قال تيدروس أدهانوم غبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد لا يزال يتسارع حول العالم، متوقعاً أن تدوم آثاره الاقتصادية والاجتماعية لعقود، وموضحاً أن العالم استغرق للإبلاغ عن أول مليون حالة أكثر من 3 أشهر، لكن جرى الإبلاغ عن المليون حالة الأخير في غضون 8 أيام فقط.
وأضاف غبريسيوس أن «كوفيد 19» يمثل تحدياً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، يتطلب تضافر كل الجهود العالمية، والعمل معاً لمواجهته، مشدداً على أهمية الجاهزية والاستعداد ومشاركة الخبرات والكوادر والمعلومات والبيانات للتغلب على الوباء والحدّ من تداعياته الاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً أن المنظمة تعمل ليل نهار منذ تسجيل أول حالة موثقة في الصين في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لتنسيق الاستجابة العالمية، وتفعيل الأبحاث، وتقديم الدعم المباشر للدول الأكثر حاجة.
وقال خلال أعمال منتدى الصحة الرقمي، الذي نظّمته القمة العالمية للحكومات عن بُعد، في دبي: «لا يمكن لأي دولة مكافحة هذا الوباء وحدها، بعملنا معاً سنكون قادرين على تخطي هذا التهديد العالمي، التهديد الذي نواجهه الآن ليس الفيروس، بل ضعف التضامن العالمي، لا يمكننا هزيمة هذا الوباء بعالم منقسم، ويجب علينا العمل معاً لضمان فهم دروس هذا الوباء حتى لا يجد العالم نفسه في حالة من عدم الاستعداد ثانية».
وحدّد مدير عام منظمة الصحة العالمية 7 أولويات رئيسية للعمل العالمي، من أجل مكافحة الأوبئة حاضراً ومستقبلاً، تشمل «توفير التمويل، وتشارك البيانات والخبرات والموارد، وتوفير مخزون عالمي للإمدادات الطبية والصحية في زمن الأزمات والطوارئ، وتعزيز الاستثمار في الكوادر الصحية والطبية المؤهلة للتصدي للأوبئة، واتباع نهج منظم لتنسيق جهود وأبحاث التوصل إلى اللقاحات، والتركيز على توفير الرعاية الصحية للجميع، وأخيراً تعزيز الوحدة الداخلية والتضامن العالمي في مواجهة الأوبئة».
وقال غبريسيوس: «أطلقنا الإنذار مبكراً، وأعلنّا حالة طوارئ عالمية في يناير (كانون الثاني)، ونعمل مع الدول على تحقيق نهج عمل شامل، مع استدامة الخدمات الصحية الأساسية، كما كلفنا آلاف الخبراء بالعمل على تحليل الدلائل والمعطيات المتعلقة بالوباء، في محاولة لإيجاد الإجابات حول أكثر العلاجات فعالية».
وأضاف: «درّبنا ملايين كوادر الدعم والرعاية الصحية حول العالم من خلال منصاتنا الرقمية، وعزّزنا التعاون الدولي لتسريع إنتاج وتوزيع أجهزة تشخيص (كوفيد - 19)».
وهدف المنتدى إلى تحليل المسار العالمي المتوقع لجائحة «كوفيد - 19»، واستشراف مستقبل العمل الحكومي حول العالم، في قطاع الرعاية الصحية والبحوث الطبية والدوائية، وبحث آليات تضافر الجهود العالمية، لتنسيق آليات مكافحة الأمراض والأوبئة، وتعزيز مرونة أنظمة الرعاية الصحية مستقبلاً.
واستذكر مدير عام منظمة الصحة العالمية التحذير الذي أطلقه من منبر «القمة العالمية للحكومات» عام 2018، أن البشرية لا تعرف متى وأين سيضرب الوباء التالي، لكنها تعرف عواقبه الوخيمة على الصحة والاقتصاد العالميين، ما قد يشكل حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وقال إن الأوبئة المدمرة قد تنشأ في أي بلد، وفي أي وقت، لتقتل ملايين البشر، لأننا لسنا على الاستعداد والجهوزية اللازمة حتى الآن، وهذا ما أكده تفشي «كوفيد - 19». مؤكداً أن الجهوزية في القطاع الصحي ليست استثماراً منقطعاً، بل مستمراً ومستداماً، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن هذا الوباء ذكّر صناع القرارات والسياسات أن الاستعداد للحالات الطارئة ليس مجرد نفقات وتكاليف، بل استثمار مستدام للمستقبل.
من جهته، أكد محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل في الإمارات رئيس القمة العالمية للحكومات، أن تعزيز التعاون العالمي وتطوير فرص الشراكات العالمية في صناعة المستقبل يمثل رسالة للقمة العالمية للحكومات، مشيراً إلى أن التحديات التي يمرّ بها العالم نتيجة انعكاس تفشي فيروس «كورونا» المستجد على جميع مجالات النشاط الإنساني، وقطاعات العمل الحكومي، تتطلب تطوير رؤية استشرافية للمستقبل تستفيد من دروس المرحلة في استباق المتغيرات.
وأضاف أن القمة العالمية للحكومات تعمل بالشراكة مع الحكومات والمنظمات العالمية والخبراء وصناع القرار حول العالم لتوحيد الرؤى حول مستقبل القطاعات الحيوية، وتطوير الأدوات الكفيلة بضمان جاهزية الحكومات للمتغيرات وتعزيز مرونتها وقدرتها على ضمان مستقبل أفضل لمجتمعاتها.
وشهد منتدى الصحة الرقمي الذي تنظمه القمة العالمية للحكومات تنظيم جلستين رئيسيتين. الأولى بعنوان «كيف ستغير جائحة (كوفيد - 19) مستقبل قطاع الصحة عالمياً؟»، تحدث فيها عبد الرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، ولينا هالينغرين وزيرة الصحة والشؤون الاجتماعية في السويد، وبينت هوي وزير الصحة في النرويج.
واستعرض الوزراء خلال الجلسة الحوارية الافتراضية عدداً من التجارب العالمية في إدارة أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، وتشاركوا الرؤى والأفكار للارتقاء بقطاع الرعاية الصحية في مرحلة ما بعد الوباء.
تحذير من تسارع «كورونا»... وتوقع بقاء آثاره عقوداً
مدير «الصحة العالمية» أكد أن ضعف التضامن العالمي أكبر مهدد لمواجهة الأوبئة
تحذير من تسارع «كورونا»... وتوقع بقاء آثاره عقوداً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة