المغرب يعتزم تصفية «التسويق والتصدير»

TT

المغرب يعتزم تصفية «التسويق والتصدير»

توقعت مصادر مطلعة في الرباط أن تقوم الحكومة المغربية بـ«حل وتصفية» إحدى أهم المؤسسات العمومية في البلاد، المعنية بعمليات التصدير، وهي «مكتب التسويق والتصدير».
وكان هذا الإجراء قد وضع ضمن جدول أعمال المجلس الحكومي الذي كان متوقعاً أن يلتئم أمس الخميس، للمصادقة على مشروع قانون يقضي بحل «مكتب التسويق والتصدير» وتصفيته، وتحويل أملاكه للدولة.
ويأتي هذا التوجه بعد تقرير صدر سنة 2016 عن «المجلس الأعلى للحسابات»، وهو أعلى هيئة رقابية في المغرب، خلص إلى أن هذه المؤسسة «غير قابلة للاستمرار في شكلها الحالي»، بسبب تعثر الإصلاحات المؤسساتية التي كان يفترض أن يخضع لها المكتب.
ويعدّ «مكتب التسويق والتصدير» مؤسسة عمومية أسست منذ منتصف عقد الستينات من القرن الماضي بهدف تأطير عمليات التصدير للخارج، لجلب العملة الصعبة. ويضم المكتب شركات فلاحية؛ أبرزها «شركة تسويق الحوامض والفواكه والخضر المغربية (سوكامار)»، التي تعد من أكبر وأهم شركات المكتب والتي ما زالت تمارس نشاطها.
ويقضي مشروع القانون بحل المكتب ونقل كامل ملكيته إلى الدولة من منقولات وعقارات بالمجان، كما ستنقل للدولة جميع الديون المستحقة للمكتب على زبائنه، وستقوم بتحصيلها لفائدة الموازنة، وستحل الدولة محل المكتب في جميع التزاماته وحقوقه، خصوصاً تلك الناشئة عن الصفقات والأشغال والخدمات وجميع الاتفاقيات التي أبرمها، والتي لم يتم تنفيذها. وسيكون على المكتب أن يحيل إلى الدولة أرشيفه وجميع الوثائق التي بحوزته، على أن يصدر نص تنظيمي يحدد كيفية تصفية المكتب، وقائمة المنقولات والعقارات المعنية بالتصفية أو بنقلها للدولة.
وعانى مكتب التسويق والتصدير على امتداد سنوات من مشكلات سوء التدبير، وكان موضوع تدقيقات ومراجعات عدة؛ منها تقرير للمفتشية العامة للمالية سنة 2010، وتقريران للمجلس الأعلى للحسابات عامي 2010 و2016. وتبين أن المكتب منح قروضاً لكثير من الفلاحين ولم يتمكن من استرجاعها، كما تراجعت قدراته التصديرية بعد تحرير قطاع التصدير، ووصلت ديونه المستحقة على الفلاحين إلى نحو 216 مليون درهم (21 مليون دولار).
وأمام صعوبة استرجاع الأموال، فقد فتحت ملفات عدة أمام القضاء. كما أظهرت التقارير أن عقارات عدة تابعة للمكتب جرى بيعها في ظروف غير شفافة، منها مقر المكتب في باريس، وأدى ذلك إلى فتح بحث قضائي، واعتقال المدير الأسبق للمكتب.
وفي يوليو (تموز) 2008، جرى تعيين مدير جديد للمكتب، هو نجيب ميكو، الذي سعى إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه، وتوجه لدعم الفلاحين الصغار وتعاونيات الاقتصاد التضامني وإنشاء أسواق تضامنية، إلا إن تطوير هذا التوجه الجديد، كان يتطلب تغيير الشكل القانوني لهذه المؤسسة لتصبح شركة مجهولة الاسم، فتم إعداد مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، لكن عندما عرض على مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، تحول إلى موضوع للجدل بسبب إثارة قضايا الفساد السابقة التي عرفها المكتب، وانتهى الأمر سنة 2015 بتشكيل لجنة تقصٍّ برلمانية حول وضعية هذه المؤسسة، وصدر تقرير برلماني يعمق أزمة هذه المؤسسة. ومنذ ذلك الحين بدأ الحديث عن تصفيتها، وهو ما سيتم عبر مشروع قانون.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.