«كوفيد ـ 19» شجع الناس على طهي الوجبات السريعة في المنزل

وصفات البرغر الأكثر طلباً

«كوفيد ـ 19» شجع الناس على طهي الوجبات السريعة في المنزل
TT

«كوفيد ـ 19» شجع الناس على طهي الوجبات السريعة في المنزل

«كوفيد ـ 19» شجع الناس على طهي الوجبات السريعة في المنزل

منذ بداية أزمة «كوفيد - 19» وما تبعها من حظر التجول، انصب اهتمام شرائح مختلفة من الأُسر على تعلم الطهي، فبعد امتداد فترة الحجر المنزلي، أصبح تحضير الأطباق والتفنن بها وسيلة لإضاعة الوقت أو استثماره في شيء مفيد.
وشارك الكثير من مطاعم الوجبات السريعة زبائنها حالة الشغف بالطهي، إلى حد أن بعضهم قدم لمتابعيه أسرار أشهى الوصفات السريعة؛ فسلسلة مطاعم ماكدونالدز كشفت عن تفاصيل وجبة الإفطار الأساسية: «ما فين النقانق والبيض»، على الرغم من إعادة فتح بعض منافذ ماكدونالدز، وشهدت الوصفة تفاعلاً كبيراً بين محبي المطعم الأكثر شعبية في العالم.
وتقول الشيف ومطورة الوصفات، المصرية دينا حمدي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوجبات السريعة بشكلها التجاري الذي يُقدم في المطاعم لا يناسب معايير السلامة المطلوبة في وقت عسير كهذا»، وتضيف «نواجه الوباء معتمدين على جهاز المناعة، من ثم ما نمر به ربما يكون فرصة لتغيير العادات الغذائية غير الصحية، ومنها الوجبات السريعة، واستبدالها بوصفات منزلية لها المذاق الطيب، لكن بمكونات مضمونة».
وعلى الرغم أنها لا تفضل الوجبات السريعة، على حد قولها، فإنها تشارك متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي بأسرار المطاعم الشهيرة، وتقول الشيف دينا «أنا لست طبيبة حتى أشارك في الصف الأول للحماية من الوباء، لكن الجميع يمكن أن يلعب دوراً لتجاوز عثرات الأزمة، ومن ناحيتي أشارك المتابعين بوصفات شهية تحارب القلق وتعزز المناعة في الوقت عينه».
وعن اهتمامات المتابعين، تقول الشيف دعاء السمنودي، مقدمة فقرة للطهي على قناة «النهار»، ومؤسسة مطعم للأكلات المصرية، لـ«الشرق الأوسط»، إنها تحاول تشجيع متابعيها على تعلم الأكلات المصرية الكلاسيكية، لكن الطلب على معرفة أسرار الوجبات السريعة لم يتوقف، بل في ازدياد بسبب إغلاق المطاعم، لا سيما أن المطاعم التي لم تغلق أبوابها معتمدة على خدمات التوصيل المنزلي، باتت ملاذاً غير أمن في ظل الانتشار السريع لفيروس «كوفيد - 19» وتعدد وسائل العدوى. وتضيف «من السهل على أي شيف محترف التعرف على الوصفات معتمداً على حاسة التذوق، لكن ما أشارك به متابعي لا يمكن اعتباره وصفة مطعم بعينه، بينما أجرب طرق متكررة ثم أشارك بالوصفة الأشهى، الأسهل، والأكثر تماشياً مع المعايير الصحية».
تتفق الشيف دينا حمدي مع هذا الرأي، بل وتؤكد «جميع الوصفات التي أشاركها يجب أن تخضع لمعايير صحية، لا سيما في الوقت الحالي الذي نواجه فيه جائحة أودت بحياة الألاف دون أفق للنجاة حتى الآن».
وعن الوجبات السريعة التي يلح المتابعين في طلبها، تقول دعاء «جميعاً نعشق البرغر، فهو الوجبة السريعة الأشهر في العالم، ورغم تحذيرات الأطباء مما تحتويه هذه الوجبة من أضرار صحية تتعلق بالدهون والصوديوم، وفي بعض الحالات مصدر اللحم، فإن ما يُجهز في المنزل يمكن أن يحقق معايير السلامة مائة في المائة».
وتشاركنا دعاء بوصفتها للبرغر، والتي تتكون من نصف كيلو لحم مفروم 20 في المائة دسم، صفار بيضة، ملعقتان من صلصة الباربكيو، نصف ملعقة من مسحوق الثوم المجفف، نصف ملعقة من مسحوق البصل المجفف، ملعقة صغيرة ملح، مع ربع ملعقة مسحوق الفلفل الأسود. تُمزج جميع المكونات السابقة معاً باستخدام أطراف الأصابع، هنا تُشكل كرات البرغر، بحيث تزن كل قطعة 130 جراماً. يفضل أن يُترك البرغر بعد التشكيل في الثلاجة لمدة ساعة لمزيد من التماسك. وعند التسوية يُستخدم قدر ذو سطح غير لاصق، بعد تسخينه جيداً يوضع البرغر لمدة 4 دقائق دون الضغط على سطح البرغر حتى لا يفقد عصارته. وتقترح الشيف دعاء إضافة المشروم، حلقات البصل، طماطم، جبن مع الخبز الطازج.
أما الشيف دينا حمدي فاختارت أنا تشاركنا وصفة المعكرونة «فيتوتشيني ألفريدو»، وتقول «لا أفضّل الشكل التقليدي للأكلات السريعة مثل الدجاج المقلي أو النقانق، لكن هناك أنماطاً أخرى اعتدنا تناولها فقط في المطاعم، من أشهرها وصفة الفيتوتشيني ألفريديو، أما الأن فحان الوقت لتحضيرها في المنزل».
لتحضير وصفة المعكرونة، نحتاج إلى 400 جرام معكرونة فيتوتشيني، وملعقتين صغيرتين من الملح، و3 ملاعق كبيرة من أي زيت نباتي، و15 حبة مشروم شرائح، و4 فصوص ثوم مفري، وملعقة صغيرة من مسحوق الفلفل الأسود، وملعقة صغيرة من الزعتر المجفف، ونصف لتر كريمة الطهي، مع نصف كوب جبن بارميزان؛ تُسلق المعكرونة في ماء وملح لمدة سبع دقائق. وفي قدر مسطح يضاف الزيت ثم المشروم مع التقليب على نار متوسطة، تضاف التوابل والثوم، ثم تُضاف الكريمة والجبن البارميزان. أخيراً تضاف المعكرونة المسلوقة مسبقاً.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.