الحكومة المصرية تدعم قدرات «العاصمة الجديدة» رغم «كورونا»

حكم قضائي يؤيد إجراء «امتحانات الثانوية» ويتجاهل دعاوى الإلغاء

وزير الآثار والسياحة المصري خلال زيارة لمشروع متحف العاصمة الإدارية الجديدة أمس (الحكومة المصرية)
وزير الآثار والسياحة المصري خلال زيارة لمشروع متحف العاصمة الإدارية الجديدة أمس (الحكومة المصرية)
TT

الحكومة المصرية تدعم قدرات «العاصمة الجديدة» رغم «كورونا»

وزير الآثار والسياحة المصري خلال زيارة لمشروع متحف العاصمة الإدارية الجديدة أمس (الحكومة المصرية)
وزير الآثار والسياحة المصري خلال زيارة لمشروع متحف العاصمة الإدارية الجديدة أمس (الحكومة المصرية)

أظهرت الحكومة المصرية، أمس، دعماً لقدرات عاصمة البلاد «الإدارية الجديدة» التي يجري تدشينها، وفيما تابع رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، مشروعات قطاع الاتصالات ومخططات البنية التكنولوجية، تفقد وزير الآثار خالد العناني، متحف العاصمة تمهيداً لـ«افتتاحه قريباً».
وجاء سياق تحركات المسؤولين المصريين، في إطار خطة «التعايش» التي تتبناها الحكومة لاستئناف أنشطتها، وبعد يوم واحد من إعلان السلطات الصحية، أول من أمس، عن تسجيل 1677 إصابة مسجلة و62 حالة وفاة، وهي أكبر معدلات يومية، منذ اكتشاف أول حالة بمصر في مارس (آذار) الماضي.
وقال مدبولي، أمس، «إن تحدي الإنشاءات في العاصمة الجديدة يمكن تحقيقه، بينما التحدي الأكبر يكمن في مجال الميكنة وتكنولوجيا المعلومات، وتدريب الموظفين المنتقلين للعمل بالعاصمة، حيث إنه يمثل النقلة الحقيقية للحكومة».
وشدد مدبولي، على «ضرورة أن يكون انتقال الحكومة والعمل من العاصمة الإدارية الجديدة، مصحوباً بتنفيذ ميكنة كاملة لكافة أساليب التواصل بين الجهات وبعضها بعضاً، وإجراء رقمنة وحفظ لمختلف الوثائق والبيانات الحكومية إلكترونياً، إلى جانب التوسع في تنفيذ المزيد من التطبيقات التشاركية والتخصصية».
وفي أبريل (نيسان) الماضي، قرر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إرجاء عدد من «الفعاليات، وتأجيل افتتاح مشروعات كبرى كان من المفترض تشغيلها خلال العام الحالي 2020 إلى العام المقبل 2021. بما في ذلك الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة»، وكانت الخطوة الأخيرة مقررة منتصف العام الجاري.
وقال المتحدث الرسمي لمجس الوزراء، المستشار نادر سعد، أمس، إن اجتماع رئيس الحكومة ناقش «بناء وتنمية القدرات الرقمية للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، بهدف تعزيز الأداء الحكومي، ودعم آليات الحكومة والشفافية ومكافحة الفساد، من أجل إعداد جيل جديد من الكوادر الحكومية القادرة على التطوير المستمر، فضلاً عن زيادة كفاءة وفاعلية المؤسسات الحكومية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، إلى جانب تعزيز المشاركة الرقمية للمواطنين».
وفي سياق قريب الصلة، تفقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، أمس، متحف العاصمة الإدارية الجديدة وذلك «لمتابعة مستجدات سير الأعمال به استعداداً لافتتاحه قريباً».
وخلال الجولة قرر العناني «إجراء بعض التعديلات على طريقة عرض بعض القطع، فضلاً عن الإسراع في تنفيذ الأعمال المتبقية للانتهاء من التجهيزات اللازمة».
وفي سياق التعايش، وفيما يتخوف البعض من تفاقم العدوى خلال إجراء امتحانات الثانوية العامة المقررة في البلاد في 21 من يونيو (حزيران) الجاري، قضت محكمة القضاء الإداري، أمس، بـ«عدم قبول دعوى تطالب بوقف الامتحانات خشية انتشار فيروس كورونا المستجد وخطورته علي صحة الطلاب، وذلك لانتقاء شرط المصلحة، واستمرار انعقاد الامتحانات في موعدها».
وكانت الدعوى تستند إلى مخالفة قرار إقامة الامتحانات للدستور والذي ينص على أن «الحق في الحياة وضمانات الحق في الرعاية الصحية وعدم تعرضها للخطر»، لكن المحكمة قضت بعدم قبول الدعوى.



أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».