الأزهر يُدرب أئمة 13 دولة لمواجهة «الأفكار المتشددة»

دعا الهيئات والمؤسسات الدولية لمُساندة قضايا اللاجئين

TT

الأزهر يُدرب أئمة 13 دولة لمواجهة «الأفكار المتشددة»

اختتمت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، أمس، فعاليات تدريب 50 إماماً من 13 دولة عن بُعد، وذلك بهدف «مواجهة الأفكار المتشددة، وتصويب المفاهيم المغلوطة». فيما دعا الأزهر «الهيئات والمؤسسات ووسائل الإعلام الدولية لمساندة قضايا اللاجئين».
ودشن الأزهر أكاديمية دولية للأئمة والوعاظ في يناير (كانون الثاني) 2019 للتدريب على محاربة الإرهاب والفكر المتشدد ونبذ الكراهية، ونشر التعايش بين الجميع. وقال الأزهر حينها عن الأكاديمية إنها «ترجمة عملية لجهود الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، في مواجهة الإرهاب والتطرف».
واستمرت الدورة المخصصة لتدريب الأئمة الوافدين من «السودان، ونيجيريا، والكاميرون، وبنين الشعبية، والصومال، وتونس، وتوجو، والهند، وماليزيا، وأندونيسيا، وأوزباكستان، وبورما، وكازاخستان» ثلاثة أشهر، قدمت فيها «أحدث أساليب الدعوة الإسلامية من خلال برنامج إعداد الداعية المعاصر».
وقال الدكتور محمد الضويني، رئيس أكاديمية الأزهر، إنه «في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، تم التدريب والتعلم عن بُعد، من خلال إنشاء فصول ومجموعات وورش افتراضية، قصد تمكين الأئمة والوعاظ الوافدين من الدفاع، والحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير»، مشيراً إلى أن «الدورة اشتملت على قضايا عقائدية وفكرية وتربوية وسلوكية، تهدف في مجملها إلى مواجهة ومحاربة التطرف والتشدد، وسوء الفهم لبعض المفاهيم»، وموضحاً أن «الأكاديمية اهتمت من خلال تلك الدورة بتخصيص عدد من المواد الدراسية لتصحيح تلك المفاهيم (المغلوطة والخاطئة)، حتى يستطيع الدعاة أن يكونوا قادرين على تحديد قضايا الفكر الإسلامي الجدلية والشائكة، وبحثها بحثاً علمياً جاداً لتحديد الموقف الصحيح منها، بما يسهم في الحد من أفكار التطرف والغلو والإرهاب، ويساعد في استقرار المجتمعات الإنسانية».
وأكد مصدر في الأزهر أن «حفل تخريج الأئمة (أمس) جاء في إطار توجيهات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بضرورة التصدي للأفكار المتطرفة، ومواجهتها بالتأصيل العلمي الصحيح الواعي، حتى يكون الإمام على دراية بمجريات العصر وتطوراته».
في غضون ذلك، أكد الأزهر بمناسبة «اليوم العالمي للاجئين»، أمس، «أهمية إعطاء المجتمع الدولي، بكل مكوناته، المزيد من الاهتمام لقضايا اللاجئين وحقوقهم، خاصة في ظل ما يشهده العالم من وباء (كورونا)، الذي زاد اللاجئين ألماً فوق ألمهم، وفرض المزيد من التحديات والمخاطر على حقهم بالعيش في سلام وأمان، وتركهم فريسة سهلة لوباء لم يفرق بين بني البشر، فطال القاصي والداني».
ودعا الأزهر «وسائل الإعلام العالمية والمنظمات الحقوقية، وغيرها من الهيئات والمؤسسات المعنية، إلى مساندة قضايا اللاجئين، وبذل كل الجهد لضمان حقوقهم الإنسانية الكاملة، وتوفير سبل الحماية الكافية لهم من وباء (كورونا) المستجد، والعمل بصدق وإخلاص على حل القضايا التي كانت سببا في لجوئهم وتهجيرهم من أوطانهم»، مشدداً على «ضرورة احترام الحقوق والحريات، التي كفلتها المواثيق الدولية للاجئين، ومن قبلها الشرائع السماوية»، ومتمنياً أن «يتكاتف المجتمع الدولي للقضاء على الظواهر والأسباب، التي ترغم بعض الأشخاص قسراً على مغادرة بلدانهم وأوطانهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.