اتفاق صيني ـ هندي على تهدئة التوتر الحدودي

مقاتلة هندية تحلق أمس في سماء المنطقة المتنازع عليها مع الصين (أ.ف.ب)
مقاتلة هندية تحلق أمس في سماء المنطقة المتنازع عليها مع الصين (أ.ف.ب)
TT

اتفاق صيني ـ هندي على تهدئة التوتر الحدودي

مقاتلة هندية تحلق أمس في سماء المنطقة المتنازع عليها مع الصين (أ.ف.ب)
مقاتلة هندية تحلق أمس في سماء المنطقة المتنازع عليها مع الصين (أ.ف.ب)

بعد أسبوع على الاشتباك الدامي بين الجيشين الصيني والهندي في منطقة الهيمالايا، اتفقت بكين ونيودلهي على تهدئة التوتر الحدودي، وفق ما أفاد مسؤولون في العملاقين الآسيويين أمس.
ووقع اشتباك بين جنود هنود وصينيين تخللته لكمات ورشق حجارة وعصي فيها مسامير في وادٍ متنازع عليه يقع في منطقة لداخ (شمال الهند) ذات العلو المرتفع منتصف الشهر الجاري. وكان ذلك أول اشتباك يسقط فيه ضحايا منذ 45 عاماً بين القوتين النوويتين الجارتين.
وقُتل ما لا يقلّ عن عشرين جندياً هندياً في هذا الاشتباك الذي وقع على بعد أكثر من أربعة آلاف متر، والذي فاقم التوتر بين الدولتين الأكثر اكتظاظاً في العالم. وأفادت نيودلهي عن سقوط ضحايا من الجانبين لكن بكين لم تعلن سقوط ضحايا في صفوف جنودها.
وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان بأن جنرالات من الجيشين التقوا الاثنين، و«اتفقوا على اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز تهدئة الوضع»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف في مؤتمر صحافي يومي أن «انعقاد هذا اللقاء يُثبت أن الطرفين يريدان حلّ خلافهما وإدارة الوضع والمضي قدماً في اتجاه خفض التصعيد».
ومنذ الشهر الماضي، ينخرط الجيشان الهندي والصيني في مواجهة تتسم بالتوتر في مناطق عدة متنازع عليها على حدودهما المشتركة، وهي موضع خلافات قديمة.
ولم تعلن نيودلهي رسمياً الاجتماع، لكن مصدراً عسكرياً هندياً أكد أن اللقاء بين الجنرالات الذي عُقد في لداخ واستمر 11 ساعة، أدى إلى «اتفاق مشترك على فضّ الاشتباك».
وكانت الصين والهند توصلتا إلى فضّ اشتباك عسكري في لداخ مطلع يونيو (حزيران)، قبل بضعة أيام من اندلاع المواجهة الدامية. ورأى هارش بانت، المحلل في مؤسسة «أوبزورفر ريسيرتش فاونديشن» في نيودلهي، أن «كل ما قالته الصين الآن لا يمكن أن يعتبر حقيقياً». واعتبر أن هذا الاشتباك «هزّ اقتناع الهند بأن علاقة طبيعية وعقلانية مع الصين ممكنة».
وعقد وزراء خارجية روسيا والصين والهند اجتماعاً عبر الفيديو، أمس، للبحث رسمياً في أزمة تفشي فيروس «كورونا» وإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لم تكن لديها نية طرح نفسها كوسيط بين البلدين.
وأضاف: «لا أعتقد أن الصين والهند تحتاجان إلى مساعدة» لأن البلدين لديهما أصلاً «كل الإمكانات لحلّ أو تقييم المشاكل التي ظهرت».
ويزور وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ روسيا هذا الأسبوع. وأفادت صحيفة «تايمز أوف إنديا» بأنه يُفترض أن يطلب من موسكو تسريع تسليم أنظمة دفاعية مضادة للطائرات «إس - 400» اشترتها نيودلهي.
ومنذ وقوع الاشتباكات، أرسلت الهند تعزيزات أمنية قوامها جنود وعتاد ومقاتلات إلى المنطقة الشديدة التسليح. وذكرت تقارير أنّ الصين عززت وجودها العسكري في المنطقة أيضاً. وفي الهند، تزايدت الدعوات لمقاطعة البضائع الصينية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».