ترمب يجمّد حتى نهاية 2020 منح «البطاقات الخضراء» وبعض تأشيرات العمل

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أرشيف - أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أرشيف - أ.ب)
TT

ترمب يجمّد حتى نهاية 2020 منح «البطاقات الخضراء» وبعض تأشيرات العمل

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أرشيف - أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أرشيف - أ.ب)

اتّخذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يخوض حملة لإعادة انتخابه في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إجراء جديداً يتصل بالهجرة ويقضي بتعليق منح البطاقات الخضراء وبعض تأشيرات العمل حتى نهاية العام، باسم مكافحة البطالة.
ولمواجهة التسريح الضخم للملايين بسبب تدابير العزل للحد من انتشار الوباء، كان الرئيس الجمهوري قد قرر قبل شهرين أن يعلق لمدة 60 يوماً إصدار البطاقات الخضراء التي تمنح حق الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة المتحدة، دون المساس بتأشيرات العمل الموقتة.
وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية للصحافيين، أمس (الإثنين)، إن الأمر التنفيذي الجديد الذي سيوقعه ترمب يمدد الحظر المفروض على منح تأشيرات جديدة للعمل في الولايات المتحدة حتى نهاية العام وتوسيع نطاقه ليشمل تأشيرات «إتش1-بي» الرائجة في قطاع الصناعات التكنولوجية، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
كما سيشمل القرار تأشيرات «إتش2-بي» الخاصة بذوي المهارات المتواضعة (باستثناء العاملين في الصناعة الغذائية) وتأشيرات «جاي» التي تمنح للأكاديميين والباحثين، إضافة إلى تأشيرات «إل» التي تعتمدها الشركات لنقل عمال مقيمين خارج البلاد إلى مراكزها في الولايات المتحدة.
وأوضح المسؤول أن هذا التعليق سيمنع 525 ألف اجنبي من دخول الأراضي الأميركية وتخصيص وظائفهم للأميركيين. وأضاف أنّ «الرئيس ترمب مصمّم على إعادة الأميركيين للعمل بأسرع ما يمكن».
وارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 13.3 في المائة بين اليد العاملة في مايو (أيار)، فيما بلغت 3.5 في المائة في فبراير (شباط)، بسبب تدابير الاحتواء التي فرضت لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وأثر التدهور في سوق العمل ووفاة 120 ألف مصاب بوباء «كوفيد-19» والتظاهرات الضخمة ضد عنف الشرطة على حملة ترمب الإنتخابية، مع تراجع شعبيته أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن. وبعد التجمّع الانتخابي المخيّب للآمال الذي أقامه في تولسا بولاية أوكلاهوما السبت الفائت، يسعى للنهوض بحملته عبر اتباع برنامج مماثل لبرنامج حملته الناجحة عام 2016، وهو مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وسيتوجّه ترمب إلى مدينة يوما في ولاية أريزونا اليوم (الثلاثاء) للاحتفال بانتهاء أعمال بناء «200 ميل» (322 كيلومتراً) من الجدار الذي أمر ببنائه على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتّحدة. وبالتوازي، يعتزم إصلاح نظام الهجرة الشرعية لجذب الأجانب المؤهلين.
وأكّد المسؤول أنّ تجميد إصدار تأشيرات «اتش1-بي» هو تدبير موقت في انتظار إعادة هيكلة البرنامج، وتحويله من يانصيب سنوي يؤمّن المبرمجين وغيرهم من المتخصّصين لسيليكون فالي، إلى منظومة تعطي الأولوية للعمال الأجانب الأكثر قيمة.
وقال المسؤول إنّ ترمب «سيعطي الأولوية لأولئك العمال الذين ستُعرض عليهم الرواتب الأعلى» كمؤشّر على أنهم قادرون على إعطاء الاقتصاد الأميركي قيمة مضافة.
وأثارت هذه الإعلانات على الفور ردود فعل متباينة. ورحب السناتور الجمهوري تيد كروز، الصديق المقرب من الرئيس، بـ «عمل مهم».
وعلى العكس من ذلك، اعتبرت أندريا فلوريس، من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية الواسع النفوذ «أنها ليست رداً على الوباء، ولا استجابة اقتصادية»، موضحة أنه «تم استخدام الوباء (...) لإعادة تشكيل قوانين الهجرة دون المرور عبر الكونغرس».
وانتقد السناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا ليندسي غراهام، وهو من المؤيدين المتحمسين لترمب، قرار الرئيس قائلاً إنه سيكون «عبئاً على تعافينا الاقتصادي». وكتب في تغريدة على تويتر: «أولئك الذين يعتقدون أن الهجرة الشرعية، خصوصاً تأشيرات العمل، تضر بالعامل الأميركي، لا يفهمون الاقتصاد الأميركي».


مقالات ذات صلة

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

خاص يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب) play-circle 01:56

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا وتوجهات إدارة ترمب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.