تعود عجلة الدوري الإنجليزي الممتاز للدوران اعتباراً من اليوم بعد توقف نحو 100 يوم بسبب فيروس كورونا المستجد، بلقاءين مؤجلين من المرحلة الثامنة والعشرين، الأول بين أستون فيلا وضيفه شيفيلد يونايتد، والآخر والأهم بين حامل اللقب مانشستر سيتي وضيفه آرسنال اللندني.
وستكون البطولة الإنجليزية الثالثة بين كبار القارة الأوروبية التي تستأنف اللعب من دون جمهور، بعد البوندسليغا الألمانية التي عادت في 16 مايو (أيار) الماضي، والليغا الإسبانية الأسبوع الماضي، على أن تلحق بها «سيري أ» الإيطالية في نهاية الأسبوع الحالي، بعد عودة اللعبة إلى إيطاليا باستكمال مسابقة الكأس قبل أسبوع.
ويتبقى من منافسات الدوري الإنجليزي 92 مباراة يأمل المسؤولون استكمالها في أمان، كما يتطلع ليفربول لعدم حدوث أي مشكلات تعوق مشواره نحو منصة التتويج التي اقترب منها كثيراً بعد انتظار 30 عاماً.
ولا يتوقع أشد المتشائمين أن يكون للدوري هذا الموسم بطل غير ليفربول. وسيكون أمام فريق المدرب كلوب فرصة كسر أكثر من رقم قياسي هذا الموسم، لا سيما عدد النقاط الأكبر خلال الموسم (في رصيده 82 نقطة حالياً، بينما الرقم القياسي هو 100 وحققه مانشستر سيتي في موسم 2017 - 2018)، والفارق الأكبر بين البطل وصاحب المركز الثاني (19 نقطة، حققه سيتي في الموسم ذاته).
وسيبدأ ليفربول نشاطه الأحد بمواجهة غريمه إيفرتون في الديربي المدينة ضمن منافسات المرحلة الثلاثين للبطولة.
وستكون نتيجة مباراة اليوم بين سيتي بقيادة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، وآرسنال بقيادة المساعد السابق للأخير ميكيل أرتيتا، فاصلة في تحديد مسار اللقب.
فليفربول يتصدر الترتيب بفارق 25 نقطة قبل تسع مراحل على النهاية. وفي حال خسارة سيتي غداً سيكون فريق المدرب الألماني يورغن كلوب في حاجة فقط إلى الفوز على إيفرتون لضمان لقبه الأول في بطولة إنجلترا منذ عام 1990.
وفي أي حال من الأحوال، يحتاج ليفربول إلى فوزين فقط من مبارياته التسع المتبقية، للتتويج بصرف النظر عن نتائج مطارده سيتي.
وتطوي الكرة الإنجليزية اليوم صفحة مسار طويل من النقاشات والأخذ والرد بشأن العودة، من مخاوف بعض اللاعبين كالأرجنتيني سيرجيو أغويرو ورحيم سترلينغ حيال مخطط الاستئناف ومخاطر «كوفيد - 19»، وصولاً إلى الجدل حول إقامة مباريات في ملاعب محايدة.
لكن الكرة الإنجليزية، كما غالبية البطولات التي استأنفت منافساتها، ستكون أمام واقع مغاير يرتكز بالدرجة الأولى على غياب المشجعين الشغوفين عن مدرجات الملاعب، والإجراءات الصحية الصارمة التي ستفرض نفسها على المجريات.
وعلى رغم أن بعض الأندية ستلجأ إلى وسائل عدة لتعويض الغيابات، مثل وضع مجسمات مشجعين مصنوعة من الورق المقوّى في المدرجات، أو عرض شرائط مصورة عبر الشاشات في الملعب وحتى أصوات تسجيلية، لكن الأجواء الحماسية المعتادة التي اشتهرت بها الملاعب الإنجليزية، ستغيب حتى إشعار آخر.
وبحسب البروتوكول الصحي الذي سيتم تطبيقه، سيمسح بدخول 300 شخص حداً أقصى إلى الملعب. كما سيتم اعتماد إجراءات تعقيم شاملة في أماكن مختلفة، مثل غرف تبديل الملابس، الكرات، قوائم المرمى، رايات الزوايا الركنية ولوحات التبديلات.
كما تم الطلب من اللاعبين بتفادي الاحتكاك المباشر والمعانقة المعتادة خلال الاحتفال بتسجيل الأهداف، وتفادي البصق على أرض الملعب.
وأقر أرتيتا في مؤتمره الصحافي على هامش مواجهة سيتي بأن كرة القدم تغيرت، وقال «اللعبة باتت مختلفة... الحدة تراجعت بعض الشيء (في غياب المشجعين عن المدرجات). الضغط الذي يفرضه الجمهور الإنجليزي الشغوف باللعبة لن يكون موجوداً».
وأوضح المدرب الإسباني «علينا الاعتياد على ذلك. علينا ابتكار طرق لتحفيز لاعبينا أيضاً في لحظات مختلفة».
لكن مدرب أستون فيلا دين سميث الذي يلاقي شيفيلد يونايتد اليوم أيضاً، شدد على توق لاعبيه للعودة إلى المستطيل الأخضر، مبدياً فخرهم بخوض المباراة الأولى في إنجلترا منذ توقف المنافسات منتصف مارس، وقال «أنظار العالم كله ستكون علينا».
في المقابل قدم شيفيلد يونايتد عروضاً قوية خارج التوقعات من فريق صاعد للممتاز حديثاً هذا الموسم، ويأمل مدربه كريس وايلدر أن يملك لاعبوه الطاقة الكافية لجعل هذا الموسم خالداً في الذاكرة بالتأهل لبطولة أوروبية.
وكان شيفيلد مرشحاً للهبوط عقب صعوده للأضواء الموسم الماضي، لكنه حافظ على ثباته وارتقى للمركز السابع. وقال وايلدر «يجب أن نتأكد من احتفاظنا ببعض الوقود مع بعض الحظ ونأمل في تحويل موسم رائع إلى خالد».
وأضاف المدرب البالغ عمره 45 عاماً «ثلاثة أشهر من دون كرة قدم أمر شاق على المستوى الشخصي. كان كابوساً لأنني أعمل بالتدريب منذ 20 عاماً وألعب الكرة منذ سن 16؛ لذا كانت فترة صعبة».
وتابع «رسالتنا إلى اللاعبين أنها مجرد وقفة ويجب أن نصعد الجبل ولا نريد السقوط، لقد حافظ اللاعبون على حالتهم الجيدة».
ويواجه ما تبقى من منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، عوامل مختلفة في هذه الفترة، من الحرارة المرتفعة نسبياً، إلى الوقت القصير الذي أتيح للاعبين للتدريب والتحضير للعودة.
وستطبق رابطة الدوري ما أجازه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بزيادة عدد التبديلات المسموح بها خلال المباراة من ثلاثة إلى خمسة، أملاً في تفادي إجهاد اللاعبين وتعرضهم لخطر متزايد من الإصابات البدنية.
لكن هذه الخطوة أثارت حفيظة بعض الأندية الصغيرة في الدوري، والتي ترى أن التبديلات الإضافية تصب غالباً في مصلحة الأندية الكبيرة التي تتوفر لها خيارات أكبر بين الاحتياطيين.
وستكون المباريات الأولى بعد العودة محطة للفت الأنظار إلى الاحتجاجات على مقتل المواطن الأميركية الأسود جورج فلويد بعد توقيفه من قبل شرطي أبيض ضغط بركبته على رقبته لدقائق دون أن يستمع لمناجاته كونه لا يستطيع التنفس، في مدينة مينيابوليس الأميركية الشهر الماضي.
وبعدما قامت بعض الأندية، لا سيما ليفربول، بتحركات رمزية تضامنية لا سيما من خلال حركة ركوع لاعبيها على ركبة واحدة، ستكون إشارة التضامن شاملة للجميع مع العودة. وخلال المباريات الـ12 الأولى، ستتم الاستعاضة عن أسماء اللاعبين على الجهة الخلفية من قمصانهم بعبارة «بلاك لايفز ماتر» (حياة السود تهمّ).
وأكدت الرابطة، أنها لن تعاقب اللاعبين في حال اختاروا الاحتفال بتسجيل الأهداف من خلال الركوع على ركبة واحدة، كما حصل في محطات عدة خلال مباريات في ألمانيا وإسبانيا.
وبعيداً من اللقب شبه المحسوم، تشهد منافسات الدوري معارك أخرى متعددة، أبرزها المراكز المؤهلة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا. وفي حين أن المراكز الأربعة الأولى هي التي تؤهل رسمياً، سيكون المركز الخامس موضع تنافس أيضاً هذا الموسم؛ إذ إنه سيؤهل صاحبه إلى دوري الأبطال، في حال خسر مانشستر سيتي الاستئناف الذي تقدم به أمام محكمة التحكيم الدولية، ضد قرار الاتحاد القاري (يويفا) حرمانه من المشاركة في مسابقاته لموسمين بسبب مخالفته لقواعد اللعب المالي النظيف.
وخلف ليفربول وسيتي، يحتل ليستر سيتي المركز الثالث، بفارق خمس نقاط عن تشيلسي الرابع، وثماني نقاط عن مانشستر يونايتد الخامس. وأنجزت المحكمة الرياضية الأسبوع الماضي الاستماع إلى الأطراف المعنيين بهذه القضية، ويتوقع أن تصدر حكمها في النصف الأول من يوليو (تموز) المقبل.
ويشهد أسفل الجدول منافسة لتفادي الحلول في المراكز الثلاثة الأخيرة المؤدية للهبوط إلى الدرجة الأولى، حيث تفصل ثماني نقاط بين برايتون صاحب المركز الخامس عشر، ونوريتش سيتي صاحب المركز الـ20 الأخير. ويحتل بورنموث، وأستون فيلا، ونوريتش سيتي المراكز الـ18 والـ19 والـ20 توالياً، المؤدية للهبوط إلى الدرجة الأولى. وفي حين يبدو نوريتش (21 نقطة) أمام هبوط لا مفر منه، ستكون المنافسة محتدمة بين أكثر من فريق لتفادي الخروج من الدوري الممتاز. واستفادت بعض الفرق من فترة التوقف الإجبارية لاستعادة نجومها المصابين، ومن أبرز هؤلاء، نادي توتنهام الذي تعافى قائده الدولي هاري كين وزميله الكوري الجنوبي سون هيونغ - مين، وكذلك مانشستر يونايتد بتعافي مهاجمه ماركوس راشفورد ولاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا الذي غاب عن فترات طويلة في موسم 2019-2020.
عجلة الدوري الإنجليزي تعود للدوران اليوم بمواجهة مانشستر سيتي وآرسنال
شيفيلد يونايتد يتربص بأستون فيلا... ومدربه وايلدر يتطلع لإنجاز كبير بالتأهل لإحدى البطولات الأوروبية
عجلة الدوري الإنجليزي تعود للدوران اليوم بمواجهة مانشستر سيتي وآرسنال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة