يعتقد العديد من علماء الأوبئة أن معدل الإصابة بـ«كوفيد – 19» تم حسابه بشكل أقل، بسبب مشكلات الاختبار، والأفراد الذين لا يعانون من الأعراض، والأعراض المشتركة مع أمراض أخرى، والفشل في تحديد الحالات المبكرة. وتشير دراسة جديدة من جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية، إلى أن «عدد حالات (كوفيد – 19) المبكرة في الولايات المتحدة، ربما كانت أعلى 80 مرة عما كان يُعتقد في الأصل». وخلال الدراسة التي نُشرت أول من أمس (الاثنين) في دورية «نيتشر ترانسليشن ميدسين»، قدّر الباحثون معدل الكشف عن حالات المرض الجديد المصحوبة بأعراض باستخدام بيانات مراقبة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية من الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا (ILI) على مدى ثلاثة أسابيع في مارس (آذار) الماضي.
ومن خلال تحليل حالات الإصابة بالعدوى الشديدة في كل ولاية، قدّر الباحثون العدد الذي لا يمكن أن يُعزى إلى الإنفلونزا اعتماداً على الأرقام المتوفرة عن المستويات الأساسية الموسمية. ووجد الباحثون أن حجم الزيادة الملحوظة في حالات اشتباه الإنفلوانزا الزائدة، يتوافق مع أكثر من 8.7 مليون حالة جديدة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر مارس، مقارنةً بنحو 100 ألف حالة تم الإبلاغ عنها رسمياً خلال نفس الفترة الزمنية من العام السابق.
ويقول جاستين سيلفرمان، الأستاذ المساعد بكلية علوم وتكنولوجيا المعلومات في ولاية بنسلفانيا، الباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «يشير هذا إلى أن الكثير من حالات (كوفيد – 19) تم تشخيصها على أنها إنفلونزا شديدة، وهو عدد كبير كما تكشف الأرقام»، مضيفاً: «في البداية لم أصدق أن تقديراتنا كانت صحيحة، لكننا أدركنا أن الوفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة كانت تتضاعف كل ثلاثة أيام وأن تقديرنا لمعدل الإصابة كان متسقاً مع تضاعف الأعداد كل ثلاثة أيام منذ الإبلاغ عن أول حالة لوحظت في ولاية واشنطن في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي». وأثبت الباحثون نظريتهم عند تقدير معدلات الإصابة لكل ولاية، مشيرين إلى أن معدلات الزيادة في حالات العدوى الشبيهة بالإنفلونزا والتي لم تصنف على أنها (كوفيد – 19)، كانت متسقة مع النتائج عندما بدأت الولايات في تنفيذ اختبار الأجسام المضادة.
وفي نيويورك، على سبيل المثال، اقترح نموذج الباحثين أن ما لا يقل عن 9% من مجموع سكان الولاية أُصيبوا بنهاية مارس، وهو ما تؤكده نتائج اختبارات الأجسام المضادة بعد أن أجرت الولاية هذه الاختبارات على 3000 من السكان، حيث وجدوا معدل إصابة بنسبة 13.9%، أو 2.7 مليون من سكان نيويورك.
وتشير هذه النتائج إلى طريقة بديلة للتفكير في الجائحة، حيث تكشف عن أن التأثيرات الهائلة للمرض قد تكون أقل صلة بفتاكة الفيروس، وأكثر صلة بمدى قدرته على الانتشار عبر المجتمعات في البداية.
من جهته، قال الدكتور خالد عواد، استشاري الأمراض الصدرية بوزارة الصحة المصرية لـ«الشرق الأوسط»: «ربما تكون الميزة التي قدمتها الدراسة هي محاولة تقديم تصور إحصائي للإعداد، استناداً إلى اهتمام المواطن الأميركي بالذهاب إلى المستشفى عند الشعور بأي أعراض، وهو ما وفّر أرقاماً يمكن البناء عليها، ولكن الوضع يبدو مختلفاً في بعض الأقطار العربية»، مضيفاً: «كانت تصريحات منظمة الصحة العالمية من البداية تشير إلى أن 80% من المصابين بالفيروس، يمكن أن يشفوا منه من دون علاج، وهذا يكشف عن احتمالية أن تكون الأعداد المسجلة رسمياً أقل بكثير من الواقع، لأن عدداً كبيراً جداً من المصابين يمكن أن يشفى دون أن يضطر للذهاب إلى المستشفى، ومن ثم يتحول إلى رقم يتم الإعلان عنه».
دراسة أميركية ترجّح زيادة معدل الإصابة بـ«كوفيد ـ 19» 80 مرة عن المعلن
بسبب الخلط بين الفيروس و«الإنفلونزا الشديدة»
دراسة أميركية ترجّح زيادة معدل الإصابة بـ«كوفيد ـ 19» 80 مرة عن المعلن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة