«الإدارة الذاتية» تتخذ إجراءات لمواجهة «قانون قيصر» الأميركي

مقتل قيادية في عين العرب وتفجيرات في مدينة منبج المجاورة

عائلة في سوق في القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الاوسط)
عائلة في سوق في القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الاوسط)
TT

«الإدارة الذاتية» تتخذ إجراءات لمواجهة «قانون قيصر» الأميركي

عائلة في سوق في القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الاوسط)
عائلة في سوق في القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الاوسط)

اتخذت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» 7 خطوات عملية لتفادي تأثيرات «قانون قيصر» وتبعاته على سكان، شرق الفرات، في وقت كشفت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» عن وجود حزمة قرارات اتخذتها الإدارة للحد من الانعكاسات الاقتصادية التي نجمت عن العقوبات التي دخلت حيز التنفيذ، منتصف الشهر الحالي.
وقالت القيادية الكردية إلهام أحمد لـ«الشرق الأوسط»: «شكلنا لجنة من المختصين الاقتصاديين لرسم خطط جديدة، وفق المستجدات الراهنة، بهدف خفض حدة الأزمة الاقتصادية على سكان مناطقنا من جهة، وحماية الموارد الاقتصادية لشمال شرقي سوريا من جهة ثانية»، وأضافت أن موقف المجلس منحاز لخيارات الشعب السوري بكل أطيافه، وأضافت: «ما يهمنا أن يعيش السوريون حياتهم الطبيعية بعيداً عن ظروف الحرب والقتال والتشرُّد والاستبداد والإرهاب، هذا يحتاج لتضامن وتضافر كل السوريين بكل الجغرافية السورية دون استثناء لمواجهة الأزمة الاقتصادية والسياسية».
بدوره، أوضح خالد محمود مسؤول المال بإقليم الجزيرة إحدى مقاطعات الإدارة، أن تراجع قيمة صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية دفعت مؤسسات وهيئات الإدارة إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات الإسعافية للحد من تبعات «قانون قيصر»، وقال: «لتخفيف العبء الاقتصادي على كاهل المواطنين، قررت الإدارة اتخاذ مجموعة من الإجراءات على المدى القريب لتفادي التداعيات السلبية للقانون، وهي: 7 خطوات عملية ستدخل حيز التنفيذ». أبرزها زيادة أجور ورواتب الموظفين والعاملين بنسبة 150 في المائة، وإلغاء التعرفة الجمركية عن البضائع المستوردة عبر المعابر والمنافذ الحدودية، وأضاف محمود وهو أحد أعضاء خلية الأزمة الاقتصادية: «ثالثها منع خروج العملات الأجنبية، ومراقبة تداول القطع الأجنبي، ومنع المضاربات المحلية، أما رابع خطوة، فهي زيادة الاحتياط المالي لتمويل عمليات استيراد المواد الأساسية القادمة من الداخل السوري بالليرة، وبيعها في صالات مخصصة بسعر التكلفة»، أما خامس خطوة فهي كسر الاحتكار ومخالفة التجار الذين يبيعون بأسعار خارج قوائم التموين، وسادسها، بحسب محمود، «ضبط كامل الشريط الحدودي لمنع عمليات التهريب، من خلال الضابطة الجمركية، بينما 7 إجراء هو شراء محصول القمح بسعر صرف الدولار كونه محصولاً استراتيجياً، بهدف تحقيق الأمن الغذائي لأبناء المنطقة».
واستبعد خالد محمود تداول الدولار الأميركي أو أي عملة أجنبية ثانية في مناطق الإدارة، ويعزو السبب بأن منطقة شمال وشرق البلاد جزء من سوريا، وشدد قائلاً: «فالعملة الرسمية في سوريا هي الليرة وسنتعامل معها، أما التحديات الاقتصادية، جاءت بعد (قانون قيصر)، التي تزامنت مع انتشار جائحة (كورونا) بالمنطقة، والتي أدت إلى إغلاق المعابر»، وأخبر بأن مؤسسات الإدارة تعمل على فتح مؤسسات وصالات استهلاكية للبيع بسعر التكلفة، وتوفر المواد الأساسية، من خلال عملية التدخل الإيجابي في السوق، ويزيد: «سنركز على عملية الاكتفاء الذاتي من خلال استراتيجية السوق المغلقة، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتعلقة بالصناعات الغذائية التي تعتمد على المواد الأولية الموجودة بشمال وشرق سوريا».
في سياق آخر، قتلت ثلاث سيدات على الأقل ليل الثلاثاء - الأربعاء، إثر غارة جوية من طائرة مسيّرة تركية استهدفت منطقة ريف عين العرب (كوباني) بشمال سوريا، أثناء انعقاد اجتماع لمسؤولين عسكريين من «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة، وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» كانت بين القتلى قيادية عسكرية، وفي تطور لافت استنكرت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، الهجمات على حلفائها. وقالت في بيان: «نعرب عن خالص تعازينا لأسر القتلى والجرحى من المدنيين في سوريا نتيجة الهجوم الإرهابي في تل حلف والغارة الجوية في كوباني».
ودعت الخارجية جميع الأطراف إلى التركيز بتحقيق تسوية سياسية طويلة الأمد للصراع في سوريا، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي «2254».
وأعلن «المجلس العسكري لمدينة منبج» وقوع تفجيرين متتاليين، أمس (الأربعاء)، على طريق الجزيرة شمال سوريا، ونشر «المركز الإعلامي للمجلس» بيان عبر صفحته الرسمية، على موقع «فيسبوك»، عن وقوع تفجيرين متتاليين على طريق الجزيرة في منبج، وقال في بيانه: «تزامناً مع القصف الذي نفذه العدوان التركي على قرية حلنج شرق كوباني»، وحمل المجلس الدولة التركية مسؤولية الهجوم: «بحسب معلوماتنا الأولية؛ هذه التفجيرات حدثت على يد الاستخبارات التركية، إذ قامت بتنفيذ تفجيرين متتاليين على طريق الجزيرة بمدينة منبج، أدى لإصابة اثنين من المدنيين بجروح بليغة نقلوا إلى المشفى».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.