هل نجحت الرواية الخليجية في تفكيك الخطاب العنصري؟

نقاد وروائيون خليجيون يشاركون في استفتاء «الشرق الأوسط» حول دور الأدب في رصده وكشفه (1 ـ 2)

فريد رمضان - د.فهد حسين - د. حسن النعمي
فريد رمضان - د.فهد حسين - د. حسن النعمي
TT

هل نجحت الرواية الخليجية في تفكيك الخطاب العنصري؟

فريد رمضان - د.فهد حسين - د. حسن النعمي
فريد رمضان - د.فهد حسين - د. حسن النعمي

منذ تفّجرت قضية العنصرية مجدداً في الولايات المتحدة، بعد مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد أثناء توقيفه في مدينة مينيابوليس، بولاية مينيسوتا، والعالم يتقاسم الحديث بشأن العنصرية، البعض اشتغل بالتصويب على المجتمعات الغربية والمجتمع الأميركي تحديداً، وقلة هم من نظر في المرآة ليكتشف ندوب السلوك العنصري في محيطه.
ومع الإيمان بأن العنصرية هي قضية سياسية أولاً، فإن تجذرها وانتشارها مسألة ثقافية، ولذلك فنحن نبحث في هذا التحقيق (على حلقتين) عن دور الأدب، خصوصاً الأعمال الروائية الخليجية في فضح وكشف خطاب العنصرية، وتفكيكه، والنماذج الجريئة التي تصّدت للعنصرية بأشكالها المقيتة: اللون، والعنصر، والجنسية، والقبلية، والمذهبية، والطائفية، والمناطقية، والطبقية، والجندرية، وكل أشكال التفاضل وانعدام المساواة بين البشر.
منذ أن توسع هامش حرية التعبير في الخليج، توسع اهتمام الروائيين بالقضايا المسكوت عنها، وكلما كان الكاتب جريئاً اقترب من القضايا الأكثر سخونة وحساسية. وأشكال التفرقة العنصرية تأخذ مكانها كحالات فردية غالباً وليست قضايا عامة، وبعض الأعمال كانت حذرة حتى لا تثير سخطاً اجتماعياً.
على أنه يمكن القول إن الرواية كانت من أجرأ الخطابات في مناهضة أشكال التمييز والتصنيفات القبلية والمذهبية المختلفة، وهذا دور تنويري يذكر للرواية دون غيرها من الوسائل الأخرى.

- الناقد السعودي د. حسن النعمي: العنصرية خطاب عام
في كتابه «بعضُ التأويل»، يرى الناقد والأكاديمي السعودي الدكتور حسن النعمي، أن «الربط بين الرواية والخطاب العنصري يأتي في سياق العلاقة الجدلية بين الرواية والمجتمع. فالرواية هي العين الناقدة والنافذة في طبقات المجتمع، وليست مجرد نص للتوثيق والتأريخ، من هنا تتعقب الرواية الظواهر ذات النزعات الإشكالية، لمساءلة بواعثها ومكوناتها. ومن بين هذه النزعات التي تطفو على سطح المجتمع، التمييز العنصري بين فئات المجتمع. غير أن العنصرية خطاب عام، قبل أن يكون خطاباً خاصاً، فهي خطاب تمتد جذوره إلى بدء أزمة الإنسان مع التصنيف العرقي، هي خطاب عام في الثقافات الإنسانية يقف ضد وحدة الإنسان وفكرة الأصل الواحد.
عن الرواية السعودية، يلاحظ النعمي، أن «الرواية السعودية وجدت في العنصرية مادة مغرية بالتناول، غير أن معظمها اتخذ من تيمة الزواج مدخلاً ملائماً لتناول معضلات العنصرية. ومثلما تباينت الروايات في التناول، تباينت في موقفها من المشكلة. ويتمثل التمييز العنصري في سياق أكبر وهو الموقف من الآخر بكل مستوياته، غير أن أبرز ملامح هذا الخطاب تظهر في تمثيلات سردية تتخذ من الزواج كشفاً للاختلاف، وتأكيداً لرفض التلاقي. والرواية تتخذ من الزواج رمزاً لاختبار قسوة التمييز العنصري بين أبناء المجتمع الواحد، ديناً ولغة وانتماءً، كما تتخذ الرواية من الزواج رمزاً لاختبار إشكاليات التلاقي بين الشعوب والمجتمعات الأخرى، أو ما يمكن أن يدور في فلك السياق الحضاري.
ولا تفرق الرواية بين الرجل والمرأة في الوقوع تحت طائلة التمييز العنصري. فقد نجحت الرواية في التنويع في تقديم أشكال الخطاب المختلفة. فأظهرت تحيز المجتمع ضد الفرد. فالمجتمع سواء في شكله القبلي أو العشائري أو العائلي أو الطائفي أو المذهبي، هو الذي يمارس التمييز بسلطة الأعراف والتقاليد والمعتقدات التي لا تخلو من تحيز مطلق ضد الفرد. ففي رواية «أنثى تشطر القبيلة» لإبراهيم شحبي، يواجه شاهر والد تغريد، الذي قرر أن يزوّجها لفرد من خارج القبيلة، الإقصاء ومقاطعة القبيلة. ولا تسأل القبيلة عن هذا التصرف، إنه العرف العنصري الذي يشكّل تحدياً للجميع.

- الروائي السعودي يوسف المحيميد: غياب الأبعاد التاريخية
تمّثل رواية «القارورة» ليوسف المحيميد، واحدة من بين الروايات السعودية المميزة التي ناقشت موضوع العنصرية، حيث المُغْتَصِبْ يقول لضحيته (فاطمة) التي تطالبه بحفظ كرامتها المهدورة عبر الزواج: «ما بقي إلا أتزوج حساوية». ثم تعرج الرواية إلى فضاء أوسع عبر إيقاع عقاب مخفف للجاني على جريمته.
وفي ردّه على سؤالنا: كيف تناولت الروايات السعودية موضوع العنصرية؟ يجيب: «أعتقد أن الرواية السعودية تناولت العنصرية والمناطقية بشكل واسع، ويمكن القول إنها ركزت على التمايز بين المناطق، وعلى الطبقية أكثر مما يمكن التعارف عليه بالعنصرية، إلا إذا ارتكز التمييز المناطقي على تمييز عنصري على أسس إثنية أو ثقافية، وأظن أن كثيراً من الروايات السعودية تناولت العنصرية، سواء على المستوى القبلي أو العرقي أو الإثني، لكن ذلك من خلال موقف أو سلوك أو جملة ما، وليس من خلال شخصيات تعاني من النبذ والإقصاء، وحتى لو تم ذلك فلا يتناول جذور هذا التمييز، وأبعاده التاريخية».
وعما إذا موضوع ومثله أشكال التمييز والتمايز المختلفة، يجري الاقتراب منها في الأعمال الأدبية والفنية بخجل وسطحية، ونكران، وتمويه أحياناً، وحتى بالتواطؤ... حيث لا نجد أعمالاً تقارب حجم الظاهرة وتجذرها في المجتمع، يقول المحيميد: «بالضبط، لم تعمل الرواية على تجذير وكشف هذه العنصرية بشكل عميق، هي كما أسلفت مجرد مواقف ضبابية وبسيطة، لا تعود إلى الجذور إلا بحدود ضيقة».
بالإضافة إلى رواية «القارورة»، أصدر المحيميد عام 2003 روايته «فخاخ الرائحة»، حيث تناولت العنصرية ضد السود. عن هذه التجربة يقول المحيميد: «تناولت الرواية موضوع العنصرية ضد السود تحديداً، عبر تجارة الرقيق في بدايات القرن الماضي، من خلال شخصية توفيق، ووصفت رحلة الجلابة بخطف الرقيق من أحراش السودان إلى ميناء سواكن ثم بيعهم في جدة، فالرياض. ومع ذلك كانت هذه شخصية واحدة ضمن شخصيات الرواية، ولا يعني أن الرواية التي تفرد كل صفحاتها للأقليات المضطهدة أنها تناولت العنصرية بشكل عميق، فقد يكون التناول سطحياً وغير مقنع. أظن أن العمق النفسي والفلسفي، والقيمة الفنية الجمالية، هي ما يصنع العمل الروائي المميز، وهذه شروط يصعب تحققها في كثير من الأعمال الروائية، ليس السعودية فحسب، وإنما حتى الأعمال الروائية العربية. وأعتقد أن ممارسة العنصرية تكون في أبسط تجلياتها حين تأتي عابرة من أفراد المجتمع المؤسسين على ثقافة عنصرية، وأشرسها حين تأتي من الأنظمة والقوانين التي تميز بين المواطنين».

- الناقد البحريني فهد حسين: العنصرية تفرخ عنصريات
يتحدث الأمين العام السابق لأسرة الأدباء والكتاب في البحرين، الناقد البحريني الدكتور فهد حسين، عن خطاب العنصرية في الأعمال الروائية، قائلاً: «الحديث عن العنصرية لا يقف عند اللون، بل تتخطى العنصرية حواجز كثيرة في المجتمع الإنساني، فهناك عنصرية باسم الديانات، وأخرى تحت مظلة الطائفية أو المناطقية، في حين جذّرت الثقافات والميثولوجيات والحضارات العنصرية تحت شعار الهويات وأفضلية بعضها على بعضها الآخر، وتحركت المعتقدات التي تكرس دونية اللون الأسود ورفعة أصحاب البشرة البيضاء، أو محاربة دين وضعي لدين سماوي والعكس، بل تؤكد لنا بعض الحضارات كيف كانت تسخر الناس البسطاء في خدمة مصالحها، وبناء الأهرامات دليل بارز على هذا. حتى الحضارة العربية لم تكن بعيدة عن المفاضلة، ألم يكن يعاب ويعيّر بلال (رضوان الله عليه) بلونه؟ وألم يكن لون (عنترة) حاجزاً مؤلماً في حياته؟».
وكان الدكتور فهد حسين قد قدم رسالته للدكتوراه عن «صورة المرأة في الرواية النسوية الخليجية الجديدة». وعن تناول الأدب الخليجي عموماً للعنصرية، يقول: «تناولت بعض الأعمال الروائية الخليجية العنصرية تحت موضوعات متعددة، فقد ناقشت ليلى الجهني في رواية (جاهلية) موضوع اللون ونظرة المجتمع إليه، كما ناقشت ليلى العثمان اللون أيضاً في رواية (صمت الفراشات). وناقش العنصرية بعدة أشكال الروائي البحريني الراحل عبد الله خليفة، في أكثر من عمل تحت سياقات الصراع بين ما يعتبر دونية مجتمعية لونية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، وبين علية المجتمع، وكذلك كتب الروائي البحريني فريد رمضان في روايته الأخيرة عن تجارة الرقيق في المنطقة، وكيفية سرقة الفتيات والفتية ذوي الأعمار الصغيرة من بلدان أفريقية وآسيوية».

- الروائي البحريني فريد رمضان: هويات ثقافية
يعدّ الروائي البحريني فريد رمضان، وهو روائي وسينارست ومنتج سينمائي (مواليد المحرق 1961)، من أبرز الروائيين الخليجيين الذين اشتغلوا على تفكيك خطاب العنصرية، عبر اشتغاله بموضوع الهويات الثقافية في البحرين، حتى أطلق عليه نقاد «روائي الهويات».
يبرز هذا الاشتغال في أغلب أعمال رمضان: «البياض» (قصص قصيرة - 1984)، «التنور» (رواية - 1994)، «السوافح ماء النعيم» (2006)، «البرزخ» (2000)، وحتى «تلك الصغيرة التي تشبهك» (نصوص - 1991).
في روايته «التنور؛ غيمة لباب البحرين» يبحث في هويات «الهولة» (العرب القاطنين برّ فارس، حيث هاجروا مجدداً إلى اأاليم عربية في الخليج)، ويتناول تحولاتهم من الساحل الفارسي، حتى استقرارهم في الجانب العربي من الخليج.
وتبحث رواية «المحيط الإنجليزي» بشكل استقصائي في «هجرة البلوش والأفارقة إلى البحرين، وشبه الجزيرة العربية».
وفي رواية «البرزخ»، يتناول فريد رمضان جذور هويات مواطنين بحرينيين من أصول عمانية وعراقية، تمتد في الهجرة والاستيطان في البحرين، أما رواية «السوافح» فتتقصى المجموعات السكانية التي هاجرت من الجنوب العراقي، ومن شرق السعودية.

- الناقد الكويتي فهد الهندال: ضرورة قراءة التاريخ الاجتماعي
ويجيب الناقد والكاتب الكويتي فهد الهندال عن سؤالنا: كيف ظهرت العنصرية في الأعمال الأدبية الكويتية؟ بقوله: «إذا أردنا تشريح موضوع العنصرية المتغلغلة في أي مجتمع إنساني، لا بد أولاً قراءة تاريخه الاجتماعي وعوامل التكوين البشري في قيام هذا المجتمع وظروفه الحياتية. وسنجد أن المجتمع الخليجي ومنه الكويتي، قام على وجود طبقية معينة، نتيجة وجود طبقة الملاك وأصحاب أموال وسلطة، مقابل طبقة كادحة تعتاش على فرص ضئيلة من العمل والحياة».
الكويت بالأصل بلد هجرات، هاجر إليه الناس من جهات مختلفة اجتماعياً وثقافياً وفكرياً واقتصادياً، وجميعها تجمعت في بوتقة واحدة، ولكن هل أسهم ذلك في إذابة الفوارق؟ يجيب الهندال: «طبعاً لا، كأي مجتمع إنساني متعدد، هناك من حافظ على تميّزه ويريد لأن يبقى مميزاً عن غيره. وهذا انعكس على كثير من الأعمال الأدبية الكويتية، منها ما كان قائماً على نبذ خطاب التمييز والكراهية، أو محاولة الحد من الطبقية والفئوية المتحكمة في المجتمع، أو تعزيز الهوية الإنسانية في التعايش السلمي بين مختلف الأعراق والأديان المكونة للحياة الاجتماعية في الكويت، ومنها ما كان يسير نحو إنصاف المهمشين في المجتمع وعلى رأسهم الكويتيون البدون.
ويرى الهندال أن «هناك دوافع عدة واتجاهات مختلفة من الكتابة، حملت رؤى متنوعة وأفكاراً صريحة أو ضمنية في الخطاب الروائي. وهو ما قد لمسناه بأعمال قصصية وروائية لعدد من الأدباء الكويتيين، كإسماعيل فهد إسماعيل، وليلى العثمان، وسليمان الشطي، ووليد الرجيب، وطالب الرفاعي، وفوزية شويش السالم، وناصر الظفيري، وباسمة العنزي، وحمد الحمد، وبثينة العيسى، وسعود السنعوسي، وبسام المسلم، وعبد الله البصيص، ومنى الشمري، وخالد النصرالله، وخالد تركي، وحمود الشايجي، وجميلة سيد علي، وعبد الوهاب الحمادي، وآخرين».



مصر: متحف التحرير يعرض التابوت «الاستثنائي» بعد استعادته من أميركا

التابوت الأخضر من القطع الأثرية النادرة (المتحف المصري بالتحرير)
التابوت الأخضر من القطع الأثرية النادرة (المتحف المصري بالتحرير)
TT

مصر: متحف التحرير يعرض التابوت «الاستثنائي» بعد استعادته من أميركا

التابوت الأخضر من القطع الأثرية النادرة (المتحف المصري بالتحرير)
التابوت الأخضر من القطع الأثرية النادرة (المتحف المصري بالتحرير)

أبرز المتحف المصري في التحرير (وسط القاهرة) التابوت الأخضر «الاستثنائي» الذي يعود إلى الكاهن «عنخ إن ماعت» لمصر، مؤكداً على القيمة الكبيرة لهذا التابوت، الذي يرجع عمره إلى 2600 عام، بعد معركة قانونية طويلة لاسترداد هذا التابوت الذي سُرق من مقبرة في أبو صير (غرب القاهرة) عام 2008، وتم تهريبه إلى ألمانيا ثم عرض في متحف بهيوستن إلى أن نجحت مصر في استرداده عام 2023، وفق بيان للمتحف المصري بالتحرير.

ويعدّ هذا التابوت «استثنائياً»، لأن وجهه ملون بالأخضر بما يرمز للبعث والخلود، بينما جسم التابوت أسود وهو لون مرتبط بالإله أوزوريس، ويصل طوله إلى نحو 3 أمتار، فيما يصل وزنه إلى نصف طن، والتابوت عليه كتابات هيروغليفية من «كتاب الموتى» بماء الذهب.

وعدّ عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، عودة تابوت الكاهن المصري، عنخ إن ماعت، الذي يعود إلى نحو 2600 عام، إلى أرض الوطن وعرضه اليوم في المتحف المصري بالتحرير، «لحظة فارقة ومضيئة في مسيرة استرداد مصر لتراثها الحضاري المسلوب، وتؤكد من جديد أن الحضارة المصرية ليست مجرد تاريخ، بل قضية وطن وكرامة وهوية».

وأضاف عبد البصير لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا التابوت الاستثنائي ليس مجرد قطعة أثرية نادرة من العصر المتأخر، بل هو وثيقة حضارية متكاملة، تعكس عمق الفكر الديني، وجمال الفن الجنائزي، ودقة العقيدة المرتبطة بالحياة الأخرى لدى المصريين القدماء، فالكاهن عنخ إن ماعت كان جزءاً من منظومة دينية وفكرية متكاملة، آمنت بالخلود والبعث، وعبّرت عن ذلك بلغة فنية لا تزال تبهر العالم حتى اليوم».

التابوت الأخضر للعرض بالمتحف المصري بعد عودته من الخارج (المتحف المصري بالتحرير)

وتسعى مصر لاسترداد آثارها التي تم تهريبها للخارج بشكل غير مشروع، من خلال جهود قانونية ودبلوماسية متنوعة، وتمكنت بالفعل من استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية خلال 10 سنوات، وفق تصريحات سابقة لوزير السياحة والآثار، مؤكداً أن الدولة تولي ملف استرداد التراث الأثري أهمية كبيرة ضمن جهودها للحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية لمصر.

ووفق عبد البصير، فإن «استعادة هذا الأثر المهم من الولايات المتحدة يعكس تحولاً حقيقياً في ملف استرداد الآثار خلال عصر الجمهورية الجديدة، حيث أصبحت مصر تتحرك بثقة وقوة القانون الدولي، مدعومة بإرادة سياسية واعية، ومؤسسات ثقافية وأثرية محترفة، وتعاون وثيق بين وزارة السياحة والآثار، ووزارة الخارجية، والنيابة العامة، وكافة أجهزة الدولة المعنية».

ويصف المتخصص في الحضارة المصرية القديمة، الدكتور محمد حسن، التابوت الأخضر، بأنه «أحد التوابيت التي تعود للعصر المتأخر، ويحمل العديد من الدلالات المرتبطة بعقيدة المصري القديم»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «استعادة هذا التابوت بفضل جهود إدارة الآثار المستردة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، ليتم وضعه في المتحف المصري بالتحرير، تشير إلى اهتمام مصر بتراثها المادي وحرصها على استعادته».

ويضم المتحف المصري بالتحرير الذي يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1902 مجموعات متميزة من الآثار المصرية تمتد من فترة ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني، من بينها لوحة الملك نعرمر التي تُخلد توحيد مصر تحت حكم ملك واحد، ومجموعة من التماثيل والقطع الأثرية لملوك عصر بناة الأهرامات، والمجموعة الجنائزية ليويا وتويا جدي الملك إخناتون، وكنوز تانيس، وآلاف القطع الأثرية الأخرى، وفق وزارة السياحة والآثار.

ويرى الخبير السياحي المصري، بسام الشماع، أن «عرض هذا الأثر بعد عودته واسترداده فرصة عظيمة لنطالب دولاً في العالم مرة أخرى بإعادة المزيد من آثارنا المنهوبة، طالما هناك طرق ذكية رسمية وقضائية تتبعها وزارة السياحة والآثار المصرية لاسترداد الآثار»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «كما أن عرض هذه الآثار المستردة يراكم نوعاً من الثقافة التوعوية بالحضارة المصرية القديمة، وأهمية أن تكون آثار تلك الحضارة في مكانها الطبيعي ببلدها مصر وليس في أي دولة أخرى».

وأشار إلى التطوير والتجديد اللذين يجريان في المتحف المصري بالتحرير من خلال تحديث سيناريو العرض واختيار قطعة الشهر وتخصيص قاعة للمعارض المؤقتة، وبها معرض حالي عن نفارتاري زوجة رمسيس الثاني.


ممدوح سالم: «الهندول» يتعمق في تأثير الفقد على الأطفال

«الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
«الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
TT

ممدوح سالم: «الهندول» يتعمق في تأثير الفقد على الأطفال

«الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
«الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

قال المخرج السعودي، ممدوح سالم، إن فيلمه «الهندول» ارتبط بمشهد عاشه في وداع جده، وإن الفكرة ظلت تلح عليه حتى كتبها بعد 10 سنوات، مؤكداً أن العمل السينمائي الذي قدمه ليس عن الموت فقط، بل عن الحياة أيضاً، وأن التحدي الأكبر الذي واجهه الفيلم هو تصويره في مقبرة حقيقية.

وأضاف سالم في حوار مع «الشرق الأوسط» أن «كل الفرص متاحة لصناع الأفلام السعوديين لكي يرووا حكاياتهم»، لافتاً إلى نضاله ورفاقه من السينمائيين السعوديين لعرض الأفلام؛ مما أحدث حراكاً سينمائياً «كانت نتيجته هذا الازدهار الذي تحققه السينما السعودية خلال سنوات قليلة»، على حد تعبيره.

ويعرض ممدوح سالم في أحدث أفلامه الروائية القصيرة «الهندول» قصة تأثير الفقد على الأطفال، من خلال طفل صغير يموت والده فجأة ويجد صعوبة بالغة في تقبل فكرة الموت، وبينما تنشغل الأم باستقبال المعزين، يتسلل الصغير إلى مقبرة أبيه، ويرفض مغادرتها على الرغم من مطاردة الحارس له، ويقوده ذلك إلى لقاء عفوي مع العم «سالم» الذي يعمل نجاراً، وحين تضع الأم مولوداً جديداً، يساعده «سالم» لكي يتجاوز أحزانه، ليدرك الطفل مع الوقت أن الموت هو الوجه الآخر للحياة، وأن الحب والذكريات يُبقيان الأحبة قريبين إلى الأبد. الفيلم من بطولة يوسف شيخ، ووليد باعشن، وابتسام محمد، وعائشة الرفاعي، ومن إنتاج وإخراج ممدوح سالم، والسيناريو والحوار لفاروق الشعيبي.

شارك الفيلم في الدورة الخامسة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» ضمن برنامج «أفلام السعودية الجديدة» الذي سلط الضوء على 21 فيلماً قصيراً وطويلاً تحمل رؤى وأفكاراً جديدة لصناع أفلام سعوديين، من بينهم المخرجة هيفاء المنصور وأحدث أفلامها «المجهولة».

المخرج السعودي ممدوح سالم (صفحته على فيسبوك)

بدأ ممدوح سالم نشاطه الفني ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً للعروض المسرحية والسينمائية، وقدم 8 أفلام ما بين وثائقية وروائية، إلى جانب عروضه المسرحية وأعماله الدرامية بالتلفزيون.

وتعود قصة الفيلم إلى ما قبل 10 سنوات، حين ذهب المخرج لوداع جده، ولفت نظره طفل في جنازة أخرى بدا عليه التأثر الشديد... يقول سالم: «جذبني الطفل بحالة الحزن التي تسكن روحه، فهو لم يختبر معنى الفقد والغياب، كيف يستوعب عقله الصغير كل ذلك؟ وظلت الفكرة في رأسي، وبنيتُ عليها الفيلم، وكتبتُ معالجة، وكتب فاروق الشعيبي السيناريو والحوار»، ويلفت سالم إلى أن «الهندول» يرمز إلى الحياة، «فالكلمة نفسها تعني سرير الطفل الرضيع»، مشيراً إلى أن فيلمه يقدم مقاربات بين الحياة والموت.

ويسوق المخرج مقاربات رمزية تعكس ذلك ما بين: النعش والهندول، والسرير والقبر، والليل والنهار، فالنجار الذي يصنع السرير هو أيضاً من يصنع نعش الموت. ويتابع: «لم يكن على بالي أن أقدم فيلماً قصيراً؛ لأنني أعكف على تحضيرات فيلمي الروائي الطويل الأول، لكن الفكرة كانت تُلح عليّ، وكل من قرأ السيناريو من أصدقاء أثق بهم تحمس له».

ولأول مرة تصوَّر مشاهد فيلمية داخل مقبرة حقيقية، وكان هذا تحدياً كبيراً، مثلما يقول سالم... «يُمنع في المملكة التصوير داخل مقبرة؛ لذا رفعنا طلباً إلى الجهات الرسمية وساعدتنا (هيئة الأفلام) في ذلك، وقد اعتمدت في التصوير على اللقطات الواسعة لُتظهر جانباً من معالم جدة التاريخية بأحيائها القديمة، وكذلك ظهرت ملامح المدينة في لقطات خروج الطفل من منزله».

الفيلم من إنتاج ممدوح سالم أيضاً وبدعم جزئي من «هيئة الأفلام» بنسبة 40 في المائة من تكلفته عبر برنامج «ضوء». وأخرج سالم 8 أفلام قصيرة ووثائقية، من بينها «ليلة البدر» عام 2007، وهو وثائقي شارك في «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية»، وعُرض في 12 مهرجاناً، ويتناول الحياة الاجتماعية في الحجاز، كما حاز تكريماً من «استوديو كازان».

ممدوح سالم وفريق عمل الفيلم في «مهرجان البحر الأحمر» (صفحة سالم على فيسبوك)

وفي فيلم «جدة ملتقى الثقافات والحضارات» تناول سالم أحداث السيول التي شهدتها مدينته جدة قبل سنوات، وحصل به على جائزة «أفضل فيلم وثائقي» في «مهرجان مسقط السينمائي»، كما أخرج فيلماً وثائقياً هو «صقر الجزيرة» عن توحيد السعودية، وله أيضاً فيلم «رواشين» الذي تطرق إلى الطراز المعماري في جدة التاريخية.

ورغم بداياته ممثلاً مسرحياً، وتقديمه عروضاً ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً، فإن سالم انشغل في أعمال بعيدة عن التمثيل، مؤكداً أنه أراد أن يركز أكثر في الإنتاج والإخراج والتوزيع السينمائي عبر شركته التي أسسها قبل سنوات.

وبدأ ممدوح سالم نشاطه الفني عقب تخرجه في الجامعة عام 2000، وحصل على دبلومة في إنتاج وإخراج الأفلام، وشارك في ورشات سينمائية عدة، وكان قد شارك ممثلاً في نحو 24 عملاً بين الدراما والكوميديا، من بينها مسلسل «بابا فرحان» الذي صدر في 18 جزءاً.

وظهر سالم في الفيلم السعودي الوثائقي «ضد السينما» للمخرج علي سعيد، بصفته أحد صناع الأفلام الذين نفذوا مبادرات مهمة أحدثت حراكاً سينمائياً مبكراً، ويتحدث عن مبادرته قائلاً: «أطلقت عام 2006 أول مهرجان سينمائي سعودي بعنوان (مهرجان جدة للعروض المرئية) ثم صدر قرار بوقفه في 2009، كما أقمت أول عروض سينمائية عام 2008 بعرض الفيلم السعودي (مناحي) من إنتاج (روتانا) في مدن جدة والطائف والرياض، وكنا نعرض الأفلام في قاعات مسرحية، وأحدثت حراكاً في مسار السينما السعودية».

وما بين الأمس واليوم، يبدو الفارق كبيراً مثلما يقول: «الوضع اختلف تماماً مع (رؤية المملكة 2030)، فقد أصبح هناك دعم كبير للثقافة؛ مما أحدث نهضة ثقافية كبيرة، سواء على مستوى السينما، ومستوى العروض المسرحية، وأتاح لكثير من المواهب أن تنطلق»، ويلفت سالم إلى أن «فرصاً هائلة متاحة للشباب أكثر من أيامنا، وهناك تجارب واعدة لصناع أفلام لديهم فكر ناضج ورؤى مختلفة، وهذا التنوع يصُب في مصلحة الثقافة السعودية»، وفق تعبيره.


في 2025... نجوم السينما لا تتلألأ كما بالأمس

دواين جونسون تهاوى في «الآلة المدمرة» (A24)
دواين جونسون تهاوى في «الآلة المدمرة» (A24)
TT

في 2025... نجوم السينما لا تتلألأ كما بالأمس

دواين جونسون تهاوى في «الآلة المدمرة» (A24)
دواين جونسون تهاوى في «الآلة المدمرة» (A24)

عندما تبين أن فيلم «الآلة المدمّرة» (The Smashing Machine) فشل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في استقطاب جمهور بطله دواين جونسون أو أي جمهور آخر، علق الممثل المعروف قائلاً: «النجاح ليس بالأرقام وحدها». هذا القول، بالنسبة لممثل يُقال إنه يتقاضى 50 مليون دولار عن كل فيلم، لا يقلل من أهميته المهنية؛ فهو درس مهم مفاده عدم الخروج عن القوالب التي تعوّد الجمهور على رؤيته فيها. لقد أحبّه الجمهور في نوع أو نوعين فقط، ومن الأفضل الحفاظ على هذه الصورة للبقاء على سدّة النجاح من دون ثقب أسود.

لكن، كيف نلوم ممثلاً وجد سيناريو مختلفاً عن المعتاد، وقام بأداء دور جديد قد يفتح له المجال ليصبح ممثلاً درامياً حقيقياً، يطمح لقراءة اسمه ضمن قوائم الترشيحات؟ دور يقدّمه بصفته ممثلاً، لا بصفته مجرد شكل بطولي يعتمد على القوة البدنية فقط؟

الفيلم الذي دمّر نفسه

محاولة جونسون فشلت... الفيلم عن حياة المصارع مارك كر لم يرقَ للتوقعات (A24)

محاولة جونسون باءت بالفشل لأن الفيلم، الذي يروي جزءاً من سيرة المصارع مارك كر، لم يكن على مستوى التوقعات. لم يكن الفيلم سيئاً إلى حدٍّ مرفوض، لكنه لم يكن جيداً بما يكفي. هذا أمر لا يمكن لوم جونسون عليه، بل هو نتيجة كتابة وإخراج بيني صفدي، وتبنته شركة الإنتاج (A24) على أساس أنه فيلم ناضج لجمهور يقدّر القيمة الفنية.

هذا يعني بكلمات، أن الجمهور المستهدف كان ممن تجاوزوا منتصف الثلاثينات، وقدروا أفلام الشخصيات الناضجة. لكن المرير أن هذه الفئة لم تتجه إلى الصالات إلا بنسبة 8 في المائة مقارنة بالجمهور الشاب الذي توقع فيلم مغامرات مليء بالإثارة الرياضية.

شركة الإنتاج راهنت على أن اسم دواين جونسون سيكون كافياً لتجاوز أي عثرات، فأطلقت الفيلم في نحو 3000 صالة في شمال أميركا (الولايات المتحدة، والمكسيك، وكندا) بدل اعتماد نظام عروض محدود لبناء الجمهور تدريجياً عبر تأثير الكلمة الشفهية «Word of Mouth» اختيار معاملة الفيلم كأي فيلم سابق من بطولة جونسون كان فشلاً جسيماً كلَّف الشركة 50 مليون دولار (بالإضافة لأجر الممثل). هذا إلى جانب أن الأسواق العالمية باتت، منذ سنوات، مصابة بآفات السوق المعهودة داخل الولايات المتحدة، فما ينجح فيها سينجح (غالباً) حول العالم، وما يفشل فيها سيفشل خارجها.

طغيان النوع

لكن جونسون ليس الوحيد بين الممثلين الذين ساروا على درب معيَّن ثم حاولوا تجربة الخروج منه صوب دور مختلف ليجدوا أن ترحاب المعجبين (ما بين 18 و36 سنة) لم تتماثل مع الأدوار التي اشتهروا بها.

هذا ليس وليد اليوم، ففي زمن سابق حاول رهط من الممثلين الذكور والإناث الخروج من القالب المعتاد صوب آخر ليكتشفوا أن ما كان في البال لم يتحقق. من بين هؤلاء سكارلت جوهانسن في «شبح في الصدفة» (Ghost in the Shell) سنة 2017، وروبرت داوني جونيور في «دوليتل» (2020)، وڤِن ديزل في «جدني مذنباً» (Find Me Guilty) في 2006، وسواهم.

جنيفر لورنس كما ظهرت في «مُت يا حبيبي» (إكسيلانت كاداڤر برودكشنز)

هؤلاء الممثلون قدموا أعمالاً جماهيرية ضخمة مثل «آيرون مان»، وسلسلة «ذا أفنجرز» (بالنسبة لجوهانسن وداوني)، و«سريع وغاضب» (Fast and Fury) بالنسبة لڤِن ديزل. ومع تدجين هوليوود للجمهور لمتابعة أفلام الأكشن ومسلسلات الكوميكس، أصبح النوعان طاغيين على مستقبل الممثل وقيمته الفنية، ما يُحدِّد نجاحه أو فشله. إذا حاول الممثل إظهار مهاراته التمثيلية الحقيقية، غالباً ما تواجهه نسبة فشل أعلى من النجاح.

نجوم حقيقيون

نتيجة ما سبق أصبح تأثير الممثل على شباك التذاكر أقل، مقابل صعود تأثير الفيلم نفسه. خذ مثلاً كريس هيمسوورث، أو روبرت داوني جونيور، أو سكارلت جوهانسن؛ أو أي نجم من نجوم سلسلة «The Avengers»، ستجد أن الإقبال لن يتأثر على أي جزءٍ جديد من السلسلة إلا بنسبة بسيطة قد لا تتجاوز 10 في المائة، ما دام الممثلون الباقون موجودين فيه.

بذلك بات الممثلون في هذه المسلسلات، مثل توم هولاند في «سبايدر مان»، ورايان رينولدز في «Deadpool»، ودواين جونسون في «جومانجي»، يعيشون في فخ أو حقل ألغام بلا خريطة.

هذا لم يكن الحال في سابق سنوات هوليوود، حين كان بإمكان الممثل اختيار أدواره بحرية دون عواقب كبيرة. نتحدّث عن همفري بوغارت، وريتا هايوورث، وهنري فوندا، ومارلون براندو وإليزابث تايلور، وصولاً إلى أنطوني هوبكنز، وكلينت إيستوود، وبيرت رينولدز، وعشرات آخرين انتقلوا من الكوميديا إلى الدراما ومن فيلم بوليسي إلى فيلم حربي، أو وسترن بالنجاح نفسه. هؤلاء كانوا نجوماً يتلألأون في كل مناسبة وإن فشل أحد أفلامهم فإن ذلك لا يشكل ضربة مؤثرة، بل مجرد حكّة بسيطة وعابرة.

سكارلت جوهانسن أخرجت وأنتجت «إليانور العظيمة» (سوني كلاسيكس)

هذا العام تعددت النماذج التي تشهد بأن النجومية لم تعد تتلألأ كما سبق لها أن فعلت قبل طغيان أفلام الكوميكس وباقي المسلسلات.

إلى جانب فشل جونسون في مهمّته التدميرية وجدنا جنيفر لورنس تواجه المعضلة نفسها عبر فيلمها الأخير «مت يا حبيبي» (Die My Love). زميلتها سكارلت جوهانسن أقدمت على إنتاج وإخراج فيلم عن الهولوكوست عنوانه «إليانور العظيمة» (Eleanor the Great) وحصدت فشلاً ذريعاً، كذلك الحال مع جوليا روبرتس في «بعد الصيد» (After the Hunt)، وجوني ديب في «مودي: ثلاثة أيام على جناح الجنون» (Three Days on the Wing of Madness) من بين أمثلة قليلة أخرى.

هذا ما خلفه الاعتماد على أفلام لا معنى لها تُنتج بمئات ملايين الدولارات لأن الجمهور السائد يرغب في الترفيه عن نفسه في كل يوم من أيام السنة. الممثلون يلتقطون هذه الأدوار لأنها عمل مضمون بأجر كبير، لكن إذا ما كانت آمالهم معلّقة بأدوار مختلفة وعميقة وتمنح جوائز، فإن الخروج عن الموديل السائد سيعني، في غالب الأحوال، ذلك النوع من الفشل الذي يبقى في البال طويلاً ويجعل الممثل خائفاً من فشل آخر قد يهبط بأجره المادي.