عريقات يدعو لتدخل دولي للإفراج عن جثامين فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات (أرشيفية - أ.ف.ب)
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

عريقات يدعو لتدخل دولي للإفراج عن جثامين فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات (أرشيفية - أ.ف.ب)
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات (أرشيفية - أ.ف.ب)

دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اليوم (السبت)، إلى تدخل دولي للإفراج عن جثامين قتلى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل وترفض السماح بدفنهم، حسبئما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وأشار عريقات، في بيان نشره على حسابه في «تويتر»، إلى حالة الشاب أحمد عريقات الذي قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي عند حاجز عسكري في الضفة الغربية، يوم الثلاثاء الماضي.
وقال: «لليوم الخامس على التوالي تواصل سلطات الاحتلال اعتقال الجثمان الطاهر للشهيد أحمد عريقات، ولا يسمحون لنا بدفنه كما يفعل كل البشر عند موت أحبتهم».
وأضاف: «تم إعدام أحمد بدم بارد، هذه ليست قيم الإنسانية، وهذه ليست أخلاق البشر... ساعدونا للإفراج عن الجثامين الطاهرة للشهداء».
وأصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الليلة الماضية بياناً، اتهمت فيه إسرائيل بالإمعان في قتل الفلسطينيين بغرض التصفية بعد حادثة قتل الشاب عريقات.
وأكدت اللجنة التنفيذية «رفضها وإدانتها لاحتجاز جثمان الشهيد وعدم تسليمه لعائلته إلى جانب مئات جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال، وفيما تسمى مقابر الأرقام، في استهتار لكل القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية».
وفي السياق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن عشرات الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية «باتت بمثابة مصايد الموت للفلسطينيين لمجرد الاشتباه في ارتكابهم أي مخالفات ما يتسبب لهم بالقتل الفوري».
وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي، أن مقتل الشاب عريقات «ليس إلا مثالاً واضحاً على عمليات الإعدام الممنهجة خارج نطاق القانون بحق الفلسطينيين على تلك الحواجز».
وحسب المرصد، فإن إسرائيل «أعدمت 95 مدنياً فلسطينياً بينهم 36 طفلاً خارج نطاق القانون في 2016، حيث جرت جميع عمليات القتل بشكل منهجي بذريعة أن الضحية كانت ضالعة في عملية طعن أو دهس مزعومة ضد جنود إسرائيليين، على الرغم من عدم وجود وسائل موثقة لتنفيذ مثل هذه الهجمات».
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل عريقات، يوم الثلاثاء الماضي، برصاص جنود إسرائيليين عند أحد الحواجز العسكرية في الضفة الغربية المحتلة بعدما قاد سيارته في اتجاه الجنود محاولاً صدمهم.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».