مشروع إيراني سري لإنتاج مسحوق الألمنيوم للصواريخ

اختبار صاروخ باليستي إيراني في مكان لم تكشف عن طهران (أرشيفية - رويترز)
اختبار صاروخ باليستي إيراني في مكان لم تكشف عن طهران (أرشيفية - رويترز)
TT

مشروع إيراني سري لإنتاج مسحوق الألمنيوم للصواريخ

اختبار صاروخ باليستي إيراني في مكان لم تكشف عن طهران (أرشيفية - رويترز)
اختبار صاروخ باليستي إيراني في مكان لم تكشف عن طهران (أرشيفية - رويترز)

قالت وكالة «رويترز» للأنباء إن مسؤولا سابقا في الحكومة الإيرانية أطلعها على وثائق مشروع سري في إيران لإنتاج مسحوق الألمنيوم للصواريخ، وأوضحت أنه من المحتمل أن يؤدي الكشف عن هذا البرنامج لإنتاج مسحوق الألمنيوم إلى زيادة التدقيق من جانب واشنطن في الجهود الإيرانية لإنتاج الصواريخ.
وقالت «رويترز» في تقرير مطول إنه على أطراف الصحراء في إقليم خرسان الشمالي بشمال شرقي إيران وبالقرب من أكبر مكمن للبوكسايت تحت الأراضي الإيرانية، يقبع مجمع لإنتاج الألمنيوم أشادت به الحكومة على الملأ باعتباره جزءا أساسيا في مساعيها لزيادة الإنتاج من هذا المعدن.
غير أن هذا الموقع الذي لا يبعد كثيرا عن مدينة جاجرم يضم أيضا منشأة سرية أقامها «الحرس الثوري» الإيراني تنتج مسحوق الألمنيوم لاستخدامه في برنامج إيران الصاروخي، وذلك وفقا لما قاله مسؤول سابق في الحكومة الإيرانية وأظهرته وثائق تتعلق بالمنشأة، أطلع المسؤول وكالة «رويترز» عليها.
ويستخلص مسحوق الألمنيوم من البوكسايت ويعد مكونا رئيسيا في صناعة وسائل الدفع التي تعمل بالوقود الصلب لإطلاق الصواريخ، وقال المسؤول السابق إن إيران بدأت إنتاج المسحوق للاستخدام العسكري قبل أكثر من خمس سنوات.
وكان المسؤول السابق رئيسا للعلاقات العامة ومندوب الشؤون البرلمانية في مكتب نائب الرئيس للشؤون التنفيذية وهو المكتب الذي كان يشرف في ذلك الوقت على بعض السياسات الاقتصادية.
وقال المسؤول السابق، واسمه أمير مقدم، إنه زار المنشأة غير المعروفة مرتين وإن الإنتاج كان مستمرا عندما رحل عن إيران في عام 2018.
وقد بدأ إنتاج مسحوق الألمنيوم في إيران للاستخدام في الصواريخ، وهو الأمر الذي لم يسبق نشر شيء عنه من قبل، في ظل العقوبات الدولية التي تهدف لمنع المساعي الإيرانية للحصول على تكنولوجيا متطورة لصناعة الأسلحة، وتعتبر الولايات المتحدة وحلفاؤها قدرات إيران الصاروخية تهديدا للمنطقة وللعالم.
واطلعت «رويترز» على أكثر من عشر وثائق تتعلق بمشروع مسحوق الألمنيوم والمعنيين به بتواريخ مختلفة من 2011 إلى 2018. وإحدى هذه الوثائق رسالة موجهة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، من أحد قادة «الحرس الثوري» وصفت الدولة الإيرانية شقيقه بأنه «أبو برنامج الصواريخ الإيراني».
وفي الرسالة وصف محمد طهراني مقدم منشأة جاجرم بأنها «مشروع لإنتاج وقود الصواريخ من مسحوق معدني»، وقال إنها تلعب دورا كبيرا في «تحسين قدرة البلاد على الاكتفاء الذاتي في إنتاج الوقود الصلب للصواريخ».
ولا تحمل الرسالة تاريخا لكن يبدو من الإشارات الواردة فيها أنها ترجع لعام 2017.
وردا على استفسارات من «رويترز»، قال علي رضا مير يوسفي، المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك: «ليست لدينا معلومات عن هذه الادعاءات ولا عن صحة الوثائق»، وذكر: «نحن نؤكد مجددا أن إيران ليست لديها أي نية لإنتاج رؤوس حربية أو صواريخ نووية».
وتصر إيران منذ فترة طويلة أن برنامجها الصاروخي مخصص للأغراض الدفاعية فقط، ويشرف «الحرس الثوري» على برنامج الصواريخ.
ولم يرد مكتب العلاقات العامة بـ«الحرس الثوري» على أسئلة عندما تم الاتصال به هاتفيا للتعليق على فحوى هذا التقرير، ولم يرد مكتب خامنئي ومكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، على استفسارات «رويترز» التي قالت إن محمد طهراني مقدم لم يرد على طلبات للتعليق، وإنه لا تربطه صلة قرابة بأمير مقدم المسؤول السابق الذي ذكر تفاصيل البرنامج لوكالة الأنباء.
ويقول المسؤول الإيراني السابق الذي يعيش الآن في فرنسا إنه غادر إيران في 2018 بعد أن وجهت إليه اتهامات بإثارة القلاقل في أعقاب تصريحات علنية أدلى بها عما يقول إنه فساد بعض المسؤولين الحكوميين، وذكر أنه يريد فضح البرنامج لأنه يعتقد أن طموحات إيران الصاروخية ليست في مصلحة الشعب الإيراني.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات واسعة على إيران منها عقوبات تستهدف قطاع المعادن في إيران وبرنامج الصواريخ الباليستية، ومن هذه العقوبات قيود على العمليات في قطاع الألمنيوم الإيراني والصفقات المرتبطة به.
كما تستهدف العقوبات «الحرس الثوري» والأطراف الثالثة التي تقدم دعما ماديا أو تبرم صفقات معينة مع «الحرس»، ولوزارة الخزانة الأميركية دور أساسي في إدارة هذه العقوبات.
وسئل متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية عما إذا كان ما توصلت إليه «رويترز» عن إنتاج مسحوق الألمنيوم للأغراض العسكرية يمثل انتهاكا للعقوبات، فقال: «وزارة الخزانة تأخذ أي تقارير عن أي تصرف يحتمل أن يكون خاضعا للعقوبات على محمل الجد وفي حين أننا لا نعلق على أي تحقيقات محتملة فنحن ملتزمون باستهداف أولئك الأشخاص الذين يدعمون النظام الإيراني وأنشطته الخبيثة في مختلف أنحاء العالم في إطار صلاحياتنا».
وقد فرضت الأمم المتحدة قيودا على أنشطة إيران فيما يتعلق بالنشاط في مجال الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.
وذكر متحدث أنه من غير الواضح ما إذا كانت الأنشطة الخاصة بمسحوق الألمنيوم التي كشفت عنها «رويترز» تعد انتهاكا لهذه القيود.
وقال خوسيه لويس دياز، المتحدث باسم إدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، إن «مجلس الأمن لم يوضح ما إذا كانت قدرة إيران على إنتاج مسحوق الألمنيوم للاستخدام في الدفع الصاروخي لا تتفق مع التدابير المقيدة».

خواص تفجيرية
وذكر مايكل إيلمان، مدير برنامج عدم الانتشار النووي والسياسة النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، أن إنتاج مسحوق الألمنيوم للاستخدام في الدفع الصاروخي سيتيح لإيران قدرة أكبر على التحكم في سلسلة الإمدادات وجودتها.
ووفقا للوثائق المتعلقة ببرنامج مسحوق الألمنيوم التي اطلعت عليها «رويترز» تتولى شركة إيران ألومينا إدارة منشأة جاجرم، وهذه الشركة تابعة لمؤسسة المناجم وتنمية وتحديث الصناعات المنجمية الإيرانية وهي الشركة القابضة المملوكة للدولة في قطاع المناجم والتعدين.
ولم ترد الشركة ولا المؤسسة على طلبات للتعليق، ويقول موقع شركة إيران ألومينا الإلكتروني إنها تدير منجما للبوكسايت ومنشأة لإنتاج الألمنيوم في مجمع يقع على مسافة عشرة كيلومترات تقريبا إلى الشمال الشرقي من جاجرم.
ويتم تحويل مادة البوكسايت إلى الألومينا التي تستخدم في إنتاج معدن الألمنيوم. ويصنع مسحوق الألمنيوم من المعدن، ويستخدم المسحوق في منتجات شتى من الطلاء إلى الإلكترونيات إلى الألواح الشمسية والألعاب النارية، وبسبب خواصه التفجيرية يعد مسحوق الألمنيوم أيضا عنصرا رئيسيا في وسائل الدفع بالوقود الصلب المستخدمة في إطلاق الصواريخ، وعند مزج المسحوق بمادة تحتوي على الأكسجين تنطلق كمية هائلة من الطاقة.
وفي 2010 أضافت الحكومة البريطانية شركة إيران ألومينا إلى قائمة الكيانات الإيرانية التي تعتقد أنها قد تستخدم بضائع مشتراة لأغراض عسكرية أو لأسلحة الدمار الشامل.
والغرض من هذه القائمة هو تنبيه التجار الذين يأملون بيع منتجات لهذه الكيانات إلى أنهم قد يحتاجون للتقدم بطلب للحصول على إذن بالتصدير، وتم سحب تلك القائمة في 2017 في أعقاب رفع عدد كبير من عقوبات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي التي كانت سارية على إيران.
وسألت «رويترز» الحكومة البريطانية عن إنتاج إيران مسحوق الألمنيوم للاستخدامات العسكرية، فقالت، في بيان: «لدينا بواعث قلق كبيرة وقديمة عن برنامج الصواريخ الباليستية لدى إيران والذي يعمل على زعزعة استقرار المنطقة، ويمثل تهديدا للأمن الإقليمي»، وأضاف البيان أن قيام إيران بتطوير صواريخ باليستية ذات قدرة نووية وما يتصل بها من تكنولوجيات «لا يتفق مع» قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 الساري منذ 2015 والذي يدعو إيران للإحجام عن الأنشطة المتعلقة بالصواريخ الباليستية المصممة للاستخدام في الأسلحة النووية.

اعتراض شحنة
منذ فترة طويلة تستهدف الأمم المتحدة الأنشطة الصاروخية الإيرانية في إطار المساعي الرامية للحد مما يشتبه أنه برنامج نووي لدى إيران، وفي يونيو (حزيران) 2010 تبنى مجلس الأمن القرار رقم 1929 الذي قيد إنتاج إيران للصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية ومنع الدول الأخرى من تزويد إيران بالتكنولوجيا أو المساعدة التقنية المتعلقة بهذه الصواريخ.
وفي سبتمبر (أيلول) 2010 اعترضت السلطات في سنغافورة شحنة مكونة من 302 أسطوانة من مسحوق الألمنيوم في طريقها إلى إيران وكان منشأها الصين وفقا للجنة تابعة للأمم المتحدة تراقب الالتزام بقرار مجلس الأمن.
وقالت اللجنة في تقرير صدر في 2011 إن خبيرا في الصواريخ الباليستية أبلغها أن محتوى الشحنة من مسحوق الألمنيوم عالي الجودة «مؤشر على أن الاستخدام النهائي المرجح هو الدفع الصاروخي».
ووفقا لما يقوله أمير مقدم وتوضحه اثنتان من الوثائق التي اطلعت «رويترز» عليها فقد كان العمل يجري بحلول عام 2011 في تجهيز منشأة جاجرم.
وبإحدى الوثائق رسالة بتاريخ أكتوبر (تشرين الأول) 2011 موجهة إلى الميجر جنرال حسن طهراني مقدم الذي كان آنذاك رئيسا للبرنامج الصاروخي بـ«الحرس الثوري» من مجيد قاسمي فايز آبادي العضو المنتدب لشركة إيران ألومينا في ذلك الوقت.
وكتب قاسمي يقول إنهم توصلوا بناء على أوامر الميجر جنرال إلى موقع يصلح للمشروع بالقرب من «مطار مهجور» على مقربة من مدينة جاجرم، وطلب قاسمي أيضا تمويلا قدره 18 مليون دولار من صندوق الثروة السيادي الإيراني لبناء المصنع.
ولم تستطع «رويترز» التحقق مما إذا كان الصندوق واسمه صندوق التنمية الوطنية الإيراني قد ساهم في المشروع، ولم يتسن التواصل معه للتعليق عن طريق الهاتف ولم يرد على طلب أرسل إليه عن طريق السفارة الإيرانية في لندن.
وتتعلق بعض الوثائق التي اطلعت عليها «رويترز» بتدخلات من أفراد «الحرس الثوري» ومسؤولين إيرانيين لدى السلطات القضائية بالنيابة عن قاسمي توضح المشروع السري ودوره فيه.
وكان قاسمي قد اعتقل في إيران في 2015 باتهامات بالفساد فيما يتصل بتعاملات مالية مرتبطة بشركة إيران ألومينا، وفقا لما ورد في الوثائق.
وقال أمير مقدم إن السلطات أفرجت فيما بعد عن قاسمي دون توجيه اتهامات إليه، ولم يرد قاسمي على طلبات للتعليق.
ولا تربط حسن طهراني مقدم الرئيس السابق المتوفى لبرنامج الصواريخ في «الحرس الثوري» الإيراني صلة قرابة بأمير مقدم.

البحث عن مصادر للمعدات
توضح الرسائل التي اطلعت عليها «رويترز» أن شركة إيران ألومينا أجرت مباحثات مع شركة صينية تناولت الحصول على معدات.
والشركة الصينية التي ورد اسمها في الوثائق هي شركة الإنشاءات والهندسة الخارجية الصينية للصناعات المعدنية غير الحديدية المعروفة اختصارا بالأحرف الإنجليزية إن إف سي.
وفي الرسالة المؤرخة في أكتوبر 2011 الموجهة لرئيس برنامج الصواريخ بـ«الحرس الثوري» كتب قاسمي العضو المنتدب لشركة إيران ألومينا يقول: «اتباعا لتعليماتك توصلنا إلى اتفاق مع السيد لي شياو فنغ لتوريد جزء من الآلات والمعدات المطلوبة عن طريق شركة إن إف سي الصينية» من شركة ألمانية وشركة يابانية، وتضمن موضوع الرسالة عبارة «مسحوق الألمنيوم».
وطبقا لما ورد في رسالة بعث بها لي شياو فنغ بعد شهرين إلى قاسمي فقد كان المسؤول الصيني يشغل منصب مساعد الرئيس ومدير الشؤون القانونية بشركة إن إف.سي.
ولم يتضح من الوثائق المصدر الذي اشترت منه شركة إيران ألومينا في النهاية المعدات التي استخدمتها، ولم تتمكن «رويترز» من التعرف على الشركتين الألمانية واليابانية المشار إليهما في الرسالة، ولم يتسن الاتصال بمسؤول الشركة الصينية لي.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الصينية ردا على أسئلة عن شركتي إن إف سي وإيران ألومينا إنها لا علم لها «بالوضع الذي تصفونه».
وأضافت أن الصين تلتزم التزاما حرفيا «بالالتزامات الدولية فيما يتعلق بعدم الانتشار النووي بما في ذلك القرارات التي يصدرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
وذكرت إن إف سي لـ«رويترز» أنها «لم تصدّر أو تساعد أي طرف في الحصول على أي تكنولوجيا أو معدات أو خدمات تتصل بإنتاج مسحوق الألمنيوم لأي غرض من الأغراض»، وقالت الشركة إن نشاطها يقتصر على «مجالات الاستخدام المدني».
وأضافت أنها تراعي القوانين واللوائح السارية في الصين والدول المضيفة وتلتزم بالقرارات المعنية التي يصدرها مجلس الأمن.
ويقول موقع إن إف سي على الإنترنت إن إيران من أسواقها، ويتضمن نشرة إخبارية تصف مصنع الألومينا في جاجرم بأنه «مشروع للتعديل التقني تولته إن إف سي»، ولم ترد الشركة الصينية على أسئلة عما إذا كانت قد قدمت معدات وتكنولوجيا وخدمات لشركة إيران ألومينا فيما يتصل بإنتاج مسحوق الألمنيوم.

«تجاوز العقوبات»
قال مقدم المسؤول السابق الذي يعيش الآن في فرنسا لـ«رويترز» إنه زار منشأة جاجرم مرتين في 2015 وحضر عدة اجتماعات في طهران بين مسؤولي الحكومة ومديري شركة إيران ألومينا.
وأضاف أن مديري الشركة كانوا «يطلبون إتاحة عملات أجنبية ويقولون إن مشروعهم العسكري بحاجة للدعم الحكومي لتجاوز العقوبات».
ولم يرد مكتب نائب الرئيس للشؤون التنفيذية على طلبات للتعليق.
وفي أعقاب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في 2015 تم رفع الشروط السابقة التي كان مجلس الأمن يفرضها على نشاط الصواريخ الباليستية وأصبح قرارا جديدا ساري المفعول.
ودعا القرار 2231 طهران إلى الإحجام عن النشاط المتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة بقدرة على حمل الأسلحة النووية، وتقول إيران وبعض حلفائها إن صياغة هذا القرار لا تجعله ملزما.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن مجلس الأمن لم يؤكد أن إنتاج مسحوق الألمنيوم يخضع لهذا القرار لأن هذه المادة يمكن أن تستخدم في وسائل الدفع في الصواريخ التي لا تستخدم في حمل أسلحة نووية.
وأضاف أن أمانة الأمم المتحدة ليست في وضع يتيح لها تأكيد ما إذا كان إنتاج المسحوق للأغراض العسكرية يقع ضمن اختصاص القرار السابق 1929.



عبداللهيان: نأسف لقرار الاتحاد الأوروبي فرض قيود إضافية على إيران

وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان (د.ب.أ)
وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان (د.ب.أ)
TT

عبداللهيان: نأسف لقرار الاتحاد الأوروبي فرض قيود إضافية على إيران

وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان (د.ب.أ)
وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان (د.ب.أ)

عبّر وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، اليوم الثلاثاء، عن أسفه لقرار الاتحاد الأوروبي فرض المزيد من القيود «غير القانونية» على إيران لممارستها «حقها في الدفاع عن النفس» في مواجهة هجوم إسرائيل، وفق ما ذكرته وكالة أنباء العالم العربي.

واتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ الأسبوع الماضي على توسيع العقوبات ضد طهران في أعقاب الهجوم الذي شنّته بالصواريخ الباليستية والمسيّرات على إسرائيل.

كانت انفجارات دوت في مدينة أصفهان بوسط إيران، الجمعة الماضي، وقال القائد العام للجيش الإيراني عبدالرحيم موسوي إنها ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية لعدد من «الأجسام الطائرة»، فيما نشر التلفزيون الرسمي مقطعاً مصوراً قال إنه لتفعيل الدفاعات الجوية في أصفهان.

جاءت هذه التطورات الأخيرة بعد أيام قليلة من هجوم شنته إيران بمئات المسيّرات والصواريخ على إسرائيل، وذلك بعد مقتل قائد كبير في «الحرس الثوري» الإيراني في هجوم يُعتقد أنه إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.


الجيش: دوي صفارات الإنذار في شمال إسرائيل

دمار بعد قصف لـ«حزب الله» على شمال إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
دمار بعد قصف لـ«حزب الله» على شمال إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش: دوي صفارات الإنذار في شمال إسرائيل

دمار بعد قصف لـ«حزب الله» على شمال إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
دمار بعد قصف لـ«حزب الله» على شمال إسرائيل (أرشيفية - رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي، في بيان اليوم (الثلاثاء)، إن صفارات الإنذار دوت في المطلة شمال إسرائيل.

ولم يذكر البيان الذي نشره الجيش على «تلغرام» المزيد من التفاصيل، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.

وأعلن «حزب الله»، في وقت متأخر أمس (الاثنين)، مقتل أحد عناصره في هجمات إسرائيلية على جنوب لبنان.

وأضاف في بيان أن العنصر الذي لقي حتفه هو محمد خليل عطية.

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


توسيع العقوبات الأوروبية على إيران


اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس (د.ب.أ)
اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس (د.ب.أ)
TT

توسيع العقوبات الأوروبية على إيران


اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس (د.ب.أ)
اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس (د.ب.أ)

اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ، أمس، على توسيع العقوبات ضد طهران في أعقاب الهجوم الذي شنّته بالصواريخ الباليستية والمسيّرات على إسرائيل.

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، للصحافيين بعد الاجتماع: «توصلنا إلى اتفاق سياسي من أجل توسيع نظام (العقوبات) الحالي للطائرات من دون طيار من أجل تغطية الصواريخ وإمكانية نقلها إلى روسيا». وأضاف أنه سيتم توسيع العقوبات لتشمل تسليم الطائرات المسيّرة والصواريخ إلى وكلاء طهران في المنطقة.

وقبل الاجتماع قالت حجة لحبيب، وزيرة الخارجية البلجيكية، إن العقوبات الجديدة يجب أن تشمل «الحرس الثوري». وأوضحت في تصريحات للصحافيين أن دول التكتل لم تتوصل إلى توافق بعد بشأن الأسس القانونية لتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية. وتابعت قائلة: «سنناقش الأمر معاً».


العراق وتركيا... أول خطوة على «طريق التنمية»

رئيس الوزراء العراقي مستقبلا الرئيس التركي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي مستقبلا الرئيس التركي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

العراق وتركيا... أول خطوة على «طريق التنمية»

رئيس الوزراء العراقي مستقبلا الرئيس التركي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي مستقبلا الرئيس التركي في بغداد أمس (إ.ب.أ)

خطا العراق وتركيا، أمس، أولى الخطوات باتجاه التنمية المشتركة، وذلك خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى بغداد ومنها إلى أربيل في زيارة وُصفت بأنها «تاريخية»؛ إذ جاءت بعد 12 عاماً على آخر زيارة له إلى العاصمة العراقية.

ورعى رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وإردوغان، في بغداد توقيع 26 مذكرة أبرزها مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات للتعاون في «مشروع طريق التنمية» الاستراتيجي.

وفي ضوء التصريحات المتبادلة، يبدو أن بغداد وأنقرة في طريقهما إلى طيّ صفحة الخلافات المعقدة التي أرهقت علاقتهما على مدى عقود طويلة من الزمن.

وبينما أكدت الحكومة العراقية أهمية هذه الزيارة، إلى بغداد وأربيل، وآفاقها المستقبلية على صعيد العلاقات بين البلدين، وصف رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني زيارة إردوغان إلى بغداد بأنها «تاريخية»، مرحّباً به في الوقت نفسه لزيارة أربيل ومناقشة القضايا المهمة.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن «تركيا تعتزم تطوير التعاون مع العراق في مختلف المجالات بما فيها مكافحة الإرهاب».


الجيش الإسرائيلي: كتيبة «نيتسح يهودا» ملتزمة بمبادئ القانون الدولي

جنود من وحدة «نيتسح يهودا» في الضفة الغربية (إكس)
جنود من وحدة «نيتسح يهودا» في الضفة الغربية (إكس)
TT

الجيش الإسرائيلي: كتيبة «نيتسح يهودا» ملتزمة بمبادئ القانون الدولي

جنود من وحدة «نيتسح يهودا» في الضفة الغربية (إكس)
جنود من وحدة «نيتسح يهودا» في الضفة الغربية (إكس)

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم (الاثنين)، إن كتيبة «نيتسح يهودا» تشارك في الحرب التي تدور رحاها حالياً في قطاع غزة «بشجاعة ومهنية»، مؤكداً أنها «ملتزمة بقيم جيش الدفاع ومبادئ القانون الدولي»، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي».

وذكرت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات على وحدة «نيتسح يهودا» التي تنفذ عمليات في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد أن فرضت واشنطن، يوم الجمعة، سلسلة جديدة من العقوبات على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية بسبب ازدياد العنف ضد الفلسطينيين.

وقال أدرعي للوكالة: «على مدار السنوات الأخيرة، يؤدي مقاتلو الكتيبة دوراً محورياً في النشاطات العملياتية الجارية على مدار الساعة في سبيل الحفاظ على أمن مواطني دولة إسرائيل، إلى جانب أنها كتيبة رائدة فيما يتعلق بدمج اليهود الأرثوذكس المقاتلين في صفوف جيش الدفاع».

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل تخشى أن تفرض دول غربية أخرى عقوبات على وحدات عسكرية إسرائيلية، قال المتحدث: «إذا تم اتخاذ قرار (بشأن فرض عقوبات) فسيتم النظر فيه. جيش الدفاع سيواصل العمل على التحقيق في كل حدث استثنائي بشكل موضوعي وحسب أصول القانون».

وقال عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، في بيان أمس، إنه طلب من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إعادة النظر في قرار فرض عقوبات على وحدة «نيتسح يهودا».

وأضاف غانتس أن فرض عقوبات على «نيتسح يهودا» سيضر بشرعية إسرائيل في وقت الحرب، قائلاً إنها ليست مبررة لأن إسرائيل لديها نظام قضائي مستقل وتلتزم جميع وحدات الجيش بالقانون الدولي.

وذكر موقع «أكسيوس» الإخباري، أول من أمس، نقلاً عن ثلاثة مصادر أميركية مطلعة، أن العقوبات على «نيتسح يهودا» تتصل بانتهاكات لحقوق الإنسان في الضفة الغربية، وستتضمن حظراً على الوحدة وأعضائها من تلقي أي تدريب أو مساعدة عسكرية أميركية.


استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية والهروب من الإخفاق الأساسي

نتنياهو يزور جنود وحدة ديفورا التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي يناير الماضي (د.ب.أ)
نتنياهو يزور جنود وحدة ديفورا التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي يناير الماضي (د.ب.أ)
TT

استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية والهروب من الإخفاق الأساسي

نتنياهو يزور جنود وحدة ديفورا التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي يناير الماضي (د.ب.أ)
نتنياهو يزور جنود وحدة ديفورا التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي يناير الماضي (د.ب.أ)

كان من الممكن أن تتحول استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، أهارون هاليفا، الاثنين، من منصبه، على خلفية الإخفاقات في رصد ومنع هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى حدث جلل يهز المجتمع الإسرائيلي ويُحدِث فيه زلزالاً سياسياً بدرجة عالية في سلم ريختر.

فهذه هي أضخم شعبة في الجيش الإسرائيلي، ومسؤولة عن رصد تحركات العدو، وتحليل المعلومات الهائلة التي تتجمع لديها، واستخلاص الاستنتاجات إزاء نياتها، ومسؤولة عن التحذير من النشاطات والنيات الحربية، وبناء على تقديراتها يتم وضع الخطط الحربية الإسرائيلية.

وقد تم تحميل هذه الشعبة المسؤولية عن الإخفاقات في حرب أكتوبر 1973، وباتت هذه الحرب عاراً على «أمان» كان صعباً محوه طيلة 50 عاماً. ولذلك فإن الإخفاق في رصد هجوم «حماس» كان ذا أثر مضاعف. وزاد الطين بلة أن هاليفا شخصياً تلقى معلومات عن «تحركات غير عادية» في صفوف «حماس» في الثالثة فجر يوم السابع من أكتوبر، أي قبل 3 ساعات ونصف الساعة من وقوع الهجوم. وكان عندها في رحلة استجمام عائلية في إيلات، لكنه قرّر تأجيل متابعة الموضوع وبقي في الفندق.

متظاهرة إسرائيلية ضد الحكومة ترفع لافتة خارج مبنى الكنيست في القدس نهاية مارس تطالب بوقف الحرب (إ.ب.أ)

أمام هذه المعطيات كان هاليفا ينوي الاستقالة بعد الحرب مباشرة، لكن قيادة الجيش منعته من ذلك، وقيل له إن جميع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يجب أن يستقيلوا «فهم جميعاً شركاء في الإخفاق». وهي لا تريد أن يتم تعيين قادة مكانهم من طرف نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، خوفاً من أن يلوثوا هذه الأجهزة بالفساد، وأن يرشحوا للمناصب الحساسة أشخاصاً ينفذون إرادة رئيس الحكومة، ويفضلونها على الحسابات العسكرية المهنية. وأعلنوا جميعاً، في حينه، أنهم ينوون الاستقالة بعد الحرب.

رئيس شعبة الاستخبارات أهارون هاليفا خلال زيارة للجنود الإسرائيليين في غزة نهاية ديسمبر الماضي (موقع الجيش الإسرائيلي)

ويعتقد بأن هاليفا اختار هذا الموعد للاستقالة، مع رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، في إشارة إلى الجمهور بأن الحرب في غزة قد انتهت منذ فترة طويلة ولم تعد مجدية، مع اتهام الحكومة بالاستمرار فيها فقط؛ لأن مصلحة نتنياهو تقتضي ذلك؛ خدمة لأغراضه الشخصية المرتبطة بمحاكمة الفساد وأغراضه الحزبية.

لكنّ اليمين يفند هذا الزعم ويقول إن هاليفا استقال الآن بسبب إخفاق أمني جديد مسجل على جبينه. فهو فشل أيضاً في معرفة كيفية رد إيران على العملية الإسرائيلية التي نفذت في دمشق، وتمت خلالها تصفية القائد في «الحرس الثوري» محمد رضا زاهدي ومجموعة من كبار المسؤولين معه، في مبنى القنصلية الإيرانية.

وقد جاء لافتاً للنظر أن رسالة الاستقالة التي وجهها هاليفا لرئيس الأركان، تشير إلى تحمل مسؤولية باسم شعبة الاستخبارات، ولا تتطرق للمسؤولية الشخصية. وتحتوي أيضاً على مطلب بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات 7 أكتوبر. فهذه الصيغة تخبئ وراءها مضموناً مهماً، فجميع قادة الجيش والمخابرات أعلنوا أنهم يتحملون المسؤولية الإدارية وليس الشخصية عن الإخفاق.

أقارب الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب مطالبين الحكومة بوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم (أ.ف.ب)

وفي الوقت نفسه، يعتقدون أن نتنياهو يتحمل المسؤولية الكبرى، ليس فقط بوصفه المسؤول الأول، بل لأنهم كانوا قد حذروه من هجوم من «حماس» و«حزب الله»، ولكنه لم يكترث. فقد أبلغوه أن الإجراءات المتطرفة التي يقودها وزراء اليمين ضد الفلسطينيين، مثل الاقتحامات للمسجد الأقصى، وانفلات المستوطنين واعتداءاتهم على الفلسطينيين، والممارسات ضد الأسرى، وإغلاق آفاق التسوية السياسية، سوف تفجر توتراً كبيراً في وجه إسرائيل. لكن نتنياهو لم يكترث، رغم أنهم حذروه شفهياً، ثم كتبوا تحذيراتهم في مذكرة خطية رسمية سربوها للصحافة، ولم يكترث أيضاً، ولذلك فهو المسؤول الأول عن هجوم «حماس»، وهو أيضاً مسؤول عن تقوية «حماس» على السلطة الفلسطينية، وتعزيز الانقسام.

اجتماع حكومة الحرب في تل أبيب يوم 18 يناير (المكتب الإعلامي الحكومي الإسرائيلي - د.ب.أ)

من جهته، يرفض نتنياهو تحمل أي مسؤولية، ويشغل المجتمع الإسرائيلي في الحرب؛ كي يطيل مدة تأجيل التحقيق، بل يحاول أن يجعله تحقيقاً متواضعاً وموجهاً من لجنة حكومية، ولذلك يركز هاليفا على «لجنة تحقيق رسمية»، أي لجنة مستقلة برئاسة قاض، وتتمتع بصلاحيات قضائية.

وهنا تنبغي الإشارة إلى أنه حتى لو شكلت لجنة تحقيق رسمية، فإن نتنياهو سيحاول تقييد نطاق تحقيقاتها؛ كي لا تطاله براثنها. وهذه مشكلة كبيرة يعاني منها المجتمع السياسي الإسرائيلي ويجعلها نهجاً له. فالمعروف أن الإخفاق الأول عن هذه الحرب وما سبقها من حروب، كان من قِبل السياسة الإسرائيلية التي تعتمد على القوة، وعلى التهرب من التسوية السياسية.

المصافحة التاريخية برعاية الرئيس كلينتون بين ياسر عرفات وإسحاق رابين بعد توقيع اتفاق أوسلو بواشنطن 13 سبتمبر 1993 (غيتي)

أيضاً في حرب أكتوبر 1973، نجحت القيادة السياسية في التملص من حقيقة أساسية، هي أن مصر كانت قد عرضت مسيرة سياسية للسلام مع إسرائيل، لكن الحكومة برئاسة غولدا مئير رفضت العرض وتمسكت بسياسة القوة الحربية، ولو أنها وافقت لكانت حقنت الكثير من الدماء الإسرائيلية والعربية.

أما حكومة نتنياهو فاتسمت بإجهاض الحلول السلمية، وأجهضت «اتفاقيات أوسلو» التي كانت بمثابة مسار سياسي سلمي، والهدف الذي وضعه رئيس الحكومة الإسرائيلية إسحاق رابين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لهذه الاتفاقيات هو أن تتحول إلى تسوية دائمة.


الأوروبيون لفرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف برامج المسيرات والصواريخ

الرئيس الفرنسي مع مساعده العسكري متأهباً لمؤتمره الصحافي في 18 أبريل في بروكسل (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي مع مساعده العسكري متأهباً لمؤتمره الصحافي في 18 أبريل في بروكسل (أ.ف.ب)
TT

الأوروبيون لفرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف برامج المسيرات والصواريخ

الرئيس الفرنسي مع مساعده العسكري متأهباً لمؤتمره الصحافي في 18 أبريل في بروكسل (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي مع مساعده العسكري متأهباً لمؤتمره الصحافي في 18 أبريل في بروكسل (أ.ف.ب)

قطعاً، ستكون إيران مخطئة تماماً إذا رأت أن التصعيد بينها وبين إسرائيل وما له من تبعات على المستويين الإقليمي والدولي قد طويت صفحته أو أن تصريحات وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في نيويورك، على هامش مشاركته في أعمال مجلس الأمن الخاصة بقبول فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، قد هدأت من روع الغربيين، وستمنعهم من اتخاذ تدابير عقابية بحق طهران. ذلك أن التكتيك السياسي الغربي القائم على دفع إسرائيل إلى عدم الرد على الهجوم الجوي الإيراني بالمسيرات والصواريخ أو على الأقل الرد بالحد الأدنى (كما حدث)، يقوم على الوعد بعزل إيران سياسياً وبفرض عقوبات إضافية عليها.

وفي سياق تحويل الوعود إلى قرارات، سارع القادة الأوروبيين في اليوم الأول من قمتهم الاستثنائية في بروكسل، الأربعاء الماضي، إلى إقرار مبدأ توسيع العقوبات على إيران لتشمل برامج الطائرات المسيرة والصواريخ بأنواعها أي على الأسلحة التي استخدمتها طهران في هجماتها على إسرائيل. وطلب القادة الـ27 من وزراء الخارجية الاتفاق على التفاصيل ومن جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي تقديم مقترحات بهذا الخصوص.

ولم تتأخر استجابة الوزراء المعنيين؛ إذ إنهم ناقشوا هذه المسألة في اجتماعهم، الاثنين، في لوكسمبورغ.

بوريل خلال مؤتمر صحافي في لوكسمبورغ (إ.ب.أ)

وقال بوريل للصحافيين عقب الاجتماع: «لقد توصلنا إلى اتفاق سياسي من أجل توسيع نظام (العقوبات) المفروض على (إنتاج) الطائرات دون طيار الحالي ليشمل الصواريخ، واحتمال... نقلها إلى روسيا». وأضاف المسؤول الأوروبي أن العقوبات سيجري توسيع نطاقها أيضاً إلى خارج روسيا لتشمل تسليم الطائرات دون طيار والصواريخ ليس فقط إلى روسيا ولكن أيضا إلى وكلاء في المنطقة.

وفي السياق عينه، نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن وزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندسبيرغيس قوله إن الحديث حول العقوبات على طهران «يتعلق معظمه بشأن قطع غيار الطائرات المسيرة التي لم تخضع للعقوبات بعد والصواريخ الباليستية». وتدعو دول أخرى لتوسيع دائرة زبائن المسيرات الإيرانية لتشمل من يسمون «وكلاء» إيران في المنطقة في إشارة إلى الحوثيين والميليشيات العراقية و«حزب الله».

يُفهم من تصريحات بوريل أن وزراء الخارجية الأوروبيين الذين انضم إليهم نظراؤهم وزراء الدفاع ما زالوا في المراحل الأولى من المسار الجديد. وتقول مصادر واسعة الاطلاع في باريس إن السبب في ذلك يعود إلى «التعقيدات التي تلف فرض عقوبات جديدة على إيران؛ حيث توجد عقوبات سابقة مفروضة على برنامجها النووي وأخرى على برنامجها الصاروخي، وعلى تزويدها روسيا بمسيرات تستخدمها في حربها على أوكرانيا، فضلاً عن عقوبات تتناول احترام حقوق الإنسان... وبالتالي ثمة عمل واسع للتنسيق في ما بينها». وما يزيد الأمور تعقيداً أن عدداً من الدول الأوروبية يسعى لتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية؛ وهو ما يلاقي، حتى اليوم، عوائق قانونية.

اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ (د.ب.أ)

ومن هنا، فإن دخول العقوبات الجديدة حيز التنفيذ سيحتاج مزيداً من الوقت لتحديد الكيانات التي يفترض فرض عقوبات عليها ونوع العقوبات واستباق المحاولات الإيرانية للالتفاف عليها، كما هي الحال مثلاً في العقوبات المفروضة على طهران في المجال النفطي. وسارع ناصر كنعاني، الناطق باسم وزارة الخارجية كعادة إيران في مثل هذه الظروف، إلى تحذير الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات جديدة، مؤكداً أنها ستكون «بمثابة مكافأة للكيان الصهيوني». وأضاف كنعاني: «إنها خطوة غير قانونية ضد حكومة تصرفت في إطار القوانين والقواعد الدولية لخلق ردع ضد نظام معتدٍ ينتهك اللوائح الدولية».

فرنسا رأس الحربة الأوروبية

ثمة مناخ عام متنامٍ يدعو إلى «عزل» إيران سياسياً و«تطويقها» اقتصادياً عن طريق العقوبات. وهذا بدأ مع حرب روسيا على أوكرانيا قبل نحو عامين، ومع فشل جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، لكنه تصاعد مع الحرب في غزة، وأخيراً في التصعيد بين إيران وإسرائيل حيث هبت قوات 3 دول لمساعدة إسرائيل في التصدي للمسيّرات والصواريخ الإيرانية، وهي بريطانيا وفرنسا، بينما بقيت القطع البحرية الألمانية في الخليج صامتة.

ومنذ أشهر، يلعب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون دور الجهة الأكثر تشدداً إزاء إيران بعد أن كان على تواصل غير منقطع مع الرئيس إبراهيم رئيسي. وأفادت مصادر الإليزيه، عقب اتصال أجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، بأن ماكرون أكد «عزمه على تشديد الإجراءات لمواجهة أفعال إيران المزعزعة للاستقرار».

أنصار منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة يلوحون بالأعلام أثناء تظاهرهم للمطالبة بتصيف «الحرس الثوري» أمام مقر انعقاد اجتماع الشؤون الخارجية الأوروبية في لوكسمبورغ (إ.ب.أ)

وجاء في بيان رسمي صادر عن القصر الرئاسي أن ماكرون رأى أن الهجوم الإيراني الذي وصفه بـ«غير المسبوق والمرفوض» أنه «ينطوي على خطر تصعيد عسكري شامل».

وسبق للرئيس الفرنسي أن أعلن، الأسبوع الماضي، أن من «واجب» الاتحاد الأوروبي توسيع نطاق العقوبات التي تستهدف إيران، وأنه «يؤيد فرض عقوبات يمكن أن تستهدف أيضاًَ كل من يساعد في صنع الصواريخ والطائرات المسيّرة التي استُخدمت خلال الهجوم الإيراني على إسرائيل».

ما تسعى إليه باريس كما غيرها من الدول هو منع انفجار واسع في الشرق الأوسط يمكن أن يتحول إلى حرب مفتوحة. وهذه الرسالة كررها ماكرون خلال اتصال آخر، الاثنين، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» أن الرئيسين أكدا ضرورة «الالتزام بأعلى درجات الحكمة وضبط النفس»، كما اتفقا على الحاجة لـ«وقف التصعيد على مختلف الأصعدة». وتريد باريس أن تلعب دوراً فاعلاً في الملف اللبناني، وتبريد حرب المناوشات بين «حزب الله» وإسرائيل من خلال جانبي الحدود المشتركة، وهو ما وعد به ماكرون رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الذي التقاه، السبت، كما التقى قائد الجيش اللبناني جوزيف عون. وجاء في بيان صدر عن القصر الرئاسي، «التزام فرنسا بذل كلّ ما بوسعها لتجنّب تصاعد أعمال العنف بين لبنان وإسرائيل»، كذلك «مواصلة التحرّك من أجل استقرار لبنان؛ حيث تجري حمايته من الأخطار المتّصلة بتصعيد التوتّرات في الشرق الأوسط».


الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوغراماً من الشاورما

الرئيس الألماني فرنك-فالتر شتاينماير لدى وصوله إلى مطار إسطنبول اليوم (د.ب.أ)
الرئيس الألماني فرنك-فالتر شتاينماير لدى وصوله إلى مطار إسطنبول اليوم (د.ب.أ)
TT

الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوغراماً من الشاورما

الرئيس الألماني فرنك-فالتر شتاينماير لدى وصوله إلى مطار إسطنبول اليوم (د.ب.أ)
الرئيس الألماني فرنك-فالتر شتاينماير لدى وصوله إلى مطار إسطنبول اليوم (د.ب.أ)

في سابقة تحدث على طائرة رئيس ألماني، اصطحب الرئيس الألماني فرنك-فالتر شتاينماير على متن طائرته خلال رحلته الحالية إلى تركيا، سيخ شاورما مجمدة تزن 60 كيلوغراما، وفق ما أفادت به «وكالة الأنباء الألمانية».

كما اصطحب على متن طائرته، وهي من طراز «إيرباص إيه350»، صاحب المطعم الذي يعد هذه الشاورما، ويدعى عارف كيليش، وهو ينتمي إلى الجيل الثالث من الأتراك المقيمين في ألمانيا، بالإضافة إلى عدد آخر من الضيوف كأمثلة لقصص الهجرة الألمانية التركية.

صاحب المطعم عارف كيليش وإلى جانبه سيخ من الشاورما (أ.ف.ب)

وفي تصريحات لمجلة «شتيرن» الألمانية، قال كيليش قبل بدء الرحلة: «اتصل بي شخص من مكتب رئاسة الجمهورية الألمانية، وقال إنه يرغب في المرور علي وتناول القهوة، وأخبرني بفكرة أن يتم اصطحابي في الزيارة الرسمية».

وبعد هبوط الطائرة، توجه كيليش إلى المقر الصيفي التابع للسفير الألماني في تركيا حيث يعتزم تقديم الشاورما للضيوف في حفل استقبال مساء اليوم.

جدير بالذكر أن كيليش ليس مجهولا في برلين، إذ إن لاعبي المنتخب الألماني لكرة القدم يترددون عليه في بعض الأحيان.

وتناولت وسائل إعلام تركية موضوع اصطحاب الرئيس الألماني لكيليش والشاورما التي يصنعها في رحلته إلى تركيا، وكان الخبر مصدرا ثريا لعناوين الأخبار لديها، فمثلا كتبت صحيفة «حريت» عنوانا يقول: «مفاجأة شتاينماير: يصل إلى تركيا ومعه 60 كيلوغراما من الشاورما»، فيما علقت بوابة «تي24» الإلكترونية قائلة: «زيارة غير عادية لشتاينماير-الشاورما وأكثر»، وكتبت بوابة «ديكن» الإلكترونية عنوانا للزيارة يقول: «دبلوماسية الشاورما: الرئيس الألماني في تركيا».


طهران تتراجع عن تلويح قيادي في «الحرس الثوري» بمراجعة العقيدة النووية

كنعاني خلال مؤتمر صحافي الاثنين (الخارجية الإيرانية)
كنعاني خلال مؤتمر صحافي الاثنين (الخارجية الإيرانية)
TT

طهران تتراجع عن تلويح قيادي في «الحرس الثوري» بمراجعة العقيدة النووية

كنعاني خلال مؤتمر صحافي الاثنين (الخارجية الإيرانية)
كنعاني خلال مؤتمر صحافي الاثنين (الخارجية الإيرانية)

تراجعت طهران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، الاثنين، عن تحذير صدر عن قائد وحدة في «الحرس الثوري» تحمي المنشآت الإيرانية، بأن بلاده قد تعيد النظر في سياستها النووية إذا استمرت التهديدات الإسرائيلية.

وقال كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران إن «الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة النووية الإيرانية»، وأضاف: «قالت إيران عدة مرات إن برنامجها النووي يخدم الأغراض السلمية فقط. ولا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا النووية»، حسبما أوردت «رويترز».

وحذر أحمد حق طلب القائد المسؤول عن حماية المنشآت النووية في «الحرس الثوري» الأسبوع الماضي بعد تصاعد التوتر مع إسرائيل، بأن التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت الإيرانية قد تدفع طهران إلى «مراجعة العقيدة والسياسات النووية الإيرانية والعدول عن الاعتبارات المعلنة سابقاً».

ويستند المسؤولون الإيرانيون على فتوى منسوبة إلى المرشد علي خامنئي، صاحب القول الفصل في برنامج طهران النووي، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بتحريم صنع الأسلحة النووية.

وكان الرئيس السابق حسن روحاني، أول من أشار إلى وجود فتوى من هذا النوع خلال مباحثات مع الترويكا الأوروبية في عام 2003، لرفض اتهام بلاده بالسعي وراء أسلحة نووية، بعد اكتشاف القوى الغربية مؤشرات على مخطط إيراني.

وحينها كان روحاني يتولى منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، ومسؤولاً عن المفاوضات النووية، قبل أن تناط صلاحيات التفاوض إلى وزارة الخارجية في 2013. وأصبح الحديث عن الفتوى سارياً منذ إشارة روحاني.

وقبل التحذير الأخير بمراجعة سياسة طهران النووية، كان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قد أعرب عن قلقه، الشهر الماضي، من تصريحات أدلى بها الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، بشأن امتلاك بلاده جميع الأدوات اللازمة لصناعة أسلحة نووية.

وعادت المنشآت النووية الإيرانية في الأيام الأخيرة، بعد هجوم إسرائيلي استهدف منظومة رادار في مطار عسكري شمال مدينة أصفهان وسط البلاد، يحمل على عاتقه حماية منشأة أصفهان للأبحاث النووية، وكذلك منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى استهداف المنظومة بصاروخ ذكي، لكن طهران نفت وجود هجوم خارجي، وتحدثت عن إحباط هجوم بطائرات مسيّرة صغيرة الحجم في أصفهان وراءه «مرتزقة في الداخل» دون أن تحدد المكان الذي جرى استهدافه.

وجاء الهجوم الإسرائيلي في سياق الرد على هجوم إيراني واسع النطاق، بالطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: «لا قيمة عسكرية لما حدث في أصفهان».

وحذر كنعاني الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات جديدة على بلاده، وقال إن «أي عقوبات ستكون مكافأة للكيان الصهيوني»، وأضاف: «خطوة غير قانونية ضد حكومة تصرفت في إطار القوانين والقواعد الدولية لخلق ردع ضد نظام معتدٍ ينتهك اللوائح الدولية».

ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» حول استدعاء السفيرة السويسرية في طهران إلى مقر لـ«الحرس الثوري»، بعد ساعة من الهجوم الإيراني على إسرائيل.

وقال كنعاني إن السفيرة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في طهران، «لم يتم استدعاؤها من قبل وزارة الخارجية أو (الحرس الثوري)».

وأضاف كنعاني: «سويسرا أهم قناة لتبادل الرسائل الدبلوماسية بين إيران وأميركا، وهناك تواصل مستمر بين الجهاز الدبلوماسي والسفارة السويسرية».


استطلاع: تشكيل حزب يميني جديد سيحقق نصراً ساحقاً على نتنياهو وغانتس

الائتلاف الحكومي الإسرائيلي أكتوبر 2021 في الكنيست يتوسطهم نفتالي بينيت إلى يمينه لبيد وغانتس وإلى يساره ساعر (أرشيفية)
الائتلاف الحكومي الإسرائيلي أكتوبر 2021 في الكنيست يتوسطهم نفتالي بينيت إلى يمينه لبيد وغانتس وإلى يساره ساعر (أرشيفية)
TT

استطلاع: تشكيل حزب يميني جديد سيحقق نصراً ساحقاً على نتنياهو وغانتس

الائتلاف الحكومي الإسرائيلي أكتوبر 2021 في الكنيست يتوسطهم نفتالي بينيت إلى يمينه لبيد وغانتس وإلى يساره ساعر (أرشيفية)
الائتلاف الحكومي الإسرائيلي أكتوبر 2021 في الكنيست يتوسطهم نفتالي بينيت إلى يمينه لبيد وغانتس وإلى يساره ساعر (أرشيفية)

أظهر استطلاع جديد للرأي العام في إسرائيل، مرة أخرى، أن الساحة السياسية في إسرائيل تفتقد الثبات التام، وأن المجتمع الإسرائيلي يبحث عن قادة جدد، وثقته بالقادة الحاليين مهتزة، ويريد إحداث تغييرات في تركيبة الحكم بأي شكل من الأشكال.

الاستطلاع كشف أنه حتى «المعسكر الرسمي» بزعامة بيني غانتس، الذي يحظى بشعبية واسعة اليوم، سيتلقى مثل حزب «الليكود» برئاسة بنيامين نتنياهو، ضربة قاسية، فيما لو تأسس حزب جديد.

وقال 63 في المائة من الجمهور المستطلع إنه يريد أن تجري الانتخابات مبكرة، خلال عام 2024 (يعتقد 33 في المائة أن الموعد الأمثل لإجراء الانتخابات هو نهاية العام الحالي، في حين يعتقد 30 في المائة أنه يجب إجراء الانتخابات فوراً)، ويرى 33 في المائة أنه يجب إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2026.

بن غفير (يمين) خلال ترؤس بنيامين نتنياهو اجتماعاً للحكومة في تل أبيب مستهل يناير الماضي (أ.ف.ب)

نتائج الاستطلاع نُشرت على شاشة «القناة 13»، مساء الأحد، وأجراه الدكتور آرئيل إيلون، ويوسف مقالدة، وتم تقسيمه إلى عدة أقسام. في البداية طُرحت الأسئلة وفقاً للتركيبة الحالية في الحلبة السياسية؛ أي الأحزاب الحالية، فكانت النتائج تقليدية وشبيهة بالاستطلاع الذي تنشره صحيفة «معاريف» كل يوم جمعة؛ أي تتنبأ بسقوط حكومة نتنياهو ومعسكرها وفوز المعسكر الآخر بقيادة بيني غانتس بغالبية المقاعد.

نسخة من «الليكود»

ولكن في القسم الآخر من الاستطلاع طُرح على الجمهور سؤال حول احتمالية تشكيل حزب يميني جديد يكون طابعه مثل «الليكود»؛ يميني ليبرالي، بقيادة مشتركة بين رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، ورئيس الموساد السابق يوسي كوهين، وحزب «اليمين الجديد» برئاسة غدعون ساعر، الذي انسحب قبل شهرين من التحالف مع غانتس وترك الائتلاف الحكومي.

النتيجة جاءت صادمة؛ فحزب كهذا سيخلط الأوراق ويغير الخريطة السياسية في إسرائيل، وسيحطم إنجازات غانتس ويهزمه وسيهزم أيضاً نتنياهو، وسيصبح أكبر الأحزاب وسيكلف رئيسه بتشكيل الحكومة المقبلة.

وفقاً للاستطلاع، سيفوز تكتل بينيت وساعر وكوهين بـ32 مقعداً، يليه «الليكود» برئاسة نتنياهو والمعسكر الرسمي برئاسة غانتس، وسيحصل كل منهما على 15 مقعداً. عملياً سيخسر «الليكود» 5 مقاعد وغانتس 15 مقعداً لصالح الحزب الجديد.

رئيسة حزب «العمل» الإسرائيلي ميراف ميخائيلي (رويترز)

وافترض الاستطلاع أن يتحد حزبا اليسار الصهيوني (العمل وميرتس) في كتلة واحدة ويخوضا الانتخابات في قائمة برئاسة الجنرال يائير غولان، النائب الأسبق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وقد اتضح أن جمهوريهما معنيّ بهذا التحالف، لذلك سيحصلان على 9 مقاعد في حال تحالف بينيت مع ساعر وكوهين، ويحل في المرتبة الرابعة.

النائبان في الكنيست أيمن عودة وأحمد الطيبي خلال مشاركتهما في جنازة ناشطة السلام الكندية - الإسرائيلية فيفيان سيلفر (74 سنة) التي قُتلت في هجوم «حماس» على كيبوتز بيري يوم 7 أكتوبر (إ.ب.أ)

في هذه الحالة، تكون بقية النتائج على النحو التالي: «ييش عيتد» برئاسة يائير لبيد: 8 مقاعد (لديه اليوم 24 مقعداً)، و«يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان: 7 مقاعد (له اليوم 6 مقاعد وفي آخر الاستطلاعات في «معاريف» حصل على 12 مقعداً)، و«عوتمسا يهوديت» برئاسة إيتمار بن غفير: 8 مقاعد (يوجد له اليوم 6 مقاعد)، وحزب المتدينين الشرقيين «شاس»: 6 مقاعد (لديه اليوم 10 مقاعد)، وحزب المتدينين الأشكناز «يهدوت هتوراه»: 6 مقاعد (له اليوم 7 مقاعد)، و«الصهيونية الدينية» برئاسة بتسلئيل سموتريتش: 5 مقاعد (له اليوم 8 مقاعد)، وتحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبي: 5 مقاعد (أي إنه سيحافظ على قوته)، أما القائمة الموحدة للحركة الإسلامية برئاسة منصور عباس فحصلت على 4 مقاعد (لها اليوم 5 مقاعد).

نتنياهو وغانتس في ملصق دعائي عشية انتخابات مارس 2021 (رويترز)

وفي هذه الحالة، يصبح عدد مقاعد أحزاب اليمين 79 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست، مقابل 32 مقعداً لمعسكر اليسار والوسط، والأحزاب العربية 9 مقاعد. ويكون أمام الحزب الجديد الخيار بتشكيل حكومة مع اليسار والوسط من 64 مقعداً (أو 68 مقعداً في حال ضم الحركة الإسلامية)، أو مع أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الدينية بأكثرية 79 مقعداً. والإمكانيتان واردتان.

لا يصدقون نتنياهو

وبيّن الاستطلاع أن أغلبية الإسرائيليين (68 في المائة) لا تصدق إعلان نتنياهو بأن إسرائيل «على بعد خطوة» من الانتصار في الحرب على غزة، وقال 16 في المائة فقط إنهم يصدقون كلام رئيس الحكومة الإسرائيلية، في حين أجاب 16 في المائة من المستطلعة آراؤهم، بأنهم لا يعرفون كيف يجيبون عن هذا السؤال.

وسُئل المستطلعة آراؤهم إذا كان على نتنياهو إقالة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بعد تعليقه على الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني ووصفه بـ«المسخرة»، فأجاب 48 في المائة بأن على نتنياهو إقالته، في حين يعتقد 35 في المائة أنه لا ينبغي عليه ذلك، وأجاب 17 في المائة بأنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.

وزير المال بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال لقاء في تل أبيب (رويترز)

يُذكر أن نتنياهو وحلفاءه يعارضون بكل قوة التوجه لانتخابات مبكرة ويتمسكون بالبقاء في الحكم، حيث تتوفر لهم أكثرية 64 نائباً. وتتهمهم المعارضة ووسائل الإعلام وحتى الإدارة الأميركية، بأنهم يواصلون الحرب على غزة، فقط لكي يحافظوا على حكمهم؛ فهم يدركون أن وقف الحرب مع «العدو» سيؤدي لفتح حرب داخلية هدفها الأول والأساسي «إسقاط الحكومة».

وينصح عدد من المستشارين المقربين، نتنياهو بأن يلجأ إلى وسيلة أخرى في هذه المعركة. فيقولون له: «ستضطر حتماً إلى تبكير موعد الانتخابات، لذلك يفضل أن تأتي المبادرة منك، وعلى أساس سياسي. تبدأ بطرد بن غفير من الحكومة وتفكيكها. وبدلاً من جعلها معركة حول إخفاقات الحكومة التي قادت إلى هجوم (حماس) المباغت في 7 أكتوبر الماضي، ننصحك بمبادرة سياسية تنسجم مع المخطط الأميركي؛ عملية سلام مع الدول العربية والإسلامية مقابل إقامة دولة فلسطينية منقوصة (منزوعة السلاح وذات سيادة محدودة)، فمثل هذا الطرح سيغير المشهد ويبقيك في صدارته».

أفيغدور ليبرمان (حسابه على منصة «إكس»)

المعروف أن ليبرمان، الذي كان يوماً تحت كنف نتنياهو ويعرفه جيداً، نشر تغريدة في الشبكة الاجتماعية، الأسبوع الماضي، اتهم فيها نتنياهو بوضع خطة لتفكيك الائتلاف الحكومي والموافقة على خطة أميركية لإقامة دولة فلسطينية منقوصة، إلا أن المعارضة تحذر من أن تكون الخطة مناورة سياسية جديدة، تنضم إلى سلسلة أضاليل يتبعها نتنياهو كل عمره بهدف البقاء في الحكم.