وزير الصحة المغربي: الوضع الوبائي تحت السيطرة

قال إن موجة جديدة من انتشار الفيروس تبقى واردة

أفراد طاقم طبي في المغرب يفحص المواطنين (أ.ف.ب)
أفراد طاقم طبي في المغرب يفحص المواطنين (أ.ف.ب)
TT

وزير الصحة المغربي: الوضع الوبائي تحت السيطرة

أفراد طاقم طبي في المغرب يفحص المواطنين (أ.ف.ب)
أفراد طاقم طبي في المغرب يفحص المواطنين (أ.ف.ب)

قال خالد آيت الطالب، وزير الصحة المغربي، اليوم (الثلاثاء)، إنه رغم ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في المرحلة الأولى من الحجر الصحي، وتقسيم التراب الوطني إلى منطقتين، وتسجيل أرقام قياسية بسبب بؤر في عدد من المصانع، فإن «الوضع الوبائي ما زال متحكماً فيه»، وهو «تحت السيطرة بشكل عام»، بسبب الجهود التي تقوم بها السلطات المختصة، عبر التطويق السريع للبؤر المكتشفة، وتتبع المخالطين، وتوسيع اختبارات الكشف المبكر عن الإصابات المحتملة.
وأوضح الوزير المغربي، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، أن بلاده نجحت في محاصرة الفيروس، بدليل أن عدد الوفيات يظل قليلاً، مقارنة مع دول أخرى.
وفي المقابل، حذر آيت الطالب من حدوث انتكاسة، وقال إن «موجة جديدة من انتشار الفيروس تبقى أمراً وارداً»، مشدداً على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، ومواصلة التقيد بإجراءات السلامة الصحية.
وفي السياق ذاته، دعا الفريق النيابي لحزب الاستقلال المغربي المعارض، الثلاثاء، إلى عقد اجتماع عاجل للجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، بحضور كل من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، ووزير التشغيل والإدماج المهني، وذلك لمساءلتهم عن أسباب ظهور البؤرة الوبائية «غير المسبوقة» بأحد معامل تصبير الفراولة بإقليم القنيطرة، التي تسببت بإصابة مئات العمال بالمصنع والضيعات الفلاحية بفيروس كورونا.
وقال الفريق النيابي، في طلبه الذي وجهه إلى رئيس لجنة القطاعات الإنتاجية، إنه يتابع «بقلق كبير تداعيات البؤرة الوبائية»، لا سيما «بعد المجهود الاستثنائي الذي بذلته كل مكونات الشعب المغربي لمحاصرة الجائحة». وتساءل عن الإجراءات المتخذة لتفادي تكرار مثل هذه الكارثة الوبائية التي تضرب في الصميم المجهودات المبذولة للتصدي لجائحة كورونا.
وكانت السلطات المغربية قد قررت تشديد القيود الاحترازية في 3 أقاليم إثر ظهور بؤر وبائية في مصنعين، رفعت حصيلة الإصابات بكورونا إلى رقم قياسي لم يسجل منذ ظهور الفيروس، إذ أعلن عن تسجيل 539 حالة إصابة جديدة مؤكدة في ظرف الـ24 ساعة الماضية. كما تقرر فتح تحقيق في الموضوع.
وفي غضون ذلك، أعلن وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس، الثلاثاء، بالرباط، عن استئناف منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم في نهاية يوليو (تموز) المقبل، مع الشروع في التدريبات خلال هذا الأسبوع.
وجاء هذا الإعلان خلال عرض قدمه الفردوس أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، خصص لمناقشة وضعية قطاع الشباب والرياضة في ظل جائحة كورونا، والتدابير الاحترازية والوقائية للوزارة، وخطة عملها بعد فترة الحجر الصحي، ومدى تأثير هذا التوقف على الرياضات الجماعية والندية والمظاهرات الرياضية، وكذا مواسم التخييم لصيف 2020.
وأوضح الوزير الفردوس، في هذا السياق، أن هذا القرار الذي تم التنسيق بشأنه مع الجامعة الملكية لكرة القدم، ووزارتي الداخلية والصحة، جاء بعد تدارس الملف، والاتفاق على بروتوكول صحي لتوفير الشروط الصحية المطلوبة، في احترام تام للتدابير والإجراءات التي تقررها السلطات.
وأضاف أن توقف التظاهرات الرياضية انعكس سلباً على الأنشطة الرياضية، خاصة الجماعية منها، كما هو الشأن بالنسبة للرياضة في جميع دول العالم، مسجلاً أن هذا التوقف لم يكن خياراً فقط، بل عنصر إلزام للوقاية والحد من انتشار العدوى، والمحافظة على صحة وسلامة المجتمع والمواطنين.
ولمواجهة هذه الآثار السلبية على القطاع الرياضي، قال الوزير إن الأمر يتطلب وضع مقاربة، بشراكة مع الجامعات الرياضية التي خولها القانون تنظيم هذه المنافسات والتظاهرات الرياضية، لبحث أفضل وأنجع السبل لتجاوز هذه الظرفية الاستثنائية في المجال الرياضي.
وتابع الفردوس أن الجانب التقني المتعلق بالجاهزية البدنية للاعبات واللاعبين يدخل ضمن اختصاص الفرق الطبية للأندية التي لها صلاحية تكييف حجم تأثير الحجر على اللياقة البدنية للاعبين، مؤكداً أنه بالنسبة للإجراءات التي تخص تأثير الجائحة على الرياضات الجماعية، تعمل الجامعات الرياضية على مواكبة الأنواع الرياضية التي تشرف عليها، وستقوم بتأطير مرحلة ما بعد الحجر الصحي.
وفي سياق ذلك، قال الفردوس إن الوزارة قامت بوضع دليل عملي لما بعد الحجر الصحي، يتضمن الإجراءات الصحية والطبية التي يتعين أن يخضع لها الممارس الرياضي، وإنه تم التشاور بشأنه مع الجامعات الرياضية لتحديد خصوصيات كل نوع رياضي، وكذا الإجراءات الواجب اتخاذها قبل الرجوع إلى الممارسة الرياضية العادية.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».