تضارب حول طلب إيراني لتحليل صندوقي الطائرة الأوكرانية

رئيس شركة الخطوط الجوية الأوكرانية يفهين ديخني يضع حجر الأساس لموقع ذكرى ضحايا الرحلة «752» في كييف فبراير الماضي (رويترز)
رئيس شركة الخطوط الجوية الأوكرانية يفهين ديخني يضع حجر الأساس لموقع ذكرى ضحايا الرحلة «752» في كييف فبراير الماضي (رويترز)
TT

تضارب حول طلب إيراني لتحليل صندوقي الطائرة الأوكرانية

رئيس شركة الخطوط الجوية الأوكرانية يفهين ديخني يضع حجر الأساس لموقع ذكرى ضحايا الرحلة «752» في كييف فبراير الماضي (رويترز)
رئيس شركة الخطوط الجوية الأوكرانية يفهين ديخني يضع حجر الأساس لموقع ذكرى ضحايا الرحلة «752» في كييف فبراير الماضي (رويترز)

تضاربت مرة أخرى الروايات عن الطائرة الأوكرانية التي أُسقطت جراء إصابتها بصاروخين من دفاعات «الحرس الثوري» في طهران. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، عن مصادر مقربة من تحقيق المنطقة الدولية للطيران عن طلبت إيران من فرنسا تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة، فيما نفت الهيئة الفرنسية للطيران حصولها على طلب من هذا النوع.
ونسبت الوكالة إلى مصادر أن المندوب الإيراني في المنظمة الدولية للطيران المدني في مونتريال ذكر أن إيران طلبت مساعدة من «مكتب التحقيقات والتحليلات» الفرنسي لسلامة الطيران المدني لتحميل وقراءة البيانات الخاصة بجهاز تسجيل الرحلة.
بدورها رفضت باريس تأكيد المزاعم الإيرانية. وقالت الهيئة الفرنسية إنها لم تتلقَّ طلباً إيرانياً في هذا الشأن، لكنها أكدت أنها «مستعدة للنظر في أي طلب» تتقدم به طهران، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
والخميس الماضي، أفادت وكالة «رويترز»، نقلاً عن مصدرين مطّلعين أن إيران أبلغت وكالة الطيران التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، أنها سترسل الصندوقين الأسودين إلى باريس لتحليلهما بمجرد موافقة الدول المشاركة في التحقيق. ونقلت عن متحدثة باسم وزير النقل الكندي مارك جارنو، قولها إن «إيران قطعت تعهداً في مارس (آذار). أظهروا استعداداً لنقل الصندوقين الأسودين، لكننا نريد أن نرى تحركاً ملموساً من جانبهم».
وقبل ذلك بأيام، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني محسن بهاروند: «جميع التحقيقات بهذا الخصوص أُنجزت تقريباً. وما يوجد في الصندوقين الأسودين ربما لن يساعد بشكل مؤثر في عمليات التحقيق».
جاء ذلك، بينما كان يعلن المسؤول الإيراني استعداد بلاده تسليم الصندوقين الأسودين إلى دولة أو شركة ثالثة ليتم قراءة بياناتهما.
والدول المعنية بالتحقيق هي أوكرانيا وكندا والولايات المتحدة. وكانت كندا قد ضغطت في السابق على إيران لإرسال الصندوقين إلى فرنسا لتحليلهما.
وأُسقطت رحلة طائرة الخطوط الدولية الأوكرانية، في جنوب طهران، بصاروخ أرض - جو، أطلقته الوحدة الصاروخية التابعة لـ«الحرس الثوري» في الثامن من يناير (كانون الثاني)، مما أسفر عن مقتل 176 شخصاً، بينهم 55 مواطناً كندياً، و30 مقيماً دائماً في كندا.
وجاء إسقاط الطائرة بعد لحظات قليلة من رشق قاعدتين تضمان القوات الأميركية في الأراضي العراقية، بصواريخ باليستية، رداً على مقتل العقل المدبر للعمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني.
وبعد تضاربات عديدة شهدتها الراوية الرسمية، منذ اللحظات الأولى من إسقاط الطائرة، رفضت طهران في عدة مناسبات تسليم مسجّلي الطائرة.
وفي الراوية الأساسية، أصرت قوات «الحرس الثوري» على أنها استهدفت الطائرة «خطأً»، بعدما ظنت الوحدة المسؤولة عن الإطلاق أنها صاروخ كروز أميركي. ويرفض أهل الضحايا الرواية الرسمية ويطالبون بتحقيق دولي شفاف لمعرفة أسباب السقوط.
وفي نهاية الشهر الماضي، قالت طهران إنها اتخذت قراراً جديداً قد يفضي إلى إرسال الصندوقين الأسودين إلى فرنسا «رداً على تأخر الجانب الأوكراني»، دون أن توضح طبيعة المقترح.



تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
TT

تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)

تباين مسؤولون وقادة عسكريون إيرانيون حول تقديرات تأثير سقوط نظام بشار الأسد على الجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.

وقال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إنَّ سقوط الأسد «سيتسبب في اختلال في العمق الاستراتيجي للقوى المرتبطة بالجمهورية الإسلامية»، لكنَّه أشار إلى أنَّ «(حزب الله) في لبنان سيتمكّن سريعاً من التكيف مع الظروف الجديدة».

في المقابل، قلَّل قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، مرة أخرى، من تأثير سقوط الأسد على نفوذ إيران الإقليمي خصوصاً صلاتها بجماعات «محور المقاومة». وقال سلامي لمجموعة من قادة قواته: «البعض يّروج لفكرة أنَّ النظام الإيراني قد فقد أذرعه الإقليمية، لكن هذا غير صحيح، النظام لم يفقد أذرعه». وأضاف: «الآن أيضاً، الطرق لدعم (جبهة المقاومة) مفتوحة. الدعم لا يقتصر على سوريا وحدها، وقد تأخذ الأوضاع هناك شكلاً جديداً تدريجياً».