أثارت عودة فيروس «كورونا» المستجد للظهور في العاصمة الصينية خلال الأيام الستة الماضية قلق ورعب كثيرين، وذلك وسط شكوك من أنه انتشر عن طريق أسماك السلمون؛ حيث تم اكتشاف الفيروس على ألواح تقطيع هذه الأسماك في سوق للمواد الغذائية في بكين.
وفي هذا السياق، نقلت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية آراء بعض خبراء الصحة والأطباء حول إمكانية انتقال عدوى «كورونا» من تناول الأطعمة المجمدة.
وقال وو زانيو، اختصاصي علم الأوبئة بمركز الصين للوقاية من الأمراض ومكافحتها، إن الفيروس يمكن أن يعيش على سطح الأطعمة المجمدة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وإن المركز الذي يعمل به لديه شكوك كبيرة في أن التفشي الأخير للفيروس نتج عن استخدام أطعمة مجمدة تلوثت بالفيروس في الموجة الأولى للتفشي. لكنه قال إنه من الضروري إجراء مزيد من التحقيقات في هذا الأمر؛ لأنه من المحتمل أن يكون الفيروس قد عاد للانتشار عن طريق أشخاص مصابين وصلوا إلى بكين مؤخراً.
من جهته، قال جين دونغ يون، أستاذ علم الفيروسات في جامعة هونغ كونغ، إن انتقال الفيروسات عبر الأطعمة المجمدة عادة ما يحدث مع الفيروسات التي تنتقل في العادة عن طريق الجهاز الهضمي مثل فيروس «الروتا» وفيروس التهاب الكبد «أ»، وليس عن طريق تلك التي تصيب الجهاز التنفسي. وتابع: «لا أعتقد أن فيروس (كورونا) يمكن أن ينتقل عن طريق استهلاك الأغذية الملوثة».
أما باول تامبيه، رئيس الجمعية الآسيوية للمكروبيولوجيا الإكلينيكية والأمراض المعدية، فقد علق على هذا الأمر قائلاً: «أظهرت دراسة أجريت في هونغ كونغ أن بقاء الفيروس يتأثر بشكل كبير بدرجة الحرارة والرطوبة. وأكدت الدراسة أن الفيروس يمكن أن يعيش لمدة يوم واحد فقط عند 37 درجة مئوية (98 فهرنهايت)، مقارنة بأسبوع عند 22 درجة مئوية (71 درجة فهرنهايت) وأكثر من أسبوعين عند درجة حرارة 4 درجات مئوية (39 درجة فهرنهايت). ولكن هذه البيانات تتعلق بالأسطح الصلبة، وليس بالأغذية». وتابع: «أنا متشكك قليلاً في أن هذا التفشي الأخير في السوق كان مرتبطاً في الواقع بالأطعمة المجمدة. من المرجح أن هناك شخصاً مصاباً بالفيروس قد نشره في السوق، ولكن لا يمكننا التأكد حتى يتم العثور على هذا الشخص، والذي قد لا يحدث أبداً».
ومن ناحيته، قال أوم شريفاستاف، مدير الأمراض المعدية بمستشفى جسلوك بمومباي: «استناداً إلى الأدلة المتاحة في هذا الوقت، لست على علم بإمكانية انتقال الفيروس عن طريق الطعام. لقد عرفنا هذا الفيروس منذ أقل من خمسة أشهر، ومن ثم فإن الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث والتدقيق».
وصرح ديل فيشير، خبير في الأمراض القائمة على سنغافورة، ورئيس قسم الشبكة العالمية للإنذار بالأمراض المتفشية والاستجابة لها، قائلاً: «إذا أردنا تخزين فيروس ما، فإننا نقوم بتجميده. لذلك فإن فيروس (كورونا) قد يبقى على قيد الحياة في الأغذية المجمدة. وكلما زادت برودة المكان المحفوظ به الفيروس، عاش لفترة أطول».
وأكد فيشير أن هذا يدعم النظرية التي تقول إن الفيروس معدٍ أكثر في فصل الشتاء.
هل يمكن أن تنقل الأغذية المجمدة فيروس «كورونا»؟
هل يمكن أن تنقل الأغذية المجمدة فيروس «كورونا»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة