بلجيكا: خطة حكومية تتضمن إسقاط الجنسية ومنع دخول العائدين من القتال في سوريا والعراق

التهديد الإرهابي مستمر.. والداخلية لا تمانع في استدعاء الجيش لحماية المنشآت العامة

عناصر من داعش على أطراف الفلوجة (أ.ب)
عناصر من داعش على أطراف الفلوجة (أ.ب)
TT

بلجيكا: خطة حكومية تتضمن إسقاط الجنسية ومنع دخول العائدين من القتال في سوريا والعراق

عناصر من داعش على أطراف الفلوجة (أ.ب)
عناصر من داعش على أطراف الفلوجة (أ.ب)

قالت الحكومة البلجيكية، إنها أعدت خطة لا بد من تنفيذها على وجه السرعة، للتعامل مع ملف تجنيد وتسفير أعداد من الشباب للقتال في الخارج وخصوصا بالعراق وسوريا، وهي سياسة وقائية تهدف إلى منع ظهور جيل جديد من الراغبين في السفر إلى الخارج للمشاركة في العمليات القتالية. وقال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون، إنه أعد خطة سيعرضها على البرلمان تتعلق بمزدوجي الجنسية مما يطلق عليهم «الجهاديين»، وتنص على سحب الجنسية البلجيكية منهم، أما بالنسبة للمقاتلين من المقيمين في البلاد ولا يحملون الجنسية البلجيكية وثبت تورطهم في القتال إلى جانب الجماعات المتشددة المسلحة في الخارج، سنمنع دخولهم إلى بلجيكا في حال عودتهم من مناطق الصراعات.
وأضاف جامبون في تصريحات أمس، «نشرت على الموقع الإلكتروني لصحيفة (لوسوار) اليومية البلجيكية الناطقة بالفرنسية، أنه يميز بين القصر والبالغين لأنه من الخطأ الجسيم ألا نفرق بين الاثنين عقب عودتهم من سوريا والعراق، فالأمر يتعلق بالعقاب وإعادة التربية، أيضا لأنه يجب إعادة دمج هؤلاء القصر في مجتمعنا دون سحب الجنسية منهم». وردا على سؤال حول مدى استهداف بلجيكا بالإرهاب الآن، أكد جامبون على أن مستوى التحذير لم يتغير ويقف عند المستوى «2» ولكن يوجد تهديد دائم مثلما سبق وحدث بشأن استهداف المتحف اليهودي بيد أن مستوى التحذير لم يتغير منذ هذه الواقعة. وردا على سؤال حول مدى استعداده بشأن استدعاء الجيش، أكد الوزير على ذلك، لافتا إلى أن ذلك سيكون لمهام محددة فرجال الجيش مؤهلون للضلوع في عمليات خارجية مثلما الحال في أفغانستان لحماية المطار هناك على سبيل المثال، فلماذا لا يكون ذات الأمر هنا لحماية بعض المنشآت وقت التهديد فكنت الأسبوع الماضي في باريس ورأيت الجيش يقوم بحماية اللوفر وبرج إيفل ورأيت عسكريين في كل مكان في مجموعات تتراوح أعدادهم بين اثنين و3 لأن أمن المواطن يمثل أولوية أولى.
يذكر أن معالجة مشكلة سفر الشباب من بلجيكا للقتال في الخارج، تأتي في مقدمة أولويات عمل وزير الداخلية الجديد في الحكومة البلجيكية جان جامبون ولهذا يعمل الوزير على إحياء قانون قديم يعطيه الحق في رفض أو سحب الجنسية عن الأشخاص وبالتزامن مع هذا يسعى لتشجيع كل البلديات في مختلف أنحاء البلاد على إجراء عملية «شطب جماعي لأسماء الشبان الجهاديين» من سجلاتها المدنية.
وتظهر هذه النقطة في مقدمة وثيقة تتحدث عن خطة عمل الوزير للسنوات القادمة، والتي سربت أجزاء منها لوسائل إعلام محلية، حيث «يعتبر هذا الإجراء جزءا أساسيا من مخطط العمل الهادف لمحاربة التطرف والعنف»، وفق التسريبات. وقالت وسائل الإعلام المحلية ومنها صحيفة «ستاندرد» الناطقة بالهولندية، إن «ورقة عمل أعدها الوزير حول سياساته، وتتألف من 5 صفحات ربعها فقط لمواجهة التشدد، وخصوصا في أعقاب حدوث توافق في الائتلاف الحكومي الجديد على التوحد في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، كما يعمل الوزير حاليا وبالتعاون مع وزير العدل على إعداد لائحة دولية بأسماء الأشخاص الذي أطلق عليهم البعض اسم الجهاديين والبعض الآخر يصفهم بالانتحاريين، ويأتي إعداد هذه اللائحة بغرض متابعة سفر وتنقلات هؤلاء الأشخاص، كما يركز الوزير حاليا على مواجهة الفكر الراديكالي وخطاب الكراهية والدعوة إلى العنف والعمل المسلح على الإنترنت ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي».
ويجري حاليا إعداد قانون لمواجهة هذا الأمر ويضمن تنظيم عمل الإنترنت بطريقة غير علنية وبصفة دورية، كما يعمل الوزير حاليا على إدخال تعديلات على قانون صدر عام 1979 بشأن صحب الجنسية أو رفض منحها للأشخاص وتنص التعديلات الجديدة على تجريم المشاركة في صراعات أو تنفيذ عمليات قتالية في الخارج وكذلك سحب وثائق السفر عن كل شخص تتوفر شكوك جدية حول خططه لتنفيذ أي أعمال تشكل تهديدا لأمن الدولة البلجيكية. وسيدعو الوزير، كما جاء في الوثيقة، رؤساء البلديات إلى أن يتبعوا مثال مدينة أنفرس (شمال البلاد الناطق بالهولندية) ويقوموا بشطب أسماء كل الشبان الذين سافروا للقتال في سوريا أو في أي مكان آخر من السجلات المدنية. ويؤدي قرار مثل هذا إلى حرمان الشخص المعني من كل الضمانات الاجتماعية والصحية، التي يتمتع بها المواطنون سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها، ولكنه لا يؤدي إلى فقدان الجنسية البلجيكية. وكانت بلدية أنفرس قد لجأت خلال الأشهر القليلة الماضية إلى شطب اسم 55 شابا من سجلاتها المدنية على خلفية دلائل تثبت تورطهم في القتال في سوريا إلى جانب مجموعات إسلامية متطرفة، في حين ظل العدد أقل من ذلك بكثير في العاصمة بروكسل. وقد سارع الحزب الاشتراكي المعارض إلى انتقاد هذه الإجراءات، حتى قبل أن تعرض رسميا وعلنا أمام البرلمان الفيدرالي، كما هو مقرر. وفي هذا الإطار، أكد عمدة مدينة بروكسل، الذي ينتمي للحزب الاشتراكي، أن مثل هذا الإجراء لا يحل المعضلة التي تواجهها الدولة البلجيكية في معالجة مشكلة المقاتلين الأجانب، واصفا مدينة أنفرس بـ«مأوى التطرف» في البلاد. وتثير مشكلة سفر الشبان البلجيكيين إلى سوريا للقتال إلى جانب مجموعات متطرفة، جدلا حادا في الأوساط السياسية والشعبية في البلاد، إذ يرى المراقبون بوضوح حالة الارتباك التي تعاني منها الحكومة في التعاطي مع هذه الظاهرة المستمرة منذ اشتداد حدة الصراع السوري. ولا توجد أرقام محددة لعدد الشبان البلجيكيين المتورطين في القتال في سوريا، فمصادر وزارة الداخلية تقدر عددهم بـ350، أما الهيئات غير الحكومية فتتحدث عن 500. وقد وردت أنباء عن مقتل نحو 20 من هؤلاء، بينما عاد عدد محدود إلى البلاد جرى التعامل معهم بحسب التهم الموجهة لكل شخص على حدة.
وتشهد محكمة انتويرب حاليا النظر في قضية تتعلق بتسفير الشباب إلى الخارج للمشاركة في القتال وخصوصا إلى سوريا والعراق وتتضمن قائمة المتهمين 46 شخصا منهم 37 شخصا يحاكمون غيابيا، وقالت السلطات القضائية إن «معظم المتورطين في الملف إما أعضاء أو تربطهم صلة بجماعة تعرف باسم الشريعة في بلجيكا وحظرت السلطات نشاطها العام الماضي، بينما نفى الدفاع عن المتهمين كل الاتهامات التي أوردها الادعاء العام وطالبوا ببراءة المتهمين». ويؤكد جيل كيرشوف، المنسق الأوروبي لشؤون محاربة الإرهاب، أن هناك نحو 3 آلاف شاب من الدول الغربية يقاتلون في سوريا إلى جانب مجموعات متطرفة.



«محادثات برلين» تركز على الضمانات و«التنازل» الأوكراني عن أراضٍ

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)
TT

«محادثات برلين» تركز على الضمانات و«التنازل» الأوكراني عن أراضٍ

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)

لم تفضِ الاجتماعات الماراثونية التي شهدتها العاصمة الألمانية برلين إلى اختراق في المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، رغم أجواء التفاؤل التي أشاعها المشاركون في الاجتماعات بين الوفدين الأميركي والأوكراني.

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لدى خروجه من السفارة الأميركية في برلين الاثنين (د.ب.أ)

وبعد جولتين من المفاوضات، الأولى دامت خمس ساعات ونصف الساعة يوم الأحد والثانية قرابة الساعتين صباح الاثنين بين الوفدين الأميركي والأوكراني، بقيت النقاط الأساسية التي ركزت عليها المحادثات عالقة؛ وهي تخلي أوكرانيا عن أراضٍ إضافية وضمانات أمنية تطالب بها كييف، وهذا رغم إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتخلي عن طموح الانضمام إلى حلف شمالي الأطلسي (الناتو). وكانت موسكو قد اشترطت أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى الحلف الغربي إذا أرادت إنهاء الحرب.

ولكن زيلينسكي بقي متمسكاً بالحصول على ضمانات أمنية أميركية - أوروبية شبيهة بتلك التي يمكن لأوكرانيا الحصول عليها في حال انضمت لحلف «الناتو»، وهو مطلب أيده فيه القادة الأوروبيون الذين توافدوا إلى العاصمة الألمانية في إشارة تضامن مع كييف ودعم لمطالبها أمام الخطة الأميركية التي اعتبرها كثيرون بأنها تميل إلى روسيا.

وبقيت كذلك مسألة تخلي أوكرانيا عن منطقة دونباس عائقاً أمام حصول خرق، وهو ما بقي الطرف الأميركي يقنع زيلينسكي به، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أوكرانيين. ويعتبر الرئيس الأوكراني التخلي عن دونباس خطاً أحمر، وهو يقترح في المقابل تجميد خطوط القتال كما هي من دون الانسحاب منها.

من جانبه، شدد الكرملين على أن بقاء كييف خارج حلف «الناتو» يشكّل «أساساً» في المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب. وشدد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات للصحافيين الاثنين على أن مسألة بقاء كييف خارج الحلف العسكري الغربي «تعد من بين الأساسيات وتستوجب مباحثات خاصة». وأضاف أن روسيا تنتظر من الولايات المتحدة «إبلاغنا بالمبدأ الذي يجري بحثه في برلين».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى اجتماعه مع الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب في برلين الاثنين (رويترز)

«وساطة» فنلندية

وشكل وصول الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب إلى برلين ليل الأحد - الاثنين، مفاجأة، ويبدو أنه وصل للتوسط بين الوفدين الأميركي والأوكراني ومحاولة تقريب وجهات النظر بينهما. وكسب ستاب سمعة «الهامس الأوروبي» بأذن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد أن نجح بصقل علاقة صداقة معه في الأشهر الماضية. وتوطدت علاقتهما من خلال اهتمامهما المشترك بلعبة الغولف، إذ يلعب ستاب رياضة الغولف بشكل محترف، وهو ما يبدو بأنه لاقى إعجاب ترمب الذي استقبله في منتجعه في مارالاغو بفلوريدا للعب الغولف قبل بضعة أشهر. ويعتبر ستاب في المقابل من أشد المدافعين عن أوكرانيا، والعارفين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحكم موقع بلاده الجغرافي الواقعة على الحدود مع روسيا وتاريخها معها. والتقى ستاب ليل الأحد في فندق أدلون المجاور للسفارة الأميركية في برلين، المبعوثين الأميركي ستيف ويتكوف وجيراد كوشنر قبل أن يلتقي مجدداً صباح الاثنين بالرئيس الأوكراني زيلينسكي في مقر المستشارية التي تحولت إلى مركز للمفاوضات بين الجانبين الأميركي والأوكراني.

ولم يكن واضحاً ما الذي نقله ستاب من الوفد الأميركي إلى الوفد الأوكراني، ولكنه قال في مقابلة لقناة هولندية: «إننا أقرب إلى اتفاق سلام أوكراني من أي وقت مضى». وصدر كلام شبيه عن وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول الذي قال في تصريحات لصحف ألمانية: «لم تكن المفاوضات جادة من قبل كما هي الآن». وأوحى كذلك رئيس الوفد الأوكراني المفاوض رستم أوميروف بإيجابية في المفاوضات مع الطرف الأميركي، وكتب على حسابه على منصة «إكس» بعد انتهاء المفاوضات أنه تم تحقيق «تقدم حقيقي» نحو اتفاق سلام دائم، مضيفاً أن الأميركيين «يعملون بشكل بناء لمساعدة أوكرانيا على إيجاد طريق لاتفاق سلام دائم».

المستشار الألماني فريدريش ميرتس يتحدث أمام المنتدى الاقتصادي الألماني الأوكراني في برلين الاثنين (رويترز)

وبعد يوم على وصول زيلينسكي والمبعوثين الأميركيين، توافد الزعماء الأوروبيون إلى برلين من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من بين آخرين، إضافة إلى أمين عام حلف «الناتو» مارك روته، وانضموا إلى اجتماع زيلينسكي بالمستشار الألماني فريدريش ميرتس مساء. ويبدو أن الثلاثي الأوروبي، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، حاولوا إقناع الطرف الأميركي بتقديم ضمانات أمنية واضحة لكييف والتوقف عن دفع أوكرانيا للتخلي عن دونباس. وقد وصفت رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تسليم دونباس لروسيا بأنه «سيكون البداية» وبأن روسيا ستقرأ ذلك ضوءاً أخضر لكي تستولي على كامل أوكرانيا وتكمل أبعد من ذلك.

ونقلت مجلة «بوليتيكو» عن مسؤول فرنسي أن زيلينسكي رفض، خلال المفاوضات مع الطرف الأميركي، سحب القوات الأوكرانية والروسية من دونباس وإنشاء منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح هناك. وقبل أيام، نقلت صحيفة «لوموند» أن السلطات الأوكرانية تؤيد فكرة إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في دونباس، لكن بشروط. وترى أن ذلك يتطلب انسحاباً متبادلاً للقوات على طول خط المواجهة الحالي. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا البند أُدرج في خطة السلام الجديدة المقدمة إلى واشنطن والمكونة من 20 بنداً، وأن أوكرانيا هي من قدمت هذا المقترح بدعم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وليس الولايات المتحدة.

وكانت واشنطن قد اقترحت الشهر الماضي، خطة سلام من 28 بنداً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولكن الوثيقة أثارت استياء كييف وشركائها الأوروبيين الذين اعتبروا أنها تتبنى الأفكار الروسية لإنهاء الحرب وقدموا اقتراحات لتعديلها.

مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال جلسة لمجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد في بروكسل الاثنين (رويترز)

«أسبوع حاسم» أمام أوروبا

في سياق متصل، أفادت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الاثنين، بأن الأسبوع الحالي في بروكسل سيكون «حاسماً» بالنسبة لأوكرانيا وتمويل حربها مع روسيا. وقالت كالاس قبيل بدء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «هذا أسبوع بالغ الأهمية» لتمويل أوكرانيا، إذ سيتعين على قادة الاتحاد اتخاذ قرار بهذا الشأن في قمة يعقدونها يومي الخميس والجمعة. وأكدت أن المفاوضات بين الدول الأعضاء الـ 27 بشأن الأصول الروسية المجمدة مستمرة، لكنها «تزداد صعوبة».

وتدرس الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل «قرض تعويضات» لأوكرانيا، إلا أن العديد من الدول الأوروبية تبدي تردداً في هذا الموضوع، وعلى رأسها بلجيكا حيث تتركز معظم هذه الأصول الروسية في أوروبا.

وأقرت كالاس بأن «الخيار الأكثر جدوى يتمثل في توفير قرض من أجل تمويل التعويضات، وهذا ما نعمل عليه. لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، والأمر يزداد صعوبة». لكنها رددت موقفاً سبق أن أطلقه رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا، قائلة: «لن نغادر الاجتماع (القمة) حتى نتوصل إلى نتيجة، حتى نحصل على قرار بشأن تمويل أوكرانيا».

وإلى جانب استخدام الأصول الروسية المجمّدة، اقترحت المفوضية الأوروبية خياراً آخر يتمثل في تقديم قرض أوروبي، لكنه يصطدم بمعارضة دول أعضاء عدة ولا سيما ألمانيا.

وأكدت كالاس أن هذا الخيار «لا يحظى بالقبول»، مضيفة أن استخدام الأصول الروسية المجمدة يتميز أيضا بأنه لا يُكلف دافعي الضرائب الأوروبيين شيئاً، «وهذا أمر بالغ الأهمية». وأضافت: «إنها تبعث برسالة واضحة: إذا ألحقتم كل هذا الضرر بدولة أخرى، فعليكم دفع تعويضات». وقالت كالاس مجدداً إن قرار استخدام هذه الأصول المجمدة يمكن أن تتخذه أغلبية مؤهلة من الدول الأعضاء، ولكن لا مجال للقيام بذلك من دون بلجيكا. وتابعت: «أعتقد أنه من الضروري إشراكهم، أياً كان قرارنا».


كشف جاسوسة روسية بفضل رقم الشريحة الإلكترونية لقطتها

القطة لويزا
القطة لويزا
TT

كشف جاسوسة روسية بفضل رقم الشريحة الإلكترونية لقطتها

القطة لويزا
القطة لويزا

قاد رقم الشريحة الإلكترونية المثبّتة في قطة أليفة إلى كشف هوية جاسوسة روسية كانت تنشط سرّاً في إيطاليا، بعد سنوات من التخفي ومحاولات التسلل إلى دوائر قريبة من حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفقاً لموقع «سيبر نيوز»

فالشريحة الإلكترونية (الميكروشيب)، التي تُعد شرطاً أساسياً لسفر الحيوانات داخل الاتحاد الأوروبي، تحولت إلى الخيط الوحيد الذي مكّن المحققين من تعقّب صاحبة القطة، ليتبيّن لاحقاً أنها عميلة استخباراتية روسية عاشت في إيطاليا لأكثر من عقد متخفيةً بهوية مزيفة.

وحملت الجاسوسة اسم «ماريا أدِيلا كوفيلدت ريفيرا»، وظهرت في المجتمع الإيطالي على أنها صانعة مجوهرات من أصول بيروفية. وخلال سنوات إقامتها، نجحت في نسج علاقات اجتماعية واسعة، شملت صداقات مع زوجات جنرالات في «الناتو»، إضافة إلى علاقات عاطفية مع أشخاص مقرّبين من مقر الحلف في مدينة نابولي، ما أتاح لها الاقتراب من دوائر حساسة والحصول على معلومات ذات طابع أمني.

غير أن نشاطها لم يمر من دون رصد. فبعد أن كشف الصحافي الاستقصائي والمؤلف كريستو غروزيف وفريقه خيوطاً أولية حول حقيقتها، اختفت المرأة فجأة من إيطاليا، تاركةً وراءها لغزاً حيّر المحققين أشهراً طويلة، في ظل غياب أي رابط واضح بين هويتها المزعومة في إيطاليا وحياتها الحقيقية في روسيا.

وفي مقطع فيديو تمهيدي لتحقيق مرتقب، قال غروزيف إن «الخيط الوحيد الذي ربط السيدة البيروفية المزيّفة بالشخص الذي عاد للعيش في روسيا كان قطتها». وأضاف: «جميع أصدقائها في إيطاليا تحدثوا عن تعلقها الشديد بقطتها لويزا».

وبما أن القوانين الأوروبية تفرض على الحيوانات الأليفة حمل شريحة إلكترونية مكوّنة من 15 رقماً ومتوافقة مع معايير «آيزو»، تمكّن فريق التحقيق من الحصول على رقم الشريحة الخاصة بالقطة. وعند مطابقة الرقم مع قواعد بيانات روسية مسرّبة، تبيّن وجود قطة مسجلة بالرقم ذاته لدى عيادة بيطرية في روسيا.

ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد؛ إذ قاد البحث إلى حساب على شبكة التواصل الاجتماعي الروسية «فكونتاكتي» (VK) لامرأة تُدعى أولغا كولوبوفا، كانت قد وضعت صورة القطة نفسها «لويزا» صورةً لحسابها الشخصي، كما أبدت إعجابها بصفحة العيادة البيطرية ذاتها.

ووفق التحقيق، تُعد كولوبوفا واحدة من مجموعة كبيرة من «العملاء النائمين» الروس، المعروفين سابقاً باسم «غير الشرعيين»، وهم جواسيس يعملون بهويات مزيفة ويندمجون في مجتمعات أجنبية لفترات طويلة، مع تجنب الأنشطة عالية المخاطر، وبناء علاقات هادئة مع شخصيات مؤثرة في السياسة والأكاديميا والمؤسسات العسكرية.

ماريا أدِيلا كوفيلدت ريفيرا

وغالباً ما تبقى هويات هؤلاء العملاء طي الكتمان حتى عن أقرب الناس إليهم. ففي مثال لافت، لم يكتشف أبناء أرتيم دولتسيف وآنا دولتسيفا، اللذين عاشا في سلوفينيا بهوية أرجنتينية مزيفة، أنهم روس إلا أثناء وجودهم على متن طائرة متجهة إلى موسكو، عقب صفقة تبادل أسرى عام 2024.

ويشير مراقبون إلى أن «العملاء النائمين» يمثلون أصولاً استخباراتية بالغة الأهمية بالنسبة للكرملين، خصوصاً بعد تفكيك جزء كبير من شبكة التجسس الروسية في أوروبا عام 2022، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، ما دفع موسكو إلى الاعتماد أكثر على هذا النوع من العمليات طويلة الأمد.


النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب تفتح تحقيقاً في هجوم سيدني

أشعل الناس الشموع إحياءً لذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
أشعل الناس الشموع إحياءً لذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب تفتح تحقيقاً في هجوم سيدني

أشعل الناس الشموع إحياءً لذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
أشعل الناس الشموع إحياءً لذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

أعلنت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب، الاثنين، فتح تحقيق في فرنسا، بالتزامن مع تحقيق السلطات الأسترالية، في الهجوم الذي استهدف احتفالاً يهودياً على شاطئ في سيدني وأسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 42 آخرين.

أفراد من الجالية اليهودية يُحيون ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار في شاطئ بوندي خلال وقفة حداد أقيمت بمركز شاباد بوندي بسيدني في 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ومِن بين ضحايا الهجوم الذي وقع، خلال احتفال بعيد حانوكا (عيد الأنوار اليهودي)، الفرنسي دان إلكيام، وهو مهندس كمبيوتر يبلغ من العمر 27 عاماً، كما أُصيب فرنسي آخر بجروح.

وأوضحت النيابة العامة، في بيان، أن تحقيقها يركز تحديداً على تهمتي «القتل المرتبط بعمل إرهابي»، و«محاولات قتل مرتبطة بمشروع إرهابي».

وأُوكل التحقيق إلى المديرية العامة للأمن الداخلي (دي جي إس إي) وفرع مكافحة الإرهاب في المديرية الوطنية للشرطة القضائية.

وأوضح البيان أن «الهدف الرئيس من هذا التحقيق هو تمكين الضحايا وذويهم المقيمين في فرنسا من الاطلاع على المعلومات المتعلقة بتقدم التحقيقات التي تُجريها السلطات القضائية الفرنسية والأسترالية، إضافة إلى تقديم دعم أو مساعدة أو خبرة تقنية للسلطات القضائية الأسترالية». كما يهدف التحقيق إلى تسهيل استفادة الضحايا وذويهم من آليات الدعم والمساعدة.

كان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو قد أعلن، الأحد، مقتل إلكيام، واصفاً الهجوم بأنه «اندفاع صادم من الكراهية المُعادية للسامية يجب علينا التصدّي له».

من جهته، قال رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) يوناثان عرفي إنه تواصل، مساء الأحد، مع والدَي الضحية، معرباً باسم المؤسسات اليهودية في فرنسا، عن «تضامننا وتعاطفنا». وكان إلكيام من بين 15 شخصاً سقطوا برصاص رجلين، أب وابنه، أطلقا النار على نحو ألف شخص كانوا متجمعين على شاطئ بوندي في سيدني، للاحتفال بعيد حانوكا.