دراسة تربط تلوث الهواء بسمنة الأطفال

طفل يعاني من السمنة يأخذ قيلولة في إحدى الحضانات بالصين (أرشيف - رويترز)
طفل يعاني من السمنة يأخذ قيلولة في إحدى الحضانات بالصين (أرشيف - رويترز)
TT

دراسة تربط تلوث الهواء بسمنة الأطفال

طفل يعاني من السمنة يأخذ قيلولة في إحدى الحضانات بالصين (أرشيف - رويترز)
طفل يعاني من السمنة يأخذ قيلولة في إحدى الحضانات بالصين (أرشيف - رويترز)

كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يعيشون في المدن التي تعاني من تلوث الهواء وكثافة سكانية عالية وبنية تحتية «غير صالحة للمشي» ولديهم آباء يدخنون، هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وارتبطت مستويات عالية من ثاني أكسيد النيتروجين داخل المنزل وخارجه إلى جانب الجسيمات التي تنتجها السيارات وحرق الوقود الأحفوري، بزيادة وزن الأطفال.
كما أن أولئك الذين يذهبون إلى المدرسة في مناطق مكتظة بالسكان مع القليل من الخدمات والمرافق، كانوا أكثر عرضة للخطر، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.
وارتفعت السمنة لدى الأطفال بمعدل ينذر بالخطر في جميع أنحاء العالم، وتؤثر الآن على ما يقرب من ثلث الأطفال في أوروبا.
وللحصول على النتائج، تابع العلماء أكثر من 1300 طفل يعيشون في ستة بلدان، بما في ذلك 200 طفل في برادفورد، المملكة المتحدة، من الولادة إلى سن السادسة إلى الحادية عشرة. وقاموا بقياس 77 حالة حمل و96 عامل تعرض بيئي، والتي شملت أيضاً المساحات الخضراء والملوثات الكيميائية مثل المبيدات الحشرية والفينولات والفثالات. ثم تم تحليلها باستخدام مفهوم «إكسبوسوم»، الذي يأخذ في الاعتبار العوامل المتعلقة بالنظام الغذائي وأسلوب الحياة والبيئة لتحديد ما كان له أكبر الأثر على صحة الأطفال.
واستخدمت الدراسة عينات البول والدم للكشف عن تعرض الأطفال للملوثات والمركبات الأخرى.
وتم تحديد بدانة الأطفال باستخدام مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر وكتلة الدهون في الجسم.
وكان هناك ما لا يقل عن 200 طفل تتم متابعتهم في كل مدينة. وسجلت هيراكليون في اليونان أعلى مستويات السمنة عند 43 في المائة. وأظهرت سابادل في إسبانيا ثاني أعلى مستويات السمنة عند 37 في المائة.
وظهر تقرير نشره «أصدقاء الأرض»، أن برادفورد كان لديها 15 موقعاً ملوثاً جداً في 2018. مع مستويات من ثاني أكسيد النيتروجين تفوق تلك المسموح بها.
وقالت الكاتبة والباحثة مارتين فريجهيد: «إن انتشار السمنة لدى الأطفال يتزايد بمعدلات تنذر بالخطر في جميع أنحاء العالم، وربما ازداد أكثر من المعتاد خلال فترة إغلاق فيروس كورونا».
وقالت ليدا تشاتزي، أستاذة الطب الوقائي بجامعة جنوب كاليفورنيا والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «توفر هذه النتائج دليلاً آخر على أن تعديل التعرض البيئي في وقت مبكر من الحياة يمكن أن يحد من خطر السمنة والمضاعفات المرتبطة بها». وأضافت: «إن الآثار المترتبة على الصحة العامة مهمة لأن هذه النتائج قد تساعد في تحديد التعرضات المرتبطة بالسمنة التي يمكن استهدافها للوقاية والتدخل في وقت مبكر من الحياة».
وأوضحت تشاتزي أن العلاقة بين السمنة والبيئة «تتماشى مع نتائج البحث السابق ويمكن تفسيرها من خلال عدم وجود فرص للأطفال للمشي أو الانخراط في أنشطة بدنية أخرى في الهواء الطلق».


مقالات ذات صلة

تقرير: القواعد العسكرية البريطانية تسرّب «مواد كيميائية سامة» إلى مياه الشرب

أوروبا قاعدة «مارهام» (سلاح الجو الملكي البريطاني)

تقرير: القواعد العسكرية البريطانية تسرّب «مواد كيميائية سامة» إلى مياه الشرب

تم تحديد 3 قواعد عسكرية بريطانية للتحقيق حولها؛ بسبب «مخاوف من احتمال تسريب مواد كيميائية سامة بصورة دائمة» إلى مصادر مياه الشرب ومواقع بيئية مهمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة المالك الجديد لمنتجع «ستدسانس» في السويد وخلفه براميل من الفضلات البشرية والعضوية تركها المالكان السابقان (موقع «داغنس نيهيتر»)

مالكا منتجع بيئي في السويد يتركان خلفهما 158 برميلاً من الفضلات البشرية

هرب زوجان دنماركيان من «منتجع الغابات» في السويد إلى غواتيمالا، وتركا وراءهما ديوناً ضريبية كبيرة و158 برميلاً من الفضلات البشرية والعضوية.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
صحتك خلصت الدراسة إلى أن تلوث التربة والماء يساهم في انتشار الأمراض غير المعدية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)

كارثة صامتة تهدد الملايين... دراسة تكشف سبباً خفياً لانتشار أمراض القلب

كشفت دراسة جديدة عن وجود صلة بين تلوث التربة والماء وأزمة أمراض القلب، وقد تسببت الأمراض المرتبطة بالتلوث في وفاة ملايين الأشخاص سنوياً حول العالم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم زجاجات بلاستيكية كُتب عليها «زجاجة مُعاد تدويرها 100 %» من كوكاكولا موضوعة على رف في متجر في ماريلاند الولايات المتحدة 25 مارس 2025 (أ.ف.ب)

تقرير: «كوكا كولا» مسؤولة عن مئات آلاف الأطنان من نفايات البلاستيك في المحيطات

بحلول عام 2030، ستكون شركة «كوكاكولا» مسؤولة عن أكثر من 600 ألف طن من النفايات البلاستيكية التي تُرمى في المحيطات والممرات المائية في مختلف أنحاء العالم سنوياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الإسمنت المعاد تدويره يتمتع بقوة مماثلة لنظيره البورتلاندي التقليدي (جامعة برينستون)

طريقة لتحويل ركام البناء إلى إسمنت عالي القوة

نجح مهندسون من جامعتيْ برينستون الأميركية وساو باولو البرازيلية في تطوير طريقة مبتكرة لإعادة تدوير مخلفات البناء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

التكنولوجيا تُواجه أقدام الفيلة: نظام تنبيه يُنقذ مئات الهنود

أفيال تلهو في الهند (أ.ب)
أفيال تلهو في الهند (أ.ب)
TT

التكنولوجيا تُواجه أقدام الفيلة: نظام تنبيه يُنقذ مئات الهنود

أفيال تلهو في الهند (أ.ب)
أفيال تلهو في الهند (أ.ب)

في غابات وسط الهند، يتتبَّع باحثون آثار أقدام الفيلة وفضلاتها ونهيمها؛ لاستخدامها في نظام تنبيه مصمَّم للحدِّ من حوادث الاصطدام التي تقضي على مئات البشر كل عام.

وتنقل «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن بوفان ياداف، الذي كان يرتدي قميصاً بألوان فريقه «أصدقاء الفيل»، قوله: «يجب ألاّ نُحدِث ضجّةً لكي نتجنَّب أي صدامات».

ويركّز بوفان و3 متتبّعين آخرين أنظارهم على الأرض؛ سعياً إلى اكتشاف أدنى علامة على مرور الفيلة، ويتوغّلون في الغابات الكثيفة بالقرب من محمية «أودانتي سيتانادي» للنمور، في ولاية تشاتيسغار.

وتصبُّ هذه المعلومات القيِّمة في تطبيق طوّرته شركة «كالبفيغ» الهندية، فيتولّى تحليلها وإرسال رسالة تنبيه على الفور إلى القرويين المعنيين.

ويلاحظ «الصندوق العالمي للطبيعة» أنّ عدد الأفيال الآسيوية الطليقة انخفض من 100 ألف في بداية القرن الـ20 إلى 50 ألفاً اليوم، معظمها في الهند.

وأسهم توسُّع المدن، وإزالة الغابات، والنشاط المنجمي التعديني، في دفع هذه الحيوانات للانتقال إلى مناطق من تشاتيسغار لم تُشاهَد فيها منذ عقود.

ويتابع ياداف، وهو واحد من 250 متتبِّعاً يعملون لحساب إدارة الغابات في الولاية: «نحاول إبقاء مسافة 200 متر من القطيع ليكون لدينا وقت للركض».

وأدّى اختفاء موطن الأفيال الطبيعي إلى ازدياد الاصطدامات بينها وبين البشر. ففي عامَي 2023 و2024، تَسبَّبَت أفيال برّية بمقتل أكثر من 600 شخص في الدولة الأكثر عدداً للسكان في العالم، وفق بيانات البرلمان.

وسُجِّلَت نسبة 15 في المائة من هذه الحوادث القاتلة طوال السنوات الـ5 الأخيرة في ولاية تشاتيسغار، مع أنّ نسبة الفيلة البرّية فيها لا تتعدّى 1 في المائة من مجمل عددها في الهند.

ومن الضحايا، مزارعة الأرزّ لاكشميباي التي قضت عام 2022 وهي في الـ50، عندما دهسها فيل بينما كانت تراقب حقلها في منطقة غارياباند. يُعلّق نجلها موهان سينغ غوند: «لقد باغتها ومزَّق جمجمتها».

وتؤكد السلطات أنَّ نظام التنبيه المموَّل من الحكومة أثمر تقليص عدد الضحايا بشكل كبير. ففي عام 2022، تسبَّبت الفيلة الضخمة في مقتل 5 أشخاص بمحيط محمية «أودانتي سيتانادي» للنمور. ومنذ بدء العمل بنظام الإنذار في فبراير (شباط) 2023، لم تسقط سوى ضحية واحدة.

بدوره، يوضح فارون جين الذي يُدير المشروع أنّ «القرويين يعطون أرقام هواتفهم الجوالة وبيانات الموقع الجغرافي، ويتلقّون اتصالات أو رسائل (تنبيه) عندما يكون الفيل على مسافة 5 كيلومترات منهم». وتُذاع تحذيرات أيضاً بواسطة مكبّرات الصوت في القرى.

ورغم ارتياح السكان إلى هذه المبادرة التي يمكن أن تُنقذ حياتهم، فإنهم لا يزالون يتوجَّسون من هذه الحيوانات الضخمة. وتقول كانتيباي ياداف العاملة في مجال الخدمات الصحية: «عند إصدار تنبيه، نُحجِم عن الذهاب إلى الغابة للبحث عن الطعام؛ لأننا نعلم أنَّ أي شيء يمكن أن يحدُث».

لكنّها تشكو «الخسائر» التي تُسبّبها هذه الفيلة، مضيفةً: «إنها تدمّر مزروعاتنا، وهي مصدر رزقنا الرئيسي». وترى أنّ «الحكومة يجب ألا تسمح للفيلة البرّية بالتجوّل بهذه الطريقة».

ويشير فارون جين إلى أنّ الهيئات المسؤولة عن الغابات تعمل على «تحسين موائل» هذه الفيلة بهدف ثَنيها عن دخول القرى بحثاً عن الطعام.

ويتأتَّى الخطر الأكبر على البشر من الفيلة الذكور الباحثة عن أنثى، إذ ترتفع لديها مستويات هرمون التستوستيرون، ويتّسم سلوكها بالطابع العنيف خلال فترة الوحدة هذه. وتشير تقديرات رسمية إلى أنّ «الفيلة المستوحدة تتسبَّب بـ80 في المائة من الحوادث».

ويؤكد جين أنّ نظام التنبيه أكثر فاعلية من إطلاق السهام التي تشلّ حركة الحيوان، أو من الأطواق العاملة بموجات الراديو التي توضع عادة للفيل الأكبر سناً؛ بغية رصد تحرّكات القطيع الذي يتبعها، مشيراً إلى أنّ «الفيل بالغ الذكاء إلى درجة أنه ينزع الطوق عنه بعد شهرين أو 3 أشهر».