اكتشاف أقدم تقنيات القوس والسهم في أوراسيا

أدوات كانت محفوظة في كهف وتم تحليلها (الفريق البحثي)
أدوات كانت محفوظة في كهف وتم تحليلها (الفريق البحثي)
TT

اكتشاف أقدم تقنيات القوس والسهم في أوراسيا

أدوات كانت محفوظة في كهف وتم تحليلها (الفريق البحثي)
أدوات كانت محفوظة في كهف وتم تحليلها (الفريق البحثي)

كشفت دراسة دولية حديثة عن أن البشر عرفوا استخدام القوس والسهم، وربما صنع الملابس، في المناطق الاستوائية بسريلانكا، قبل 48 ألف عام، وهذا أقدم دليل على مثل هذه الاستخدامات خارج أفريقيا وأوروبا.
وتقليديا يتم البحث عن أصول الابتكار البشري في المراعي والسواحل في أفريقيا أو البيئات المعتدلة في أوروبا، وتم تجاهل بيئات مثل الغابات الاستوائية المطيرة في آسيا، رغم تاريخها العميق في الوجود البشري بها، وتعد الدراسة الجديدة التي نشرت أول من أمس في دورية «ساينس أدفانسيس» تصحيحا لهذا الوضع.
والثابت تاريخيا أن جزيرة سريلانكا في المحيط الهندي، جنوب شبه القارة الهندية، والتي تنتمي إلى المنطقة التي تعرف باسم أوراسيا هي موطن أقدم الحفريات من جنسنا البشري هومو سابينس في جنوب آسيا، وكان السؤال حول كيفية حصول البشر على موارد الغابات المطيرة، بما في ذلك مصادر الغذاء سريعة الحركة مثل القرود والسناجب.
وفي هذه الدراسة الجديدة، فحص الباحثون من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا، وجامعة جريفيث في أستراليا وقسم الآثار بحكومة سريلانكا، رؤوس سهام العظام المحفوظة في كهف Fa-Hien Lena في عمق غابات المنطقة الرطبة بسريلانكا، وقدموا من خلالها أقدم دليل على الاستخدام المبكر لتقنيات القوس والسهم من قبل البشر في أي مكان خارج أفريقيا، وذلك في عمر 48 ألف عام تقريبًا، وتعد هذه الأدوات أقدم من التقنية المماثلة الأولى الموجودة في أوروبا.
وتقول ميشيل لانغلي خبيرة الآثار المجهرية في تقرير نشره معهد ماكس بلانك، بالتزامن مع نشر الدراسة إن «كهف Fa-Hien Lena برز كواحد من أهم المواقع الأثرية في جنوب آسيا منذ الثمانينيات، وتوجد به مجموعة من أدوات عظمية مفردة ومزدوجة، وكان العلماء يشتبهون في استخدامها في استغلال الموارد الاستوائية، ومع ذلك لم يكن هناك دليل مباشر غير موجود في غياب التحليل المجهري المفصل عالي القدرة».
وتضيف: «عثرنا من خلال التحليل على كسور بتلك الأدوات تشير إلى ضرر حدث بسبب التأثير القوي، وهو شيء يُرى عادةً في استخدام القوس والسهم لصيد الحيوانات».


مقالات ذات صلة

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.