«كورونا» يبعثر أوراق كرة القدم الأفريقية

يبحث الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلال اجتماعه الثلاثاء المقبل، إمكانية تأجيل نهائيات كأس الأمم الأفريقية للعبة الشعبية 2021 في ظل استمرار الأزمة الصحية لفيروس كورونا المستجد حول العالم.
ومن المقرر إقامة نهائيات البطولة في الكاميرون ما بين التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل والسادس من فبراير (شباط) التالي، لكن الشكوك حول إمكانية المضي قدماً في ذلك تزداد في ظل اقتراب الموعد واستمرار انتشار العدوى، بينما لم تكتمل بعد تصفيات التأهل للبطولة أيضاً.
كما أن أنشطة منتخبات دول القارة السمراء من المقرر ألا تستأنف قبل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في ظل الأوضاع الصحية الحالية.
وعبر الإنترنت، ستجتمع اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري لاتخاذ قرار في هذا الصدد إلى جانب إمكانية اتخاذ قرارات تخص إكمال موسم بطولتي الأندية على مستوى القارة (دوري الأبطال وكأس الاتحاد).
وبعد قرار الاتحاد الدولي (الفيفا) يوم الخميس والقاضي بإلغاء جميع مباريات المنتخبات في سبتمبر (أيلول) المقبل في كل المناطق ما عدا أوروبا وأميركا الجنوبية، أصبحت خيارات الاتحاد الأفريقي لإتمام التصفيات المؤهلة لكأس الأمم 2021 وتهيئة الأجواء للبطولة التي سيشارك فيها 24 منتخباً محدودة جداً.
ورغم أنه تتبقى أربع جولات في التصفيات وأنه يمكن ترتيبها في أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثاني)، فإن هذا سيعني تأجيل انطلاق تصفيات كأس العالم 2022 على مستوى المجموعات.
وإلى جانب ما سبق، سيكون للبطولة القارية للأمم إذا أقيمت في الموعد الحالي تأثير على بطولات الدوري المحلية التي من المتوقع أن تبدأ موسمها المقبل في معظم الدول متأخرة، بينما تسعى الدول حالياً لإتمام الموسم الحالي الذي توقف بسبب العدوى. كما أن معظم بطولات الدوري الأفريقية تتوقف عادة في منتصف الموسم لإفساح المجال أمام إقامة كأس الأمم.
وقال مسؤول بارز طلب عدم الكشف عن هويته: «يمكن تأجيل كأس الأمم الأفريقية لمدة 12 شهراً»، في حين قال عبد المنعم باه الأمين العام للاتحاد للصحفيين في الأسبوع الماضي، إن الموعد الحالي هو أفضل خيار للبطولة.
وبسبب العدوى، توقفت مباريات دوري الأبطال وكأس الاتحاد الأفريقي في الدور قبل النهائي، وسيتعين على الاتحاد القاري التوصل إلى خطة مبتكرة لإكمال البطولتين، بينما يستمر إغلاق معظم حدود الدول وفي ظل استمرار توقف الرحلات الجوية وتعليق النشاط الكروي عبر أنحاء القارة بسبب استمرار المخاوف من العدوى.
كما سيتعين على الاتحاد الأفريقي اتخاذ قرار في شأن البطولة الأفريقية للاعبين المحليين التي تقام كل عامين والتي كان من المقرر أن تقام في الكاميرون في أبريل (نيسان) الماضي.
ولا بد للاتحاد أيضاً من اتخاذ قرار بشأن البطولة الأفريقية للكرة النسائية التي من المقرر إقامتها في نوفمبر المقبل، رغم أن تصفياتها لم تكتمل أيضاً.
لكن في هذه الحالة ربما يكون قرار التأجيل أكثر سهولة لأنه لم يتم الاتفاق بعد على مكان الاستضافة بعد انسحاب الكونغو في يوليو (تموز) الماضي.
وما زالت الصورة ضبابية في عدد من الدول الأفريقية بشأن استئناف المنافسات في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا.
وفي الجزائر، طالب عبد الكريم مدوار، رئيس رابطة دوري المحترفين، باتخاذ قرارات استثنائية للتعامل مع الوضع الاستثنائي الذي فرضه توقف النشاط الكروي منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأكد مدوار في تصريح للإذاعة الجزائرية الجمعة، أن الوقت قد حان لحسم مصير الدوري لموسم 2019 - 2020، ووضع حد لحالة الترقب التي تسيطر على مسؤولي الأندية واللاعبين والمدربين.
وكشف مدوار أن مكتب الرابطة سيلتقي رؤساء أندية منطقة الوسط يوم الاثنين المقبل، في ختام اللقاءات الاستشارية للرابطة، بعد لقاءين مماثلين مع مسؤولي أندية الغرب والشرق.
ونفى مدوار ما تردد من أن هذه الاجتماعات تدخل ضمن حملة انتخابية مسبقة، في إطار سعيه لرئاسة اتحاد كرة القدم الجزائري، مؤكداً أنها مشاورات جماعية بهدف صياغة أفضل الاقتراحات للتعامل مع الوضع الاستثنائي الحالي.
وقال: «سنرفع كل الاقتراحات التي تقدمت بها الأندية إلى المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة لدراستها في الاجتماع المقرر الثلاثاء المقبل. أعتقد أنه لا بد من إعلان قرارات استثنائية بعيداً عن الحسابات الضيقة».
من جهة أخرى، جدد الدكتور بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء في الجزائر وعضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تطورات كورونا، تأكيده استحالة عودة النشاط الكروي في البلاد في الوقت الحالي، بالنظر للوضعية الوبائية لجائحة كورونا التي لا تزال مقلقة.
وقال بركاني إنه يمكن للاعبي الرياضات الفردية استئناف التدريبات، خصوصاً أولئك الذين يستعدون لدورة الألعاب الأولمبية، لكن ذلك ليس ممكناً في الوقت الحالي بالنسبة للرياضات الجماعية ومنها كرة القدم.
ومن جانبه، رفض شباب بلوزداد متصدر دوري الدرجة الأولى الجزائري لكرة القدم بشكل قاطع إلغاء الموسم المتوقف بسبب جائحة فيروس كورونا، بداعي أن ذلك سيضيع حقوق النادي ومجهود عدة شهور.
وقال توفيق قريشي المدير الرياضي والمتحدث باسم بلوزداد للإذاعة الجزائرية: «إلغاء الموسم يعني ذهاب مجهوداتنا هباء، وهو ما نرفضه بشكل قاطع، في حال اتخاذ مثل هذا القرار لن نسكت وسندافع عن حقوقنا».
وجاءت تصريحات قريشي بعدما قال خير الدين زطشي رئيس الاتحاد الجزائري، من وجهة نظر شخصية، إنه لا يساند فكرة منح اللقب لأي فريق في حال إلغاء الموسم.
وكان شباب بلوزداد يتصدر الدوري برصيد 40 نقطة قبل توقف المسابقة في مارس الماضي، بسبب الجائحة متقدماً بثلاث نقاط على وفاق سطيف ومولودية الجزائر.
يذكر أن نادي الزمالك المصري برئاسة مرتضى منصور قرر مؤخراً بالإجماع عدم استكمال مسابقة الدوري المصري لكرة القدم هذا الموسم.
وذكر النادي في بيان رسمي نشره على موقعه الإلكتروني، أن هذا القرار جاء بعد الاجتماع مع المدير الفني للفريق الفرنسي باتريس كارتيرون. ولم يتضمن البيان أي تفاصيل أخرى.
يذكر أن الزمالك يحتل المركز الرابع في ترتيب الدوري المصري برصيد 31 نقطة من 16 مباراة، متأخراً بفارق 18 نقطة كاملة عن غريمه التقليدي الأهلي (المتصدر)، علماً بأنه سيتم خصم ثلاث نقاط من رصيده بنهاية الموسم في حال استكمال البطولة كعقوبة موقعة عليه من الاتحاد المصري لكرة القدم بسبب انسحابه من لقاء القمة أمام الأهلي في فبراير الماضي.
من جانب آخر، أكد نادي بيراميدز أن اللجنة الطبية بالاتحاد المصري لكرة القدم تسلمت نتيجة المسحة الثانية التي خضع لها لاعبو الفريق الماضي، بعدما ظهرت سلبية نتيجة المسحة الأولى لجميع العاملين بالنادي.
وقال بيراميدز أمس (الجمعة): «نتيجة المسحة الثانية التي خضع لها جميع العاملين ببيراميدز سلبية كذلك، مثل نتيجة المسحة الأولى ليكون أول فريق خضع للمسحتين وجاءتا سلبية تماماً».
وأضاف: «نفذ بيراميدز جميع الاشتراطات المطلوبة من اللجنة الطبية، ووفر جميع الإجراءات الاحترازية وبات بمقدوره خوض التدريبات الجماعية في الأيام المقبلة عقب ثبوت سلبية المسحتين».
وكان جمال محمد علي، نائب رئيس اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة المصري أكد أن قرار عودة الدوري المحلي نهائي ولا رجعة فيه.
وقال جمال محمد علي في تصريحات تلفزيونية إنهم يتعاملون مع جميع الأمور «بشفافية واضحة واتحاد الكرة المصري عظم من دور الجمعية العمومية ونقلت وجهة نظرها للاتحاد الدولي لكرة القدم».
وأضاف: «قرار مجلس الوزراء المصري حسم الأمور وعودة النشاط الكروي باتت أمراً واقعاً وقرار استئناف مسابقة الدوري نهائي ولا رجعة فيه».
وأوضح أن مدربي أندية الدوري المصري طالبوا بـ6 أسابيع لتجهيز اللاعبين على أن تستأنف مسابقة الدوري منتصف أغسطس (آب).