التحالف يدمّر مخازن أسلحة والميليشيات تخسر قيادات ميدانية

TT

التحالف يدمّر مخازن أسلحة والميليشيات تخسر قيادات ميدانية

دمر تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية ليل الثلاثاء - الأربعاء مخازن أسلحة وتعزيزات وتجمعات لميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة صرواح غرب مأرب (شمال شرقي) حيث سمع دوي انفجارات وتصاعد كثيف لألسنة اللهب من مكان الضربات، وفق ما أكده بيان للمركز الإعلامي للقوات المسلحة.
ويتزامن القصف مع معارك تشهدها عدد من الجبهات في صرواح مأرب ومديرية نهم، البوابة الشرقية لصنعاء.
يأتي ذلك بعد 24 ساعة من تدمير مقاتلات تحالف دعم الشرعية، ليل الاثنين - الثلاثاء، عربتين قتاليتين لميليشيات الحوثي الانقلابية في مفرق الجوف (الذي يعد نقطة التقاء في طريق رئيسي رابط بين صنعاء ومأرب وطريق يتجه شمالا إلى الجوف، شمال صنعاء) وذلك في الوقت الذي اشتدت فيه حدة المعارك بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية على امتداد جبهم نهم (شرق صنعاء).
وخلال اليومين الماضيين تكبدت الميليشيات الحوثية الخسائر البشرية والمادية بمعاركها مع الجيش الوطني ومقاتلات تحالف دعم الشرعية في جبهة نهم، وسط تقدم الجيش والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت خاضعة للانقلابيين، وسقوط قتلى وجرحى بينهم قيادات حوثية بارزة.
وأكد المركز الإعلامي للقوات المسلحة، مساء الثلاثاء، مصرع قيادي حوثي بارز قائد ما يسمى ميمنة جبهة نهم مع مرافقيه ووقوع 22 حوثيا في قبضة الجيش الوطني. وقال في بيان مقتضب له إن «القيادي الحوثي مران المراني قائد ما يسمى ميمنة جبهة نهم لقي مصرعه مع مرافقيه، وإن 22 من مقاتلي الحوثي في قبضة الجيش الوطني الذي يخوض معارك شرسة بمساندة طيران التحالف، ويكبد ميليشيات الحوثي الانقلابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».
ونقل مركز إعلام الجيش عن مصدر عسكري رسمي تأكيده أن «قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران تحالف دعم الشرعية تمكنت، الثلاثاء، من استعادة مواقع كانت تتمركز فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية باتجاه فرضة نهم، شرق صنعاء» وأن «المعارك أسفرت عن سقوط العديد من العناصر الحوثية بين قتيل وجريح، فيما دمّرت مقاتلات التحالف تعزيزات الميليشيات الحوثية في منطقة نجد العتق ومناطق أخرى محيطة».
وذكر أن «المعارك ما تزال مستمرة وسط تقدم أبطال الجيش والمقاومة وتراجع وخسائر فادحة في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران».
وأكد مصدر عسكري رسمي تحدث لـ«الشرق الأوسط» أن «نحو أربع من القيادات الحوثية من العيار الثقيل لقيت مصرعها الثلاثاء في جبهة نهم إلى جانب خامسهم القيادي الحوثي المراني».
وكانت قوات الجيش الوطني قد تمكنت، الاثنين، من إحراز تقدم كبير وتحرير عدد من المواقع في منطقة الحريشة في نهم خلال المعارك التي أسفرت عن تكبيد الميليشيات الانقلابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتدمير 3عربات و6 أطقم قتالية.
إلى ذلك، تواصل الميليشيات الحوثية قصفها واستهدافها، بشكل يومي، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على قرى ومزارع المواطنين في مختلف مديريات الحديدة (غربا) في إطار التصعيد من عملياتها العسكرية.
في غضون ذلك، أعلنت الفرق الهندسية بالقوات المشتركة في الجيش الوطني بالساحل الغربي تفكيكها، الاثنين، رأسين صاروخين وعشرات الألغام الناسفة في منطقة القضبة الساحلية التابعة لمديرية الدريهمي جنوب الحديدة (غربا).
وأكد مصدر عامل في الفرق الهندسية بالقوات المشتركة: «العثور على رأسين صاروخيين بحريين وعشرات الألغام والعبوات مختلفة الأشكال والأحجام، أثناء قيام الفرق الهندسية بعمليات مسح شامل للمنطقة الساحلية، حيث تمكنوا من العثور عليها وقاموا بإبطالها وتفكيكها على الفور». وذلك وفق ما أورده المركز الإعلامي لقوات العمالقة الحكومية المرابطة في الساحل الغربي.
وكانت الفرق الهندسية قد عثرت في وقت سابق على رأس صاروخي يزن 500 كجم، زرعته ميليشيات الحوثي في مزرعة مواطن بأطراف مدينة المخا، غرب تعز بالساحل الغربي، وقبل ذلك في الأسبوع نفسه تم إبطال وتفكيك ألغام وعبوات ناسفة في مناطق عدة بالساحل الغربي وتدميرها.
وأوقعت الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية ذراع إيران في اليمن مئات الضحايا المدنيين، خصوصاً من النساء والأطفال وأودت بإعاقات دائمة للمصابين في مناطق متفرقة من الساحل الغربي.
وبينما تواصل ميليشيات الانقلاب انتهاكاتها في مدينة تعز المحاصرة منذ خمس سنوات من قبل الانقلابيين، أقدم قناص حوثي، ظهر الاثنين، على قتل شخص مختل علقيا، في عصيفرة شمال مدينة تعز، وفق ما أكده لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الشرعبي، نائب ركن التوجيه في اللواء «ميكا» الذي قال إن «قناصا تابعا لميليشيات الحوثي الانقلابية قام بقتل شخص مختل عقليا يدعى ياسر محمد عبد الله علي عمره (35) أثناء وجوده في الأحياء السكنية في عصيفرة».
وأكد أن «إجرام ميليشيا الحوثي لا يفرق بين صغير أو كبير بين عاقل أو مجنون؛ حيث إن القناصين الحوثيين لم يتوقفوا عن ارتكاب جرائمهم وقنص المواطنين بشكل متواصل شمال وشرق تعز».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».