السودان يبدأ إجلاء1500 من مواطنيه العالقين في الخارج

طائرة سودانير التي تحمل الفوج الأول من العالقين بمصر لحظة وصولها إلى مطار الخرطوم (سونا)
طائرة سودانير التي تحمل الفوج الأول من العالقين بمصر لحظة وصولها إلى مطار الخرطوم (سونا)
TT

السودان يبدأ إجلاء1500 من مواطنيه العالقين في الخارج

طائرة سودانير التي تحمل الفوج الأول من العالقين بمصر لحظة وصولها إلى مطار الخرطوم (سونا)
طائرة سودانير التي تحمل الفوج الأول من العالقين بمصر لحظة وصولها إلى مطار الخرطوم (سونا)

بدأت السلطات السودانية في إجلاء 1500 من رعاياها العالقين بعدد من الدول العربية، بتسيير 12 رحلة طيران استثنائية، فيما أعلنت السلطات الصحية انها ستخضع جميع العائدين للفحص الطبي، وتحويل المشتبه بهم والمصابين إلى مراكز العزل المخصصة بالعاصمة الخرطوم.
وبلغ إجمالي الأصابات بفيروس كورونا في السودان منذ بداية الجائحة 8580، بينها 521 حالة وفاة، فيما وصلت اعداد المتعافين3325. وكانت الحكومة قد اعلنت تمديد إغلاق المطارات أمام حركة الركاب للرحلات الدولية والداخلية حتى 28 يونيو (حزيران) الحالي.
ووصل مطار الخرطوم أمس الفوج الأول من السودانيين العالقين بمصر لأكثر من شهرين، منذ إغلاق السلطات السودانية جميع المطارات والموانئ البرية والبحرية للحد من إنتشار فيروس "كوفيد- 19".
في غضون ذلك، تحركت 10 حافلات برية قادمة من القاهرة عبر المعابر الحدوية ويتوقع وصولها صبيحة يوم الاثنين، تقل نحو 500 شخص. وأعلنت عضو اللجنة العليا للطوارئ الصحية، هبة محمد علي، أن الرحلات ستتواصل تباعاً حتي اجلاء كل العالقين في الخارج. وجدولة السلطات الرحلات عبر عدد من شركات الطيران الوطنية والإقليمية لنقل الركاب من 5 دول، وهي السعودية ومصر والإمارات والأردن وقطر. وكانت وزارة الخارجية السودانية بالتنسيق مع قنصلياتها في السفارات تكفلت باسكان وإعاشة غالبية العالقين الذين واجهوا ظروف معيشية صعبة.
وأوصت وزارة الصحة السودانية بالسماح لدخول العالقين دون أي حجر صحي إلى السودان بعد ملء استمارة وابراز مستند يثبت دخوله الحجر الصحي لمدة 14 يوماً قبل مغادرة الدولة التي أتى منها، بالاضافة إلى الفحوصات الطبية الأخرى لفيروس كورونا. وأضافت اذا لم يستوف الشخص تلك الشروط سيتم حجزه فور وصوله مطار الخرطوم وتطبيق اجراءات العزل الصحي لمدة اسبوعين بإحدى المراكز العلاجية.
وكان مجلس الأمن والدفاع قد اصدر قرارا بناء على توصية من اللجنة العليا للطوارئ الصحية بالبدء فوراً في تفويج العالقين بالخارج عبر سفريات متتالية بحسب جدول الطيران المدني، وخصص ميزانية لجميع الجهات المشاركة في عمليات الاستقبال والإيواء. ووجه المجلس وزارة الصحة باستقبال العائدين ومراجعة الشهادات الصحية داخل المطار والسماح بدخول العالقين حاملي شهادات الفحص السلبي المعتمدة بعد أخذ البيانات، بينما يدخل الباقون إلى مراكز الحجر الصحي المجهزة حتى يتم أخذ العينات وفحصها. وشدد القرار على خضوع القادمين من مصر للفحص الطبي داخل مراكز الحجر، ويسمح لغير المصابين بمغادرة المركز حال ظهور النتيجة، بينما يحال المصابون لمراكز العلاج.
وبدأ السودان في تخفيف اجراءات الحظر، حيث اعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية فتح المساجد والكنائس الأسبوع الماضي، ووجهت الائمة بتقصير الوقت بين الآذان والصلاة، كما شددت على ضرورة اتباع الارشادت الوقائية بارتداء الكمامة للمصلين. ومددت السلطات حظر التجوال الشامل في كل البلاد لمدة 10 أيام تنتهي في 29 من يونيو (حزيران) الحالي، وسمحت للمواطنيين بالتحرك داخل الأحياء من الساعة السادسة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر.


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.