صد هجوم في تعز وإسقاط «مسيّرة» حوثية في الحديدة

TT

صد هجوم في تعز وإسقاط «مسيّرة» حوثية في الحديدة

على وقع الخروق الحوثية المتصاعدة في محافظة الحديدة اليمنية (غرب) للهدنة الأممية، واستهداف القرى السكنية بالقذائف في جبهات عدة، أعلنت القوات اليمنية المشتركة إسقاط طائرة مسيرة للجماعة الانقلابية أمس (السبت).
وتزامنت هذه التطورات مع استمرار المعارك في جبهات صرواح ونهم وفي البيضاء القريبة من مأرب، وفي وقت أكد الجيش اليمني في محافظة تعز (جنوب غرب) صد هجوم عنيف للجماعة المدعومة من إيران على عدد من المواقع شمال غربي مركز المحافظة.
وفي هذا السياق، ذكر المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» في الساحل الغربي، أن القوات المشتركة تمكنت السبت من إسقاط طائرة مسيرة تابعة لميليشيات الحوثي، في سماء مدينة الدريهمي جنوب الحديدة.
وقال مصدر عسكري ميداني في الدريهمي للمركز، «إن أفراد القوات المشتركة شاهدوا طائرة مسيرة لميليشيات الحوثي كانت تحلق في سماء المدينة، ثم قاموا باستهدافها بالسلاح المناسب، وتمكنوا من إسقاطها بنجاح. فيما تواصل الميليشيات عملياتها العسكرية وخروقاتها المستمرة للهدنة الأممية في محاولة منها للقضاء على مساعي السلام، ونقض اتفاق السويد الذي ترعاه الأمم المتحدة».
وقال المصدر نفسه، إن الأحياء السكنية في مديرية حيس جنوب الحديدة، تعرضت، لعمليات استهداف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
ونقل الموقع الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» عن مصادر محلية في مديرية حيس تأكيدها قيام الميليشيات بقصف الأحياء السكنية بقذائف «الهاون الثقيل» (عيار 120)، بالتزامن مع فتح نيران أسلحتها الرشاشة عيار 12.7 وعيار 14.5، ومعدل «البيكا» صوب منازل المواطنين. وخلف القصف الذي وصف بالهستيري حالة من الرعب والهلع في صفوف المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء، في حين تشهد الأحياء السكنية في مديرية حيس استهدافاً بشكل يومي تسبب في سقوط المئات من المدنيين بين قتيل وجريح، على حد قول المصادر.
كانت قذيفة حوثية قتلت مساء الخميس امرأة مسنة وطفلين بعد أن سقطت على منزل مواطن في حي ربع السوق، يدعى أحمد سعيد المسيب، حيث كان يقام به حفل زفاف.
وفي منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة، أفاد الموقع العسكري بأن الميليشيات استهدفت بقذائف المدفعية ومختلف أنواع الأسلحة القرى السكنية في مناطق متفرقة.
وأضافت المصادر أن عمليات استهداف حوثية بالأسلحة المتوسطة عيار 14.5 وعيار 12.7 ومعدل «البيكا» طالت مزارع المواطنين.
في سياق ميداني، صدت قوات الجيش الوطني، السبت، هجوماً عنيفاً لميليشيا الحوثي الانقلابية، في عدد من المواقع شمال غربي مدينة تعز. وذكرت وكالة «سبأ» الحكومية أن عناصر الجيش من اللواء 17 مشاة تمكنوا من إفشال هجوم عنيف للحوثيين مصحوب بقصف مدفعي في محيط الدفاع الجوي، وأن المواجهات التي استمرت ساعات أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف مليشيات الحوثيين.
كانت الجماعة الانقلابية استهدفت مساء الجمعة الماضي بعدد من القذائف السكن الخاص بمرضى الجذام في مدينة النور، ما أدى إلى إصابة اثنين من المرضى، حسب ما ذكرته المصادر الحكومية الرسمية.
وفي جبهات صرواح ونهم والجوف والبيضاء، أكدت مصادر عسكرية يمنية أن المواجهات لا تزال على أشدها بين قوات الجيش المسنودة برجال القبائل ومتمردي الجماعة الحوثية.
وذكرت المصادر أن قوات الجيش استهدفت تعزيزات ومواقع تجمعات لميليشيات الحوثية في أطراف مديرية صرواح، وأسفر القصف عن سقوط عدد من عناصر المليشيات الحوثية بين قتيل وجريح، وتدمير عربة محملة بالأسلحة والذخيرة كانت في طريقها للميليشيات في جبهة صرواح.
وحيث تحشد الجماعة الحوثية باتجاه مأرب من ثلاث جهات، يقول عسكريون يمنيون إن الجماعة تكبدت عشرات المسلحين سقطوا قتلى وجرحى وأسرى في جبهات قانية شمال محافظة البيضاء.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.