انتهاء أزمة المصريين المحتجزين في ترهونة

TT

انتهاء أزمة المصريين المحتجزين في ترهونة

وسط اهتمام رسمي إعلامي لافت، أعلنت السلطات المصرية عودة 23 مصرياً كانوا محتجزين من قبل إحدى الميليشيات في مدينة ترهونة الليبية، بعد نجاح «الأجهزة المصرية المعنية، بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطلاق سراحهم، وإعادتهم إلى أرض الوطن سالمين».
وحظي العائدون باستقبال رسمي بثته القنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة على الهواء مباشرة، لدى وصولهم إلى منفذ السلوم البري على الحدود المصرية الليبية، حيث كان في استقبالهم أمام بوابة المنفذ الرئيسية، محافظ مرسى مطروح، اللواء خالد شعيب، وممثلو الأجهزة المعنية.
وردد العائدون الذين التحفوا بالعلم المصري عبارات الشكر والثناء للدولة، ممثلة في شخص الرئيس السيسي وأجهزتها، خاصة الجيش والاستخبارات. كما رووا تعرضهم لاستقبال متميز من الجيش الوطني في المنطقة الشرقية، التي عبروها قادمين من ترهونة إلى مصر. وقال شعيب إن «الرئيس السيسي أصدر تعليماته المستمرة لكل أجهزة الدولة بضرورة عودة المصريين وضمان سلامتهم»، لافتاً إلى أنه «تم توفير حافلات لنقل العائدين إلى أسرهم بإحدى قرى محافظة بني سويف جنوب البلاد».
إلى ذلك، اجتمع السيسي أمس مع عباس كامل، رئيس الاستخبارات العامة. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن «الاجتماع تناول استعراض التطورات الحالية للأزمة الليبية، خاصة في أعقاب صدور مبادرة (إعلان القاهرة) والسعي نحو تحقيق بنودها، لا سيما وقف إطلاق النار»، كما تم استعراض جهود أجهزة الدولة بناءً على تكليفات الرئيس، والتي تكللت بإنهاء أزمة المواطنين المصريين المحتجزين في ليبيا وتأمين وصولهم إلى البلاد، حيث وجه الرئيس بمواصلة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة وأرواح المصريين بالخارج.
في غضون ذلك، ناشد المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أمس، «المواطنين المصريين الموجودين بالأراضي الليبية بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن مناطق التوتر والاشتباكات، حرصاً على سلامتهم وذويهم، لا سيما مع تزايد أنشطة بعض العصابات المسلحة الخارجة عن القانون في بعض المناطق بليبيا».
وطبقاً لمصادر مصرية فقد «جرت اتصالات مع وزارة الداخلية بحكومة الوفاق التي دخلت قواتها إلى مدينة ترهونة. بالإضافة إلى اتصالات موازية مع الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي انسحبت قواته مؤخراً من المدينة، ساهمت في إطلاق سراح المصريين وتأمين عودتهم». وقبل ساعات من عودتهم، كانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق قد أعلنت «اعتقال المتورطين في احتجاز المصريين في مدينة ترهونة»، موضحة أن «أجهزة الضبط القضائي رصدت موقع الإساءة لمجموعة من العمالة المصرية، وتمكنت من تحديد هوية المتورطين في الواقعة}.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».