توظيف العِرق كعمل سياسي ـ ثقافيّ

العنصرية لا تزال مستمرة رغم التقدم الذي راكمته البشرية

جون ستيوارت - ميشيل فوكو
جون ستيوارت - ميشيل فوكو
TT

توظيف العِرق كعمل سياسي ـ ثقافيّ

جون ستيوارت - ميشيل فوكو
جون ستيوارت - ميشيل فوكو

«إن مفهوم العِرق ليس له أي أساس جيني أو علميّ». كانت تلك كلمات الدكتور جون كريغ فينتر شريك مشروع الجينوم البشري والتي صدّعت قاعات البيت الأبيض ووسائل الإعلام العالميّة في 26 يونيو (حزيران) 2000، بحضور الرئيس الأميركي بيل كلينتون، وعدد من ممثلي الدّول الكبرى. لقد حُسِمَ الأمر أخيراً: لا يوجد هناك جين عرقيّ، وأن تلك التوصيفات التي تطلقها مجموعة بشريّة على أخرى ليست إلا هويّات اجتماعيّة مفروضة على تنويعات طبيعيّة للجينات تنتج تاريخياً من التفاعل مع بيئات متنوعة، وتخالط الأنساب. الفرنسيّون بحكم فذلكاتهم الفلسفيّة المعروفة كلّفوا فرقاً من المؤرخين والفلاسفة وعلماء الجينات والطب دراسة إعلان البيت الأبيض والبناء عليه، قبل أن تعلن الحكومة الفرنسيّة عام 2013 أنه لا يوجد بالفعل ثمة عامل موضوعي يمكن على أساسه تصنيف البشر إلى أعراق سوى اعتبار الجنس البشري جميعه عرقاً واحداً، وأن كل صفة عرقيّة أخرى يتم استخدامها لتصنيف البشر إن هي إلا شكل من أشكال العنصريّة المبنيّة على تصورات ثقافيّة محضة. وبناءً عليه استبعدت من القوانين المرعيّة في البلاد أي إشارة إلى العِرق كصيغة رسميّة للتعامل مع الأفراد.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (يونيسكو) قد سبقت الفرنسيين بستين عاماً بإعلانها «عن مفهوم العِرق – 1952» وفيه «أن كل البشر الذين يعيشون اليوم ينحدرون من فصيلة عرقيّة واحدة هي الهوموسابين» مما يجعل أي محاولة للبحث عن أساس –علمي– لفروق عرقيّة مجرّد مضيعة مؤدلجة الطابع للوقت والجهد. وفي الحقيقة أن المحاولات الجادة بهذا الشأن انتهت إلى فشل ذريع، لا سيّما بعد تيقّن علم الجينوم الحديث من وحدة الأعراق وتداخل المجموعات البشريّة على نحو يستحيل معه بناء حدود حاسمة بينها أو تقبل أفكار عمليّة بشأن مفاهيم اجتماعيّة متخيلة مثل الشعب المختار أو العِرق النقيّ، وأيضاً التناقض الأكيد لأي تقسيم يعتمد على تمايز معالم الأجساد شكلاً وأبعاداً (كهُراء حجم الجمجمة، أو شكل الأنف أو لون البشرة أو شكل الأصابع...)، إذ كان دائماً يسهل إثبات العكس تماماً. وحتى تلك الفروق البيولوجيّة المزعومة عن قابليّة مضاعفة للمنحدرين من مناطق جغرافيّة معينة للإصابة بالعلل أكثر من غيرهم –كارتفاع ضغط الدّم، والذّبحات الصدريّة وفقر الدّم المنجلي- تبيّن أنها نتيجة قصور في دراسة أعداد المصابين دون تحليل تأثير العوامل المجتمعيّة والبيئيّة وحتى التاريخيّة التي يمكن أن تنتج مثل تلك الفروقات المحليّة.
ومع ذلك، وكما يعرف الأميركيّون والفرنسيّون -والغربيّون عموماً- اليوم، وكما تشير أرقام الجرائم العنصريّة الطابع لدى قضاء دولهم، فإن تجاهل العنصريّة المبنية على العِرق أو لون البشرة أو امتناع القانون عن الإقرار بها لا يعني بالضرورة انتهاء مفاعيلها في المجتمع، أو انحسار تأثيرها السلبي على حياة كثيرين. ولا بدّ للتعامل معها بفاعليّة الإقرار بوجودها كواقع اجتماعي، وتفكيك جذورها التاريخيّة التي ما برحت حيّة تغذي جوانب مختلفة من الخطاب المعاصر في الثقافة والسياسة والقانون والسلوك المجتمعي والطبّ وعلوم الجريمة وغيرها.
من بدايات التاريخ المكتوب وجد البشر طرائق متفاوتة للتفريق بين الـ«نحن» والـ«هم»: على نسق رومان وبرابرة، عرب وعجم، فراعنة وعامة، لكنّ الصيغة الحاليّة للعنصريّة القائمة حصراً على العِرق ولون البشر لم تُعرف في الحضارات القديمة شرقاً أو غرباً. ونعرف الآن أن تقسيم البشر أعراقاً دعاية مؤدلجة وعلوماً ملفقة بدأ من نقطة محددة في التاريخ ارتبطت بتطوّر النّظام الرأسمالي بصيغته الليبراليّة بدايةً من بريطانيا القرن السابع عشر (وأوروبا على العموم) إلى مآلاته مشروعاً إمبرياليّاً إمبراطوريّاً معولماً، ولاحقاً تلك الحاجة الماسة للأيدي العاملة في المزارع والمصانع في مستعمراتها بالأميركيتين (بعد إبادة أكثر من 90% من سكانهما الأصليين –50 إلى 70 مليون نسمة– وإبعاد البقيّة إلى معازل تستدعي موتها البطيء). وهناك نصّ تاريخي مطبوع يعود لعام 1735 -بموازاة بدايات التوسّع الاستعماري الأوروبي- يصوّر فيه كارل لينايوس نظام الطبيعة بوصف الرجل الأبيض عرقاً سامياً متحضراً رشيداً، فيما السود عرق مستقل تماماً أدنى وأقرب إلى البلاهة والغرائز الأساسيّة، بل وأطلق عليهم اسماً منحولاً «هومو أفري» كنقيض لاسم «هومو سابين» الذي يقتصر بذلك ضمناً على الرجل الأبيض، ليستنّ سنة تبعها بعده مثقفو وعلماء عصره، فسارعوا إلى تلقّف الفكرة ومأسستها لما لاقته من هوى في نفوس النخبة البريطانيّة المهيمنة التي وجدت فيها مخرجاً (أخلاقيّاً) مريحاً لاضطهاد الشعوب الأخرى واسترقاقها عبيداً دون المساس بشعارات الليبراليّة المفرّغة من المضمون عن الحريّة الفرديّة واحترام العقل والحقوق.
وهكذا لم يجد الآباء المؤسسون للولايات المتحدة أي تناقض بينما يعلنون بفخر استقلالهم عن التاج البريطاني وتأسيسهم دولة الحريّة والمساواة، وهم أقاموا تلك الدّولة على جماجم ملايين البشر، وكانوا كأشخاص ملاك عبيد وإماء. وقد وصل هذا المنطق المنحرف إلى خلاصاته فكرياً في نص «عن الحريّة - 1859» لجون ستيوارت ميل (1806 – 1873) الذي كان بمثابة مانيفستو عن الإرادة الحرّة للأفراد وضرورة حمايتها، مع ترك مساحات استثناء فيه تبرر للإمبريالية إمبرياليتها –التي كان ميل شخصياً مستفيداً من ثمارها- عبر اقتصار تلك الحريّة على «البشر الذين نضجت قدراتهم العقليّة، ودائماً دون تلك الفئات التي ترفل بالتخلّف وعدم الرشاد، لا سيّما الأعراق الملونة –غير العِرق الأبيض».
وقد فسّرت المُفكّرة فالغوني شيث في كتابها المفصلي «نحو فلسفة سياسيّة للعرق – 2009» تلك الحالة من الانفصام في النظام الليبرالي بالقول بأن توظيف العِرق كعمل سياسي – ثقافي يبدأ عندما ترى مجموعة مهيمنة في مجموعة ما مصدراً للتهديد أو استعداداً لمقاومة الهيمنة فإنها تحاول وصمها بصور نمطيّة سلبيّة تبرر لها لاحقاً استثناءها من قواعد القانون والعدالة التي تتبانها دولة المهيمنين أولئك. ومن المفهوم لاحقاً أن الأفراد المنتمين للمجموعة المستهدفة بهذا التمييز السلبي مضطرون للخنوع وتقبّل الهيمنة أو مواجهة العواقب. ويشرح ميشيل فوكو (1926 – 1984) في كتابه الشهير «المراقبة والمعاقبة – 1975» كيف أن تلك الهرطقات القانونيّة تفرض في نهاية الأمر على الأفراد في الدّولة سواء من الفئة المستهدفة بالتمييز أو غيرهم، تقبّل تلك الاستثناءات والعمل بموجبها لتجنّب عزلهم اجتماعيّاً من قبل بقيّة مجموعتهم، ومن ثم التحوّل إلى مساجين مرتهنين لها، كما منفذين لأحكامها في ذات الآن، لتتسرّب شيئاً فشيئاً إلى وعيهم وتصبح جزءاً من سلوكهم التلقائيّ.
التساؤل الذي يطرح نفسه بإلحاح هو البحث عن فك شيفرة استمرار الأفكار العنصريّة المبنية أساساً على العِرق ولون البشرة رغم كل التقدّم العلمي والثقافي الذي راكمته البشريّة –والغرب– منذ انقضاء عهود الإمبرياليّة (الكلاسيكية) وإلغاء العبوديّة، وتجريم التمييز ضد الأشخاص على أسسٍ عرقيّة. إذ كيف يُعقل أن إقامة شخص بوثيقة إقامة شرعيّة في أم الديمقراطيّات –بريطانيا- لخمسين عاماً لا تمنع من ترحيله إلى بلاد لا يعرفها ولا يرتبط بها حصراً بناءً على جذوره العِرقيّة، أو كيف يمكن أن يتولى المولجون بتنفيذ القانون والسّهر على العدالة في الولايات المتحدّة -الدّولة العظمى رافعة راية الحريّة وحقوق الإنسان- قتل المواطنين من أصول أفريقيّة علناً في الشوارع خارج القانون؟
ربما انتفت الظروف التاريخيّة التي أنتجت العنصريّة على أساس العِرق، لكنّ منظومة القوة الرأسماليّة التي استخلقت تلك العنصريّة في الغرب عند لحظة معينة ما زالت إلى اليوم ممسكة بخناق المجتمعات دون تغيير يُذكر، وليس من مصلحة تلك المنظومة الآنيّة إسقاط أدوات فصل عنصريّة من جعبتها تمكّنها من تمديد هيمنتها لمزيد من الوقت عبر إشغال المحكومين بخلافات متخيّلة متوهمة خبيثة بينهم، وهي لا شكّ ستبذل غاية الجهد في محاولة امتصاص موجة الغضب الأخيرة -إثر حادثة القتل المؤسف خارج القانون التي نفّذها رجال شرطة أميركيون بحق مواطنهم من أصل أفريقي جورج فلويد- وتمريرها دون تقديم تنازلات جذرية تسمح للمجتمعات بالشفاء من وباء العنصرية. فهل ينجحون مجدداً؟


مقالات ذات صلة

أوروبا الشرطة الألمانية تستهدف في عملها الروتيني الأقليات العرقية وخاصة أولئك الذين يُعتقد أنهم مهاجرون (إ.ب.أ)

دراسة: أساليب الشرطة الألمانية تعزز التحيز والتمييز على أساس عنصري

أظهرت دراسة نشرتها اليوم الاثنين بوابة إلكترونية تتعقب البيانات المتعلقة بالهجرة واللجوء أن إجراءات وسلوكيات الشرطة الألمانية تعزز التمييز الممنهج.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية فينيسيوس جونيور (أ.ف.ب)

فينيسيوس يطالب بسحب استضافة مونديال 2030 من إسبانيا بسبب العنصرية

طالب البرازيلي فينيسيوس جونيور، مهاجم ريال مدريد حامل لقب الدوري الإسباني لكرة القدم، بسحب حق استضافة إسبانيا لنهائيات كأس العالم 2030.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا  شخص يحرس مسجداً في بريطانيا (أ.ف.ب)

تصاعد العنف اليميني المتطرف يثير مخاوف المسلمين في المملكة المتحدة

تشهد المملكة المتحدة تصاعداً ملحوظاً في أعمال العنف اليميني المتطرف ضد المسلمين، ما أثار مخاوف كبيرة داخل المجتمع الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ اعتقال رجل يهودي بعد سلسلة اعتداءات على جاره المسلم  في نيويورك

اعتقال رجل يهودي بعد سلسلة اعتداءات على جاره المسلم في نيويورك

اعتقل رجل يهودي في حي بروكلين ووجهت له تهمة محاولة القتل وارتكاب جرائم كراهية ضد جاره المسلم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

بعد ألمانيا معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» يذهب لليابان

مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

بعد ألمانيا معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» يذهب لليابان

مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أبدت مصر استعدادها لتنظيم المزيد من المعارض الأثرية المؤقتة خارج البلاد؛ لتحقيق استفادة مالية من جهة، وللترويج للمعالم الأثرية النادرة بالبلاد من جهة أخرى.

وتستضيف مدينة كولون الألمانية حالياً معرضاً بعنوان «رمسيس وذهب الفراعنة»، ومن المقرّر أن ينتقل المعرض إلى اليابان خلال الفترة المقبلة.

ووافقت وزارة السياحة والآثار المصرية مبدئياً على مد فترة تنظيم المعرض في اليابان من 6 أشهر إلى 9 أشهر.

قطع مميّزة من عصر الملك رمسيس الثاني شهدها معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وبحث شريف فتحي؛ وزير السياحة والآثار المصري، الأربعاء، بمقر المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، مع السفير دومينيك جوه؛ سفير جمهورية سنغافورة بالقاهرة، ورون تان؛ الرئيس التنفيذي للشركة المنظِّمة لمعرض «رمسيس وذهب الفراعنة»، آليات التعاون لتنظيم عدد من المعارض الأثرية المؤقتة حول العالم للتعريف بالحضارة المصرية العريقة والترويج لها.

وتم مناقشة إمكانية مد فترة إقامة معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» في محطته المقبلة بالعاصمة اليابانية طوكيو، من 6 أشهر إلى 9 أشهر، وذلك لاستقبال الزائرين الذين سوف يتوافدون من عدة مدن يابانية لزيارته، ومشاهدة الآثار المصرية، والاستمتاع بالحضارة المصرية العريقة، حيث توقعت الدراسات التسويقية التي أجرتها الشركة بالسوق الياباني أن يجذب المعرض آلاف الزائرين، وأنه سيحقّق نجاحاً كبيراً في ظل شغف الشعب الياباني بالحضارة المصرية العريقة.

المعرض الأثري المؤقت «قمة الهرم» في شنغهاي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وناقش الجانبان إقامة المعرض في عدد آخر من دول العالم بعد انتهاء مدة عرضه في محطته الخامسة والأخيرة بطوكيو، في ظل النجاح الكبير الذي حقّقه المعرض بمختلف الدول التي استضافته، منذ بدْء رحلته بأولى محطاته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 بمدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأميركية، وحتى الآن في محطته الرابعة بمدينة كولون الألمانية، بالإضافة إلى إمكانية تنظيم عدد من المعارض الأثرية المؤقتة تجوب دول العالم تكون ذات موضوعات أثرية مختلفة تروي حقباً تاريخيّة متعددة.

معرض قمة الهرم بالصين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان الوزارة، الأربعاء، فقد وافق الوزير بصفة مبدئية على كل المقترحات لحين الدراسة.

ويضم معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» 180 قطعة أثرية، تم اختيارها بعناية من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير من عصر الملك «رمسيس الثاني»، بالإضافة إلى تابوت الملك رمسيس الثاني الذي تمت استعارته من المتحف القومي للحضارة المصرية، وبعض القطع الأثرية الأخرى من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة «البوباسطيون» بسقارة، بالإضافة إلى مقتنيات عدد من المتاحف المصرية الأخرى التي تُبرز بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، من خلال مجموعة من التماثيل، والحُلي، وأدوات التجميل، واللوحات، والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، وبعض التوابيت الخشبية الملونة.

وفي منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي، افتُتح المعرض بقاعة «ODYSSEUM» وسط حضور عدد كبير من الزوّار، حيث اصطفّ الجمهور بالآلاف أمام قاعة العرض.

معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» جذب الزوّار في ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدُّ الملك رمسيس الثاني (1303 - 1213 قبل الميلاد) من أشهر ملوك مصر القديمة، فقد حكم مصر أكثر من 67 عاماً، وترك كثيراً من الآثار والمعابد والمسلّات التي تسجّل انتصاراته، ومن أشهر آثاره معبده بأبي سمبل، وبجواره معبد زوجته نفرتاري في أسوان (جنوب مصر).

وقال فتحي ضمن لقائه بصحافيين مصريين، الثلاثاء، إن «هذه المعارض المؤقتة توفر دخلاً مالياً جيداً للبلاد، وتُسهم في تشجيع السائحين على زيارة مصر».

ويستضيف متحف شنغهاي القومي حالياً معرض «قمة الهرم... حضارة مصر القديمة»، ويحظى المعرض بإقبال لافت من الجمهور الصيني، ويضم 787 قطعة أثرية تم اختيارها بعناية من مقتنيات عدد من متاحف الآثار المصرية.

معرض «قمة الهرم» بالصين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويحتفي المعرض بالحضارة المصرية القديمة والحياة اليومية، والزينة والحُليّ، والكتابة، والمعتقدات الدينية، والعالم الآخر عند المصري القديم، وذلك من خلال عرض مجموعة متميزة من تماثيل الملوك على غرار الملك رمسيس الثاني، والملك أخناتون، والملك توت عنخ آمون، والملك أمنمحات الثالث، والملك مرنبتاح، والمعبودات المصرية، مثل أوزيريس، وإيزيس، وباستت، وحتحور، والعجل أبيس، وجحوتي.

مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفي أغسطس (أب) 2020، عادت إلى مصر مقتنيات معرض الملك توت عنخ آمون، بعد انتهاء محطته الثالثة بالعاصمة البريطانية لندن الذي أُقيم تحت عنوان «توت عنخ آمون... كنوز الفرعون الذهبي»، وذلك بعد جولته الخارجية التي بدأت عام 2018، زار خلالها مدينة لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية، والعاصمة الفرنسية باريس، والبريطانية لندن، وكان المعرض يضم ١٦٦ قطعة أثرية من مقتنيات الفرعون الذهبي.