أشهر مدرسة بريطانية تعتذر عن المعاملة العنصرية لطالب أسود في الستينات

مدرسة «إيتون» القريبة من وندسور بغرب لندن تأسست على يد الملك هنري السادس عام 1440 (غيتي)
مدرسة «إيتون» القريبة من وندسور بغرب لندن تأسست على يد الملك هنري السادس عام 1440 (غيتي)
TT

أشهر مدرسة بريطانية تعتذر عن المعاملة العنصرية لطالب أسود في الستينات

مدرسة «إيتون» القريبة من وندسور بغرب لندن تأسست على يد الملك هنري السادس عام 1440 (غيتي)
مدرسة «إيتون» القريبة من وندسور بغرب لندن تأسست على يد الملك هنري السادس عام 1440 (غيتي)

قال مدير مدرسة «إيتون كوليدج»، وهي واحدة من أشهر مدارس البنين في بريطانيا والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس عشر، الثلاثاء، إنه «فزع من المعاملة العنصرية» التي اشتكى منها أحد أوائل الطلاب السود الذين التحقوا بالمدرسة في ستينات القرن الماضي.
لكن تلك المعاملة كانت تختلف تماماً عن تلك التي تلقاها طالب آخر يدعى دلبي أونياما ألّف كتاباً بعدها سرد فيه تفاصيل المعاملة العنصرية التي تلقاها في المدرسة في عام 1972.
في مقابلة مع «بي بي سي» نُشرت الثلاثاء، ذكر أونياما أنه بعد صدور الكتاب بوقت قصير جرى إبلاغه بأنه لن يُسمح له بزيارة مدرسته مرة أخرى.
وقال لمقدم البرنامج: «ما فعلته المدرسة جعلني أنظر إليها بوصفها مؤسسة عنصرية».
عرض الكتاب صورة حية عن السخرية العنصرية التي تعرض لها، بما في ذلك زملاء الدراسة الذين كثيراً ما نسبوا درجاته الضعيفة إلى عرقه، وكثيراً ما اتهموه بالغش ودأبوا على مهاجمة والدته. ويتذكر أونياما في كتابه أنه سُئل ذات مرة: «هل يوجد في أنف والدتك عظمة (كغيرها من البشر)؟» (في إشارة إلى أنفها الأفطس).
وقد دفعت مقابلة «بي بي سي» المدرسة إلى إصدار اعتذار متأخر.
وقال سايمون هندرسون، الذي عُيّن مديراً لمدرسة «التون» عام 2015 حتى الآن، في بيان أن أولويته دائماً هي أن تكون المدرسة «مجتمعاً متعاطفاً وداعماً لجميع تلاميذها».
تأسست مدرسة «إيتون كوليدج» القريبة من وندسور بغرب لندن، على يد الملك هنري السادس عام 1440 وقد اكتسبت شهرتها من تعليم النخبة في بريطانيا، منهم الأمراء ويليام وهاري، والعديد من رؤساء وزراء بريطانيا السابقين بما في ذلك رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون، وجوستين ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري.
قال هندرسون إن «خطوات كبيرة قد تحققت منذ كان أونياما طالباً في مدرسة (إيتون)، لكن مع رفع ملايين الناس حول العالم أصواتهم احتجاجاً على التمييز العنصري وعدم المساواة، فإنه يتعين علينا كمؤسسة وكأشخاص التواضع للاعتراف بأنه لا يزال لدينا المزيد للقيام به».
يشكل التلاميذ السود حالياً 6% من عدد الطلاب في «إيتون»، فيما يشكل التلاميذ السود والآسيويون والأقليات العرقية ككل 19%.
وصرح هندرسون بأنه يود مقابلة أونياما الذي يعيش في نيجيريا حالياً، حسب ملفه الشخصي على منصة «فيسبوك»، مضيفا: «سأدعو السيد أونياما للاجتماع للاعتذار له شخصياً نيابةً عن المدرسة ولأوضّح له أنه مرحّب به دائماً في (إيتون)».
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
رياضة عالمية رودريغو بنتانكور (إ.ب.أ)

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إيقاف رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، 7 مباريات، بعد ملاحظة عنصرية من اللاعب القادم من أوروغواي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية لامين يامال يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة (أ.ف.ب)

كلاسيكو العالم: الريال يحقق في تعرض يامال لإساءات عنصرية

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، تعرض لإساءات عنصرية في مباراة الكلاسيكو التي فاز بها فريقه على ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (برلين)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».