مقتل 23 انقلابياً شرق صنعاء

جنود من الجيش اليمني في إحدى جبهات الجوف (سبتمبر نت)
جنود من الجيش اليمني في إحدى جبهات الجوف (سبتمبر نت)
TT

مقتل 23 انقلابياً شرق صنعاء

جنود من الجيش اليمني في إحدى جبهات الجوف (سبتمبر نت)
جنود من الجيش اليمني في إحدى جبهات الجوف (سبتمبر نت)

قُتل ما لا يقل عن 23 عنصراً من ميليشيات الحوثي الانقلابية وجُرح آخرون، أمس (الاثنين)، بنيران الجيش الوطني في جبهة صلب بمديرية نهم شرقي محافظة صنعاء، بعد أقل من 24 ساعة من سقوط قتلى وجرحى آخرين في منطقة نجد العتق بالمديرية ذاتها، وتدمير مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن مخزن أسلحة للانقلابيين في نجد العتق.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن مصدر عسكري قوله إن «أبطال الجيش الوطني استدرجوا عناصر الميليشيات الحوثية إلى كمين محكم في أحد شعاب جبهة صلب وأطبقوا عليهم الحصار من جميع الاتجاهات وأوقعوهم بين قتيل وجريح». وذكر مركز إعلام الجيش أن ذلك تزامن مع استهداف طيران تحالف دعم الشرعية بعدّة غارات مواقع وتجمعات وتعزيزات للميليشيات الحوثية في جبهات صلب ونجد العتق ومواقع أخرى في مديرية نهم، وأسفرت الغارات عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات، ومنها تدمير 3 آليات وأربعة أطقم ومقتل جميع من كانوا على متنها.
واستهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، أول من أمس (الأحد)، بعدّة غارات، مخزن أسلحة ومواقع وآليات عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً، في منطقة نجد العتق بمديرية نهم، فيما دمّرت غارات أخرى عربة وعددا من الأطقم في محيط الجبهة ذاتها».
يأتي ذلك في الوقت الذي سقط قتلى وجرحى بصفوف عناصر ميليشيات الحوثي خلال معاركهم مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية. وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة إن قوات الجيش الوطني، مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران تحالف دعم الشرعية، وجهت الاثنين ضربة قاسية جديدة لميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة قانية، شمال البيضاء.
وأكد مصدر عسكري رسمي أن «الجيش والمقاومة سحقا مجاميع من ميليشيات الحوثي أثناء محاولتها التسلل إلى أحد المواقع في جبهة قانية، وأوقعوا العديد من تلك العناصر بين قتيل وجريح، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار تحت الضربات».
وأضاف أن «مدفعية الجيش استهدفت العناصر الهاربة وتمكنت من تدمير عدد من الأطقم العسكرية ومقتل من كانوا على متنها، فيما استهدف طيران التحالف بعدة غارات مواقع وتجمعات للميليشيات الحوثية بالجبهة ذاتها ودمرت عربتين بي إم بي وثلاثة أطقم عسكرية».
وفي المقابل، أكد القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين الوائلي، أن «قوات الجيش لقنت ميليشيات الحوثي في جبهات محافظة الجوف دروساً قاسية وكبدتها خسائر كبيرة في صفوفها، وأن الجيش يقاتل بمعنويات عالية».
وأشاد، وفق ما نقل عنه الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر. نت»، بدور مقاتلات تحالف الشرعية، التي ساندت قوات الجيش في المواجهات، واستهدفت مواقع المتمردين وتعزيزاتهم، وذلك عقب شن قوات الجيش الوطني، الأحد، هجوما عنيفا على مواقع ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، في محافظة الجوف (شمالا)؛ حيث استهدف الهجوم مواقع الميليشيا المتمردة شمال جبهة الجدافر، وأسفر عن تكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وبالتزامن، استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بغارات مكثفة، مواقع وتجمعات الميليشيا الحوثية في الجبهة ذاتها، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، بالإضافة إلى تدمير عتاد قتالي تابع لها.
في غضون ذلك، تواصل ميليشيات الحوثي اختراق الهدنة الأممية بشكل يومي في مختلف مناطق الحديدة الساحلية (غرب اليمن) من خلال ارتكاب المزيد من الانتهاكات .

وضبطت القوات المشتركة من الجيش الوطني في الساحل الغربي، الأحد، في مربع النجيبة جنوب مديرية حيس، جنوب الحديدة، سيارة تحمل ذخائر كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي. وقال مصدر في القوات المشتركة، نقل عنه المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية، أن «أفراد اللواء 11 عمالقة في نقطة النجيبة تمكنوا من القبض على سيارة نوع (هيلوكس) تحمل ذخائر مخبأة في صندوق على شكل خزان وقود أسفل السيارة».
وأوضح المصدر أن «السيارة كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي وقامت القوات بضبطها وتسليم سائق السيارة إلى قسم شرطة النجيبة لإحالته للتحقيق ليأخذ القانون مجراه».
وكانت القوات المشتركة قد أحبطت عمليات تهريب سابقة لشحنات من الذخائر والأسلحة والأسمدة ومواد تدخل في صناعة المتفجرات، كانت في طريقها للميليشيات الحوثية.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.