قوافل «مخربي» الدراجات النارية ترهب طرابلس اللبنانية

مصرف أحرق مساء السبت في وسط طرابلس (أ.ف.ب)
مصرف أحرق مساء السبت في وسط طرابلس (أ.ف.ب)
TT

قوافل «مخربي» الدراجات النارية ترهب طرابلس اللبنانية

مصرف أحرق مساء السبت في وسط طرابلس (أ.ف.ب)
مصرف أحرق مساء السبت في وسط طرابلس (أ.ف.ب)

تمر في شارع البولفار الرئيسي في طرابلس (شمال لبنان)، نزولاً من ساحة النور التي عدت مع اندلاع الاحتجاجات في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «عروس الثورة»، باتجاه ساحة التل وسط المدينة، فتلحظ أن غالبية المؤسسات في الشارع إما أُحرقت أو دُمرت أو أُغلقت أبوابها.
اجتياح مجموعات فوضوية من الشبان على دراجات نارية، في الأيام الماضية، الشوارع الرئيسية لطرابلس، والاعتداء على عدد من المطاعم، مساء أول من أمس، وترهيبهم الجالسين فيها، وقبلها إحراق عدد من المصارف، آخرها «البنك العربي» و«لبنان والمهجر»، أشعرت الأهالي بأن ثمة من يستهدفهم في أرزاقهم. يقول صاحب أحد المطاعم المعروفة: «أفكر أن أنام في المطعم، وأنتظرهم ببلطة لأتصدى لهم، كي يعرفوا أن أملاك الناس ليست مستباحة».
ويشير ناصر شعراني، وهو صاحب مطعم شاورما معروف كان له نصيب من الترهيب مساء الأحد، إلى أن «ما يقارب 500 شخص أتوا لليلة الثالثة على التوالي على دراجات نارية، يصرخون ويخيفون الناس، ويأمروننا بالإغلاق، ويأخذون ما على الطاولات، ولا يعبأون بوجود عائلات أو نساء. هذا الترهيب لم يعد مسموحاً، ونحن لن نسكت إذا ما تكررت هذه الأعمال». ويشرح أنه تواصل مع الجيش اللبناني والجهات الأمنية، وتلقى وعداً باتخاذ الإجراءات المناسبة، مؤكداً أنهم «فعلوا ذلك، وألقوا القبض على كثير من المخربين، ولا يزال البحث عن الباقين مستمراً».
وتتعرض طرابلس منذ أيام لاجتياح ليلي من قوافل شبان على دراجات نارية يعيثون فساداً وخراباً. لكن تخريب ليلة الأحد امتد إلى عدد من المطاعم، وصلت من طرابلس امتداداً إلى مدينة الميناء الملاصقة لها، حيث تصدى لهم الشبان هناك، وتجمعوا في «ساحة الشراع»، معلنين أن أي تخريب ستكون له عاقبته على المعتدين.
وبينما يختلف الطرابلسيون حول من يقف وراء هذه المجموعات، ويتهمون جهات مختلفة ومتباينة لعدم وضوح الرؤية، فإن ثمة ما يشبه الإجماع على أن أموالاً تدفع لشبان في مقتبل العمر ليقوموا بمهمات تخريبية، وأن ما يدفع لا يتعدى 6 دولارات لصاحب الدراجة، و5 لمن يجلس خلفه.
ويفتعل المخربون أعمال الشغب، بحجة الاحتجاج على الوضع الاقتصادي، مما يبقي طرابلس تحت رحمتهم ليلاً، فمن قطع طرقات إلى حرق إطارات وعبث بحاويات النفايات لإعاقة الحركة، وهجوم على مخافر وعلى بلدية طرابلس. كما اعتدى بعضهم، الأحد، على مركز بريد بقنبلة مولوتوف؛ كل ما يجعل حياة المدينة جحيماً يقومون به. ويقول صاحب أحد المطاعم إن «الانهيار الاقتصادي مع كورونا سد أبواب الرزق، ويأتي هؤلاء لينهوا كل أمل للناس».
وضجت فاعليات طرابلس، ومدينة الميناء الملاصقة لها، أمس، من هول ما تتعرضان له، وسير الجيش دوريات. كما تداعت فاعليات المدينة وعلماؤها ومسؤولوها لوضع حد نهائي لهذا الشغب. وتؤكد المؤسسات، خصوصاً المطاعم التي تفتح أبوابها حتى منتصف الليل أو ساعات الفجر الأولى، أنها لن تخضع للتهديد، وأنها ستبقي أبوابها مفتوحة، وهي تركن إلى اتخاذ الجيش والقوى الأمنية إجراءات مباشرة، والتحرك لردع هؤلاء.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.