دافينشي رسم «رجل فيتروفيان» بمواصفات تشريحية تحاكي الواقع

الرسام الشهير ليوناردو دافينشي (غيتي)
الرسام الشهير ليوناردو دافينشي (غيتي)
TT

دافينشي رسم «رجل فيتروفيان» بمواصفات تشريحية تحاكي الواقع

الرسام الشهير ليوناردو دافينشي (غيتي)
الرسام الشهير ليوناردو دافينشي (غيتي)

منذ أكثر من خمسة قرون، أنتج «رائد عصر النهضة» الرسام الشهير ليوناردو دافينشي، صورة مشهورة لجسد الذكر المتناسب تماماً، عرفت باسم «رجل فيتروفيان». ووجد الآن علماء أميركيون من خلال مسح شمل 64 ألف شاب، أن ليوناردو اقترب جداً من القياسات التشريحية السائدة اليوم.
وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «الجمعية الطبية الأميركية»، أفاد فريق البحث بقيادة ديانا توماس، عالمة الرياضيات في الأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت بنيويورك، بأنه: «على الرغم من الأساليب المختلفة للحساب التي اعتمدها ليوناردو دافينشي، فإن مواصفات جسم الإنسان المثالي عنده في صورته الشهيرة (رجل فيتروفيان) كانت مقاربة للقياسات المعاصرة».
وتعود هذه الصورة الشهيرة لعام 1490، وتستخدم شعاراً لعديد من الشركات الطبية، وتمثل تصور دافينشي لمواصفات الجسم المثالي عند الذكور البالغين، وهو التصور الذي حاولت الدراسة مطابقته مع الواقع.
ووفق تقرير عن الدراسة نشره أول من أمس موقع «هيلث داي»، فقد قامت ديانا وزملاؤها بمطابقة المقاييس الواردة في الصورة مع تلك التي تم وضعها من تحليل قياسات آلاف من المجندين الذين يتمتعون بتدريب عالٍ في القوات الجوية الأميركية، والذين تتراوح أعمارهم بين 17 و21 عاماً، ويخضعون لفحص جسد ثلاثي الأبعاد عالي التقنية لتحديد متوسط القياسات.
وباستثناء امتداد الذراع وطول الفخذ، كانت الاختلافات في النسب للرجال المقاسة بواسطة الماسح الضوئي للجسم و«رجل فيتروفيان» في حدود 10 في المائة.
وعزا الباحثون هذه الاختلافات البسيطة إلى أنه في القرن الخامس عشر، لم تكن الحسابات العلمية لمتوسطات السكان موجودة ببساطة، ويمكن أن تختلف قياسات الرجال وقتها بشكل كبير جداً عن تلك الموجودة لدى الشباب الأميركيين اليوم.
وأشاروا إلى أن ملاحظات واستنتاجات ليوناردو دافنشي لم تميز ما إذا كانت رؤيته مستمدة من فرد واحد أو تم تجميعها. وليس من الواضح حتى ما هي نقاط القياس المرجعية على الجسم الذكري الذي كان ليوناردو يستخدمها. وتقول ديانا: «على الرغم من كل هذا، فلا يزال هناك توافق كبير موجود بين الصورة التي أنشأها رجل قبل 500 عام، وتلك التي تم إنشاؤها في عام 2020، من خلال تحليل علمي أكثر تعقيداً بكثير».



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.