«فولكسفاغن» تواجه عاماً صعباً مع تراجع مبيعاتها 30%

انخفاض حاد سجّلته المجموعة الألمانية في مايو

عاملان يضعان كمامتين واقيتين في خط تجميع «فولكسفاغن» بعد أن أعادت الشركة تشغيل أكبر مصنع للسيارات في أوروبا في أعقاب الإغلاق الصحي (رويترز)
عاملان يضعان كمامتين واقيتين في خط تجميع «فولكسفاغن» بعد أن أعادت الشركة تشغيل أكبر مصنع للسيارات في أوروبا في أعقاب الإغلاق الصحي (رويترز)
TT

«فولكسفاغن» تواجه عاماً صعباً مع تراجع مبيعاتها 30%

عاملان يضعان كمامتين واقيتين في خط تجميع «فولكسفاغن» بعد أن أعادت الشركة تشغيل أكبر مصنع للسيارات في أوروبا في أعقاب الإغلاق الصحي (رويترز)
عاملان يضعان كمامتين واقيتين في خط تجميع «فولكسفاغن» بعد أن أعادت الشركة تشغيل أكبر مصنع للسيارات في أوروبا في أعقاب الإغلاق الصحي (رويترز)

تواجه مجموعة «فولكسفاغن» الألمانية العملاقة لصناعة السيارات عاماً صعباً في المبيعات، وذلك مع بلوغ نسبة التراجع نحو 30% منذ بداية 2020، مع انعكاس تحديات تداعيات فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد - 19» على سوق السيارات العالمية.
وسجلت الشركة الألمانية تراجعاً حادا في مبيعاتها خلال شهر مايو (أيار) الماضي بسبب تراجع الطلب على خلفية أزمة جائحة «كورونا»، حيث أعلنت الشركة أمس (الجمعة)، في مقرها بمدينة فولفسبورغ الألمانية أن مبيعاتها على مستوى العالم تراجعت في الشهر الماضي بنسبة 33.7% إلى 609 آلاف سيارة، مقارنةً بنفس الشهر العام الماضي.
وحسب البيانات، بلغ التراجع في المبيعات لشهر مايو الماضي في أميركا الجنوبية نسبة 68.9%، وبلغت نسبة التراجع في سوقها الرئيسية بغرب أوروبا 57.3% بينما ارتفعت مبيعاتها في الصين بنسبة 5.7%.
وأظهرت البيانات أيضاً تراجع مبيعات علامة «سيات» بنسبة 65%، وعلامة «سكانيا» للشاحنات بنسبة 61.3%، وبلغت نسبة التراجع في علامة «فولكسفاغن» الرئيسية 29.7%، و«أودي» بنسبة 21.9%، و«سكودا» بنسبة 45.1%، وسجلت «بورشه» أدنى نسبة تراجع في حدود (سالب 17.4%».
ويعاني قطاع صناعة السيارات بأكمله من تراجع في المبيعات ومشكلات في سلاسل التوريد. وتتكدس السيارات في مخازن العديد من الشركات المصنعة، كما تتراجع المبيعات لدى وكلاء البيع. وتتوقع شركات كثيرة نتائج سيئة في نشاطها في الربع الثاني من هذا العام.
ويأتي هذا التراجع في وقت أعلنت فيه المجموعة الألمانية مؤخراً تخلي هربرت ديس، الرئيس التنفيذي للمجموعة، عن رئاسة الشركة التي تنتج العلامة المركزية «فولكسفاغن» في المجموعة، ليتولاها رالف براندشتيتر، الرئيس التنفيذي المساعد.
وتواجه مبيعات قطاع صناعة السيارات تراجعاً بشكل ملحوظ بسبب أزمة «كورونا» وما صاحبها من إغلاق معارض السيارات في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين، الأمر الذي أدى إلى وقف الإنتاج في كل المصانع المهمة لـ«فولكسفاغن» و«دايملر» و«بي إم دبليو» و«أودي» و«أوبل» و«بورشه»، وكذلك لدى الموردين. ويحث القطاع الحكومة الألمانية حالياً على تخصيص حوافز مالية جديدة لشراء السيارات من أجل إنعاش المبيعات.
كانت «فولكسفاغن» قد احتفلت في نهاية مايو الماضي بمرور 83 عاماً على تأسيسها كشركة لصناعة السيارات الشعبية في ألمانيا، وعلى الرغم من التداعيات الخطيرة لجائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19) على صناعة السيارات في أوروبا والعالم، نجحت مجموعة «فولكسفاغن» في تعزيز صادراتها للسوق الأوروبية خلال شهر أبريل الماضي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وذكرت بيانات اتحاد مصنعي السيارات في أوروبا الصادرة في مايو الماضي أن حصة «فولكسفاغن» زادت من السوق الأوروبية إلى 28.8% مقابل 24.9% من السوق خلال أبريل من العام الماضي، في حين تراجعت حصص الشركات المنافسة مثل مجموعة «بي إس إيه غروب» الفرنسية التي تنتج سيارات «بيجو ستروين» التي تراجعت حصتها من 17.1% خلال أبريل من العام الماضي إلى 13.6% خلال أبريل الماضي، و«رينو» الفرنسية من 11.6% إلى 10.2% خلال الفترة نفسها.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.