توافق فرنسي - روسي على وقف للنار في ليبيا عند الخطوط الحاليةhttps://aawsat.com/home/article/2357581/%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%82-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%82%D9%81-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9
توافق فرنسي - روسي على وقف للنار في ليبيا عند الخطوط الحالية
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستمع إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اللقاء (أ.ب)
رغم الانتقادات «المخففة» التي توجهها باريس لمشاركة روسيا، عبر «مجموعة فاغنر»، في الحرب الليبية، مقارنة مع الهجوم المتواصل الذي تقوم بها إزاء الدور التركي، فإن فرنسا وروسيا متفقتان على أمر بالغ الأهمية، ظهر عبر الاجتماع المطول عن بعد الذي «دام ساعتين»، والذي حصل بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين بعد ظهر الجمعة؛ ذلك أن العاصمتين متفقتان على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في ليبيا، وأن يحصل ذلك على خطوط المواجهة الحالية. وبكلام آخر، فإن العاصمتين تريدان أن يتوقف القتال عند الحدود التي وصل إليها، وألا يتم تخطيها، أي عند حدود مدينة سرت الساحلية، وقاعدة الجفرة الجوية (وسط). وبذلك، تكون باريس وموسكو قد رفضتا المقولة التركية التي عبر عنها الناطق باسم الخارجية في أنقره قبل يومين، بتأكيده أن حكومة الوفاق لن تقبل وقف إطلاق النار إلا بعد تحرير سرت والجفرة. وبتبني هذا الموقف المشترك، تكون فرنسا وروسيا قد تبنتا الموقف الذي يدافع عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي دعا في كلمته الأخيرة إلى تجميد خطوط المواجهة عند الحدود الحالية، وأن يتم انطلاقاً منها التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في مقدمة لمعاودة الحوار من أجل حل سياسي في ليبيا. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي، في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع الرئيس التونسي يوم الـ22 من الشهر الحالي، عد أن تهديد السيسي بالتدخل العسكري المباشر، في حال تخطي ما سماه «الخطوط الحمراء» (أي خط سرت - الجفرة)، أمر «مشروع» للمحافظة على أمن بلاده. وأفادت مصادر الإليزيه، أمس، بأن الرئيس ماكرون الذي قام بجولة أفق موسعة على العلاقات الفرنسية - الروسية، والبؤر المتفجرة، عبر عن «مخاوفه» المترتبة على تنامي الدور العسكري التركي في ليبيا ومياه المتوسط. كذلك أشار ماكرون إلى دور «مجموعة فاغنر»، ولكن بكلام مخفف. وتستغل باريس المناسبات كافة من أجل التنديد بما تقوم به أنقره، أكان بالنسبة للدعم العسكري الذي تقدمه لحكومة الوفاق، بما يتناقض مع القرار الدولي الخاص بحظر السلاح إلى ليبيا، أم بالنسبة لتصرفها «العدواني» في مياه المتوسط، كما حصل في العاشر من الشهر الحالي بين فرقاطة فرنسية وقطع بحرية تركية. وتعد باريس أيضًا أن أطماع تركيا في غاز وبترول المتوسط يفتئت على حقوق دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي، وهما اليونان وقبرص. وبحسب موقع الرئاسة الروسية، فإن بوتين وعد بالعمل على وقف إطلاق النار على «قاعدة الوضع العسكري الحالي». وفيما تسعى تركيا للترويج لحضورها في ليبيا والمتوسط على أنه خدمة للحلف الأطلسي، وذلك باحتواء «التمدد الروسي»، فإن باريس في المقابل تريد على ما يبدو اللعب بالورقة الروسية لاحتواء التمدد التركي في ليبيا. لكن ثمة مخاوف من أن تتفق موسكو وأنقره على «تقاسم النفوذ» في ليبيا، بينما ما يزال الموقف الأميركي ضبابيًا.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.