الوباء يتسبب في إغلاق بيت لحم 48 ساعة

وفاة شابة فلسطينية في القدس بالفيروس

تعقيم مخيم العروب شمال الخليل أمس (أ.ف.ب)
تعقيم مخيم العروب شمال الخليل أمس (أ.ف.ب)
TT

الوباء يتسبب في إغلاق بيت لحم 48 ساعة

تعقيم مخيم العروب شمال الخليل أمس (أ.ف.ب)
تعقيم مخيم العروب شمال الخليل أمس (أ.ف.ب)

أعلن محافظ بيت لحم، أمس (السبت)، إغلاقها لمدة 48 ساعة لمواجهة انتشار جديد لفيروس كورونا المستجد في المدينة السياحية في الضفة الغربية المحتلة. وأوضح المحافظ كامل حميد في بيان أن «الإغلاق يشمل تعطيل جميع المؤسسات الرسمية والخاصة، ووقف جميع الأنشطة والفعاليات باستثناء الصحية منها، ومنع الخروج من بيت لحم أو الدخول إليها، ومنع الحركة الداخلية إلا في الحالات الطارئة والإنسانية». وأضاف: «سيتم نشر الحواجز الأمنية، واستنفار لجان الطوارئ لضمان تنفيذ (القرار) تحت طائلة المسؤولية».
وهي المرة الثانية التي تعلن فيها السلطة الفلسطينية إغلاق المدينة التي شهدت أول انتشار للفيروس في الأراضي الفلسطينية في الخامس من مارس (آذار) الماضي، وذلك عقب نزول سياح يونانيين في أحد فنادقها، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح السبت 33 إصابة إضافية بالفيروس في بيت لحم، من بين 67 إصابة في باقي مدن الضفة الغربية. وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت في العشرين من الشهر الجاري إغلاق مدينتي الخليل لخمسة أيام، ونابلس لـ48 ساعة للسبب نفسه.
وذكرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في بيان صحفي، أن مجمل الإصابات بفيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية ارتفع إلى 1862 حالة، بينها 620 حالة تعافٍ.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، أعلنت مصادر فلسطينية وفاة شابة فلسطينية من الجزء الشرقي من مدينة القدس السبت، بفيروس كورونا المستجد. وذكر تلفزيون فلسطين الرسمي أن شابة عمرها 19 عاماً توفيت في شرق القدس، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا وأمراض مزمنة، علماً بأنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وقالت لجنة أطباء سلوان في القدس في بيان، إن المتوفاة كانت تتلقى العلاج في مستشفى إسرائيلي منذ أسبوع، وعانت من مشاكل صحية عديدة. وهذه سادس حالة وفاة في الأراضي الفلسطينية بفيروس كورونا.
في هذه الأثناء، قرر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، خلال ترؤسه اجتماعاً لقادة المؤسسة الأمنية، تشديد إجراءات السلامة نتيجة تصاعد منحنى الإصابات بفيروس كورونا وانتشارها في عدة محافظات.
وذكر بيان صادر عن مكتب أشتية أنه تقرر إعادة تفعيل لجان الطوارئ في كل المحافظات والمدن والقرى والمخيمات، ومنع التجمعات والجمهرة بما فيها الأعراس والحفلات وبيوت العزاء.
كما تقرر إغلاق المناطق المصابة وإصدار تعليمات لكل الجهات المعنية لفرض عقوبات ومخالفات بحق المخالفين لتعليمات الطوارئ وبروتوكولات وزارة الصحة، حول الوقاية والحد من انتشار كورونا. كما أوصى الاجتماع بأن يتم إغلاق القرى والمخيمات والمدن المصابة إغلاقاً تاماً، ودعا إلى تعاون البلديات والمجالس القروية واللجان الشعبية لتطبيق كل الإجراءات.
وحذرت وزيرة الصحة الفلسطينية قبل أيام من موجة جديدة لانتشار الفيروس في الأراضي الفلسطينية. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن غالبية الإصابات في الضفة الغربية مصدرها الرئيسي العمال الفلسطينيون العاملون داخل إسرائيل. وأعلنت إسرائيل أنها ستمنع عودة العمال الفلسطينيين إلى الضفة الغربية بدءاً من اليوم (الأحد)، حتى 17 يوليو (تموز)، في سياق مواجهة الفيروس.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم