنوع الاقتصادي في المملكة والتحول نحو الاقتصاد الرقمي.
واستطرد: «أدت تلك الاستثمارات في البنية التحتية للقطاع إلى زيادة سرعة الإنترنت على الهاتف الجوال وصعودها إلى المرتبة العاشرة في العالم»، متوقعاً استمرار التحول نحو التجارة الرقمية والمدفوعات عن بعد، الذي تسارع خلال فترة الإغلاق حيث تعزز نتيجة رفع الحد الأقصى المسموح به للرصيد المسموح إضافته إلى المحافظ الإلكترونية شهرياً.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.