رهان مغربي على السياحة الداخلية للحدّ من خسائر القطاع

قصبة آيت بن حدو في منظقة ورزازات (أ.ف.ب)
قصبة آيت بن حدو في منظقة ورزازات (أ.ف.ب)
TT

رهان مغربي على السياحة الداخلية للحدّ من خسائر القطاع

قصبة آيت بن حدو في منظقة ورزازات (أ.ف.ب)
قصبة آيت بن حدو في منظقة ورزازات (أ.ف.ب)

يراهن المغرب على السياحة الداخلية للحدّ من الخسائر التي تكبدها القطاع الحيوي في البلاد بسبب أزمة غير مسبوقة تسببت بها جائحة «كوفيد-19»، بينما لا يزال التنقل داخل المملكة خاضعاً لقيود صارمة، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
واستهل العاملون في قطاع السياحة في المغرب عامهم على إيقاع التفاؤل بعد تحقيق رقم قياسي باستقطاب 13 مليون زائر في 2019، لكن حركة القطاع توقفت فجأة مع تعليق الرحلات الجوية الدولية في منتصف مارس (آذار) في إطار إجراءات التصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد.
وتراجع عدد السياح خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام بنسبة 45 في المائة، بينما انخفض عدد ليالي المبيت السياحية بنحو 43 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب ما أوضحت وزيرة السياحة المغربية نادية فتاح مطلع الأسبوع.
ولن يكون الحال أفضل في موسم الصيف بسبب استمرار إغلاق الحدود في وجه السياح الأجانب. ويقول مدير سبع دور ضيافة في الرباط دافيد أزويلوس: «أعتقد أن عام 2020 انتهى بالنسبة إلينا»، مشيرا الى أنه سرّح العاملين لديه «لأنه لم يبق أي فلس في رصيدنا».
ولإنقاذ الموسم الصيفي، أطلقت السلطات حملة إعلامية من أجل «تذكير المغاربة بكل الغنى والتنوع الذي يتميز به بلدهم» مع «عروض تحفيزية» و«أسعار تفضيلية»، وفق الوزيرة.
وفي هذا الإطار، يبذل العاملون في القطاع في مراكش، جوهرة السياحة المغربية، «جهودا لتقديم عروض مناسبة مع اقتراح مسارات لرحلات موضوعاتية»، كما يقول المسؤول في المجلس الجهوي للسياحة حميد بنطاهر. ويضيف: «هذا ليس بديلا، بل هو خيار استراتيجي. فسياحة المغاربة تشكل ما بين 35 و40 في المائة من مداخيل القطاع في المدينة».
ويسعى المكتب الوطني للسياحة إلى «تشجيع المواطنين على السفر في البلاد حال رفع الطوارئ الصحية».
لكن آمال أصحاب الفنادق والمطاعم والمؤسسات السياسية خابت بقرار السلطات هذا الأسبوع تمديد حالة الطوارئ المفروضة منذ 20 مارس، شهراً آخر حتى 10 يوليو (تموز)، مع استمرار فرض تدابير عزل وقيود صارمة في المدن الكبرى.
وعلقت مجلة «ماروك إيبدو» على موقعها الالكتروني بالقول: «إنهم يقضون على السياحة في المغرب»، معتبرة أن «استمرار الحجر في الوجهات الرئيسية للسياح الأجانب والمحليين يقضي على كل أمل» في إنعاش القطاع.
ويقول أحد الفندقيين مفضلا عدم ذكر اسمه «إنها ضربة كبرى لمعنويات الفندقيين الذين كانوا يأملون البدء في استقبال زبائن مغاربة منتصف يونيو (حزيران)».
وتمثل السياحة نحو 10 في المائة من الناتج الداخلي للمغرب، وهي أيضا مصدر أساسي للعملة الصعبة إلى جانب الصادرات والتحويلات المالية للمغاربة المقيمين في الخارج.
واستفاد القطاع في السنوات الأخيرة من ربط مطارات المملكة بخطوط جوية عدة للرحلات المنخفضة الكلفة، لكنه خسر في المقابل عائدات من السياح المحليين الذين صاروا يفضلون السفر إلى الخارج حيث أنفقوا العام الماضي أكثر من ملياري دولار.
ويفضل العديد من المغاربة السفر إلى الخارج. وكتب موقع «ميديا 24» الإخباري: «المغرب بات أقل جاذبية لسياحه من الطبقة المتوسطة العليا».
ويميل كثيرون الى اجتياز الكيلومترات القليلة التي تفصل شواطئ المملكة الشمالية عن ساحل كوستا ديل سول في جنوب إسبانيا الذي يعد وجهتهم المفضلة، إلى جانب إسطنبول وباريس.
وفضلا عن الشعور بحرية أكبر، يجد السياح المغاربة عموماً العرض السياحي أقل كلفة في الجنوب الاسباني. وفي العام 2018 تجاوز عدد السياح المغاربة في إسبانيا للمرة الأولى عدد السياح الإسبان في المغرب، بحوالى 900 ألف زائر. لكن السياح من الطرفين عاجزون حالياً عن اجتياز مضيق جبل طارق في انتظار إعادة فتح الحدود.


مقالات ذات صلة

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يوميات الشرق يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يشكل «ميدان الثقافة» الذي أطلقه برنامج جدة التاريخية التابع لوزارة الثقافة السعودية بوابة تربط بين الماضي والحاضر كمعلم حضاري كبير تحتضنه المدينة الساحلية جدة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

تحذر بعض التقارير من مطالب «الأخ الأكبر»، بما في ذلك كشف الضيوف عن الأرصدة المصرفية، ولكن هذه المطالب تبدو غير مبررة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تسمية المدينة التاريخية ثاني أجمل مكان تزوره (شاترستوك)

مدينة بريطانية مقتبسة من «هاري بوتر» تعد أكثر المدن إثارة

ليس سراً أن الناس أكثر لطفاً في الشمال، ولكن الآن تُوجت مدينة يورك البريطانية واحدةً من أكثر المدن الخلابة في العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المركب السياحي «سي ستوري» قبل غرقه (مجلس الوزراء المصري)

هل يؤثر حادث غرق مركب بالبحر الأحمر على السياحة الساحلية في مصر؟

بينما تتوقع الحكومة المصرية زيادة أعداد السائحين خلال العام الجاري، أثارت حادثة غرق مركب «سي ستوري» المخاوف بشأن تأثيرها على الحركة السياحية.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«الجامعة العربية» تطلق «السوق المشتركة للكهرباء» لتعزيز الإمدادات وخفض التكاليف

جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)
جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)
TT

«الجامعة العربية» تطلق «السوق المشتركة للكهرباء» لتعزيز الإمدادات وخفض التكاليف

جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)
جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)

بهدف تعزيز الإمدادات وخفض التكاليف، أطلقت جامعة الدول العربية، الاثنين، «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، عبر اتفاقية وقعت عليها 11 دولة، بينها السعودية ومصر، خلال فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمجلس الوزاري العربي للكهرباء، التي عقدت في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، على مدار يومين.

وعدت جامعة الدول العربية انطلاق «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، بمثابة «حدث تاريخي يعكس عمق التعاون العربي في مجال الكهرباء». وقالت، في إفادة رسمية، إنها تمثل «خطوة استراتيجية نحو تحقيق التكامل العربي».

وأكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، في كلمته، إن «إطلاق (السوق العربية المشتركة للكهرباء) يُعد نقلة نوعية في مسيرة العمل العربي المشترك»، مشيراً إلى أن هذه السوق «ستسهم في تعزيز استقرار الإمدادات الكهربائية، وخفض التكاليف، ودعم استثمارات الطاقة المتجددة، وتعزيز مكانة الدول العربية مصدرين رئيسيين للطاقة النظيفة عالمياً».

وأضاف أن توقيع الاتفاقية «يؤسس لبداية مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي العربي، بوصف السوق منصة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية».

وضمت الدول الموقعة على اتفاقية «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، إلى جانب السعودية ومصر، كلاً من الإمارات والكويت وفلسطين وسوريا وقطر وليبيا والسودان واليمن والمغرب.

بدوره، أكد وزير الكهرباء المصري محمود عصمت أن «التوقيع على اتفاقيتي السوق العربية المشتركة، اللتين تشملان الاتفاقية العامة واتفاقية السوق العربية للكهرباء، يعد حدثاً تاريخياً، يجني ثمار مجهودات امتدت على مدار 20 عاماً، لتحقيق الهدف الأسمى وهو الربط الكهربائي العربي الشامل، باعتباره دافعاً للتنمية».

وشدد على «أهمية استكمال المنظومة الكهربائية الداخلية لكل دولة بوصف ذلك خطوة ضرورية لربطها مع الدول العربية كهربائياً». وقال: «هناك أهمية بالغة لاستكمال مشروعات الربط الكهربائي العربي بوصفها ركيزة أساسية لسوق عربية متكاملة للطاقة تدار وفقاً لأسس اقتصادية».

وأضاف عصمت أن «إطلاق المشروع التجريبي لتبادل الطاقة بين دول المشرق العربي، السعودية والأردن ومصر، سيكون النواة الأساسية لقيام السوق العربية المشتركة للكهرباء». وأوضح أن «السوق العربية المشتركة للكهرباء تعتمد على وجود إطار تشريعي وآخر مؤسسي يصحبهما بنية تحتية متكاملة، تأخذ في الاعتبار الجوانب الفنية لتحقيق تكامل السوق».

يذكر أن اتفاقية السوق العربية المشتركة تمت الموافقة عليها بقرار رقم 316 الصادر عن الدورة الاستثنائية للمجلس الوزاري العربي للكهرباء العام الماضي، وأقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته 113، التي عُقدت في فبراير (شباط) الماضي، واعتمدها مجلس وزراء الخارجية العرب في سبتمبر (أيلول) الماضي، خلال فعاليات دورته العادية رقم 162.

وعقد المجلس الوزاري العربي للكهرباء، بحضور وزراء الكهرباء والطاقة من الأردن، والبحرين، وتونس، وسوريا، وفلسطين، ولبنان، ومصر. وشهد مناقشة «سبل دعم صناعة المعدات الكهربائية لإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء في الدول العربية»، إضافة إلى مناقشة ملف الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

وكان وزير الكهرباء المصري قد أكد، السبت الماضي، «أهمية استكمال مشروعات الربط الكهربائي المشترك، لتفعيل السوق العربية المتكاملة»، مشيراً في هذا الصدد إلى «مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي الذي سيتم تشغيله مطلع الصيف المقبل».

ووقّعت مصر والسعودية عام 2012 اتفاق الربط الكهربائي، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، ومن المقرر أن يدخل خط الربط الكهربائي بين البلدين الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين، بحسب تصريحات سابقة لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.