توقعات بنمو ضئيل على المدى المتوسط في قطاع التمويل الإسلامي

ينتظر أن يصل حجم إصدار الصكوك إلى 100 مليار دولار خلال 2020 (رويترز)
ينتظر أن يصل حجم إصدار الصكوك إلى 100 مليار دولار خلال 2020 (رويترز)
TT

توقعات بنمو ضئيل على المدى المتوسط في قطاع التمويل الإسلامي

ينتظر أن يصل حجم إصدار الصكوك إلى 100 مليار دولار خلال 2020 (رويترز)
ينتظر أن يصل حجم إصدار الصكوك إلى 100 مليار دولار خلال 2020 (رويترز)

توقع تقرير حديث صدر أمس، أن يحقق قطاع التمويل الإسلامي نمواً مكوناً من رقم فردي منخفضاً إلى متوسط في الفترة الممتدة ما بين 2020 و2021، وذلك بعد أن حقق القطاع نمواً قوياً في عام 2019 بسبب النمو القوي في سوق الصكوك الذي وصل إلى 11.4%.
وقالت وكالة «إس آند بي غلوبال» للتصنيفات الائتمانية إن أزمة «كوفيد - 19» تكشف عن وجود فرص لتحقيق نمو أكثر تكاملاً وتحولاً من خلال توحيد أكبر للمواصفات، وتركيز أكبر على الدور الاجتماعي للقطاع، واعتماد هادف على التكنولوجيا المالية، مشيراً إلى أن التنسيق بين أصحاب المصلحة المختلفين يشكل عاملاً أساسياً للاستفادة من هذه الفرص لتحقيق النمو المستدام.
وأضافت «إس آند بي غلوبال» أن قطاع التمويل الإسلامي سيعود للنمو ببطء في الفترة الممتدة ما بين 2020 - 2021، وذلك بعد أن حقق نمواً قوياً في عام 2019 بدعم من سوق الصكوك الذي كان الأكثر ديناميكية، موضحة أن ما يفسر توقعاتها التباطؤ الملحوظ في اقتصادات الدول الأساسية للتمويل الإسلامي في عام 2020؛ نتيجة للإجراءات التي اتخذها العديد من الحكومات لاحتواء وباء «كوفيد - 19»، والانتعاش المعتدل المتوقع في عام 2021.
وتابعت: «في نفس الوقت نرى أن هناك فرصة في ظل الظروف الحالية لتسريع وإطلاق الإمكانيات طويلة الأمد للقطاع. يُدرك أصحاب المصلحة أهمية توحيد المواصفات في ظل استنزاف موارد الحكومات واستمرار تعقيدات إصدار الصكوك، التي تستغرق وقتاً أطول من إصدار السندات التقليدية. كما أظهرت إجراءات الإغلاق أهمية الاعتماد على التكنولوجيا وتأسيس قطاع أكثر مرونة».
وبيّن التقرير أن القائمين على القطاع يناقشون إمكانية استخدام الأدوات الاجتماعية لمساعدة الشركات والأفراد المتأثرين اقتصادياً بالوباء، وأشار: «يُعتقد أن القطاع يمكنه إنشاء طرق جديدة من النمو المستدام لخدمة الأسواق من خلال التنسيق بين مختلف أصحاب المصلحة في قطاع التمويل الإسلامي»، وأن الركود وما سيتبعه من انتعاش معتدل سيقيّد النمو خلال الفترة الممتدة ما بين 2020 و2021.
وبعد الأداء القوي في عام 2019 والذي يفسره حجم إصدارات الصكوك الأكبر من المتوقع، يُعتقد أن نمو قطاع التمويل الإسلامي سيتباطأ خلال الفترة الممتدة ما بين 2020 و2021 نتيجة لإجراءات الإغلاق وما تبعها من ركود اقتصادي في الدول الأساسية للتمويل الإسلامي.
وقالت وكالة التصنيفات الائتمانية إن توقعها أن يشهد قطاع الصيرفة الإسلامية استقراراً في إجمالي الأصول أو نمواً ضئيلاً مكوناً من رقم واحد في أفضل الأحوال، يأتي بعد أن حقق القطاع نمواً بنسبة 6.6% في عام 2019 بفضل الأداء القوي في دول مجلس التعاون الخليجي، وماليزيا، وإلى حد أقل في تركيا وإندونيسيا، مع تراجع مساهمات إيران في ظل الانكماش الاقتصادي الكبير في البلاد حسب صندوق النقد الدولي.
وتابعت: «نتوقع أن يكون التباطؤ في النمو ناجماً بشكل رئيسي عن الإجراءات التي اتخذها العديد من الحكومات لاحتواء تفشي وباء (كوفيد – 19)، حيث إن التباطؤ سيوازنه إلى حد ما السيولة القوية التي قامت البنوك المركزية بضخها في أنظمتها المصرفية لمساعدتها على مواجهة الظروف الحالية الصعبة».
بالإضافة إلى أن التعقيدات في إجراءات إصدار الصكوك وتراجع رغبة المستثمرين، ستؤدي إلى تباطؤ سوق الصكوك في عام 2020، متوقعةً أن يصل حجم إصدار الصكوك إلى 100 مليار دولار مقارنةً مع 162 مليار دولار في عام 2019.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.