دراسة أميركية ترجّح زيادة معدل الإصابة بـ«كوفيد ـ 19» 80 مرة عن المعلن

بسبب الخلط بين الفيروس و«الإنفلونزا الشديدة»

توزيع وحدات غذائية على أشخاص محجورين في بلدة ألمانية (أ.ب)
توزيع وحدات غذائية على أشخاص محجورين في بلدة ألمانية (أ.ب)
TT

دراسة أميركية ترجّح زيادة معدل الإصابة بـ«كوفيد ـ 19» 80 مرة عن المعلن

توزيع وحدات غذائية على أشخاص محجورين في بلدة ألمانية (أ.ب)
توزيع وحدات غذائية على أشخاص محجورين في بلدة ألمانية (أ.ب)

يعتقد العديد من علماء الأوبئة أن معدل الإصابة بـ«كوفيد – 19» تم حسابه بشكل أقل، بسبب مشكلات الاختبار، والأفراد الذين لا يعانون من الأعراض، والأعراض المشتركة مع أمراض أخرى، والفشل في تحديد الحالات المبكرة. وتشير دراسة جديدة من جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية، إلى أن «عدد حالات (كوفيد – 19) المبكرة في الولايات المتحدة، ربما كانت أعلى 80 مرة عما كان يُعتقد في الأصل». وخلال الدراسة التي نُشرت أول من أمس (الاثنين) في دورية «نيتشر ترانسليشن ميدسين»، قدّر الباحثون معدل الكشف عن حالات المرض الجديد المصحوبة بأعراض باستخدام بيانات مراقبة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية من الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا (ILI) على مدى ثلاثة أسابيع في مارس (آذار) الماضي.
ومن خلال تحليل حالات الإصابة بالعدوى الشديدة في كل ولاية، قدّر الباحثون العدد الذي لا يمكن أن يُعزى إلى الإنفلونزا اعتماداً على الأرقام المتوفرة عن المستويات الأساسية الموسمية. ووجد الباحثون أن حجم الزيادة الملحوظة في حالات اشتباه الإنفلوانزا الزائدة، يتوافق مع أكثر من 8.7 مليون حالة جديدة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر مارس، مقارنةً بنحو 100 ألف حالة تم الإبلاغ عنها رسمياً خلال نفس الفترة الزمنية من العام السابق.
ويقول جاستين سيلفرمان، الأستاذ المساعد بكلية علوم وتكنولوجيا المعلومات في ولاية بنسلفانيا، الباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «يشير هذا إلى أن الكثير من حالات (كوفيد – 19) تم تشخيصها على أنها إنفلونزا شديدة، وهو عدد كبير كما تكشف الأرقام»، مضيفاً: «في البداية لم أصدق أن تقديراتنا كانت صحيحة، لكننا أدركنا أن الوفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة كانت تتضاعف كل ثلاثة أيام وأن تقديرنا لمعدل الإصابة كان متسقاً مع تضاعف الأعداد كل ثلاثة أيام منذ الإبلاغ عن أول حالة لوحظت في ولاية واشنطن في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي». وأثبت الباحثون نظريتهم عند تقدير معدلات الإصابة لكل ولاية، مشيرين إلى أن معدلات الزيادة في حالات العدوى الشبيهة بالإنفلونزا والتي لم تصنف على أنها (كوفيد – 19)، كانت متسقة مع النتائج عندما بدأت الولايات في تنفيذ اختبار الأجسام المضادة.
وفي نيويورك، على سبيل المثال، اقترح نموذج الباحثين أن ما لا يقل عن 9% من مجموع سكان الولاية أُصيبوا بنهاية مارس، وهو ما تؤكده نتائج اختبارات الأجسام المضادة بعد أن أجرت الولاية هذه الاختبارات على 3000 من السكان، حيث وجدوا معدل إصابة بنسبة 13.9%، أو 2.7 مليون من سكان نيويورك.
وتشير هذه النتائج إلى طريقة بديلة للتفكير في الجائحة، حيث تكشف عن أن التأثيرات الهائلة للمرض قد تكون أقل صلة بفتاكة الفيروس، وأكثر صلة بمدى قدرته على الانتشار عبر المجتمعات في البداية.
من جهته، قال الدكتور خالد عواد، استشاري الأمراض الصدرية بوزارة الصحة المصرية لـ«الشرق الأوسط»: «ربما تكون الميزة التي قدمتها الدراسة هي محاولة تقديم تصور إحصائي للإعداد، استناداً إلى اهتمام المواطن الأميركي بالذهاب إلى المستشفى عند الشعور بأي أعراض، وهو ما وفّر أرقاماً يمكن البناء عليها، ولكن الوضع يبدو مختلفاً في بعض الأقطار العربية»، مضيفاً: «كانت تصريحات منظمة الصحة العالمية من البداية تشير إلى أن 80% من المصابين بالفيروس، يمكن أن يشفوا منه من دون علاج، وهذا يكشف عن احتمالية أن تكون الأعداد المسجلة رسمياً أقل بكثير من الواقع، لأن عدداً كبيراً جداً من المصابين يمكن أن يشفى دون أن يضطر للذهاب إلى المستشفى، ومن ثم يتحول إلى رقم يتم الإعلان عنه».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.